بغداد/ وكالاتrn قال انتوني سيلدون كاتب السيرة الذاتية لحياة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق إن سمعة الاخير ستدمر في حال رفض الاعتذار عن أخطائه في الحرب على العراق. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن سيلدون قوله إن مثول بلير لاعطاء الأدلة عن حرب العراق بداية العام القادم يشكل الفرصة الاخيرة ليقر بأخطائه تلك.
وأضاف سيلدون انه ينبغي على بلير تحمل المسؤولية لتضليل الشعب البريطاني وارسال القوات البريطانية للحرب موضحا انه كان ينبغي عليه التفكير بشكل اكبر بالقضية الاخلاقية للحرب التي شنت على أساس زائف بوجود اسلحة دمار شامل في العراق ثبت فيما بعد عدم وجودها. ولفت سيلدون إلى أنه ينبغي على بلير الاعتذار أيضا لفشله بالحصول على تنازلات أكبر من الولايات المتحدة وقلة التخطيط لما بعد الحرب وهو الخطأ الاكبر. وبين أن الحرب والحسابات التي ستليها ستستمر في ملاحقة بلير وتدمير أي شيء اخر انجزه. وأوضحت الغارديان أن تقدير سيلدون لبلير انخفض كثيرا بعد إجراء الأخير مقابلة تلفزيونية مع محطة بي بي سي البريطانية نهاية الاسبوع الماضي حين قال إنه يمكن تبرير شن الحرب على العراق حتى لو كان يعرف انذاك أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل حيث أثارت تصريحاته هذه انتقادات واسعة النطاق. من جانب اخر، وفي تطورات التحقيق البريطاني في المشاركة العسكرية في حرب العراق، كتب المحلل السياسي البريطاني بريندان أونيل مقالا في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بعنوان: الحوار من البعد القانوني إلى الأخلاقي، قال فيه: «كنت من أشد المعارضين للحرب على العراق، غير أني أشكر رئيس الوزراء السابق توني بلير على تأكيده قبل بضعة أيام على صحة قرار التخلص من صدام حسين. فما الذي يدعوني إلى شكره على ذلك التصريح؟ ليس لهذا الموقف علاقة بتغير موقفي المبدئي من الحرب، لأنها لا تزال حرباً خاطئة ولكن ما دفعني إلى قول ما قلت هو حديث بلير بلغة (الخطأ والصواب) عن الحرب». واضاف: «وبذلك الجهر العلني بما يراه، تمكن بلير من إخراج الحوار العام الدائر بشأن الحرب من المأزق الحقوقي الذي وقع فيه، إلى مجال الأخلاق والسياسة الذي ينتمي إليه في الأصل». هذا وقد أثارت تصريحات بلير خلال لقاء تلفزيوني أجري معه يوم الأحد الماضي، عاصفة من التعليقات في العاصمة لندن. وعندما سأل المذيع الذي أجرى الحوار رئيس الوزراء السابق قائلاً: هل كنت ستمضي في تنفيذ قرار الحرب حتى لو علمت بعدم وجود أسلحة للدمار الشامل هناك؟ أجاب بلير قائلاً: «كنت سأعتقد من الصحيح حينها إزالة صدام حسين من السلطة، ما أقصده هو أنه كان يتعين عليك أن تستخدم عدداً من الحجج في تفسير طبيعة الخطر الذي كان يمثله عراق صدام». وقد أصاب البعض في اعتقادهم أن بلير كان يبحث حينها في عام 2002 عن ذريعة أو حجة ما تدعم وجهة الحرب التي اختار المضي فيها سلفاً. وكان قد اختار أسلحة الدمار الشامل، غير أن نفي وجودها إن حدث لم يكن يثنيه عن البحث عن حجة أخرى تدفع به نحو غمار الحرب. وربما في ذلك التبرير الذي اختاره بلير لحربه ما يشف عن افتقاره للجرأة والجهر بما كان يراه حقاً. ذلك أن ما كان يراه في الأصل هو «صحة» الإطاحة بصدام. ولكن لم يجد سبيلاً آخر للحصول على الدعم الشعبي اللازم للحرب سوى البحث عن مسوغ قانوني أقوى يبرر به مشاركته في حرب العراق. واضاف المقال: ومهما يكن فليست مراوغة بلير الواضحة في قوله «إن عليك أن تستخدم عدداً من الحجج في تفسير طبيعة الخطر الذي كان يمثله عراق صدام» هو ما أثار تعليقات المحللين والمعلقين هنا، بقدر ما أثارها استخدامه لعبارة «صحة إزالة نظام صدام حسين». وجاء تعليق المحللين عن تلك العبارة أنها تكشف عن صلف ووهم ونزعة ديكتاتورية واضحة في شخص بلير. لكن الحقيقة هي أن استخدام بلير تلك العبارة، أتاح لنا فرصة الخروج بالحوار العام الدائر عن الحرب من مأزقه القانوني الدائر حول مدى مشروعية شن الحرب، والمضي به إلى طرح السؤال الأخلاقي: لأي مدى كان صحيحاً أم خاطئاً شن تلك الحرب؟ يذكر أن هذا الحوار ظل يدور لفترة طويلة حول مسائل قانونية بحتة. وفي بريطانيا بالذات اقتصر هذا الحوار تقريباً على المحامين والمستشارين القانونيين للحكومة، بينما ظل السؤال الرئيس الذي يدور حوله الحوار، ما إذا كان مقبولاً شن الحرب وفقاً لنصوص القانون الدولي التي تحكم العمل العسكري. وفي ذلك السياق قدمت دراميات تلفزيونية عما وصفوا بـ»المحامين الشجعان» الذين نصحوا بلير مقدماً بعدم شرعية الحرب. وفي الوقت نفسه نشرت سلسلة من الكتب التي تناولت هذا الجانب، واصفة كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بانتهاك القانون الدولي، نذكر منها على وجه الخصوص كتاب المؤلف فيليب ساندس: عالم الغاب: أميركا وسن وانتهاك القوانين الدولية». وكثيراً ما رفع المتظاهرون ضد الحرب شعارات مثل:»لا مزيد من الحروب غير القانونية»و»توني بلير مجرم حرب». وفي تلك الأثناء بدأت إجراءات تحقيق لجنة شيلكوت -التي اتخذت اسمها من رئيسها سير جون شيلكوت» في نه
سجال في بريطانيا بشأن مبررات المشاركة في الحرب
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 07:44 م