بصراحة مطلقة وألم اعترف وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان لمجموعة من الصحفيين الرياضيين ان السبب الأهم ، إضافة الى الضائقة المالية، يحول دون اكمال المنشآت الرياضية العديدة في بغداد والمحافظات هو ملف المتجاوزين على أراضي المنشآت الرياضية قيـد التنفيذ حيث يكون هؤلاء سبباً في توقف العمل واغلاق الطرق إضافة الى اسباب اخرى كثيرة يكونون طرفاً فيها بجميع الأحوال والظروف وهي حالة شاذة اصبحت واقع حال لا يمكن تجاوزه ابداً وقد اخذ الكثير من الوقت لدى الحكومات المحلية وخصصت له الجلسات ونوقشت المقترحات في الوقت الذي تنامت فيه ظاهرة العشوائيات قرب وحول المنشآت الرياضية ولم تتوقف ابداً بدليل ان جموع المتجاوزين تزحف الى هذه المشاريع وأماكنها بمجرد الاعلان عنها وتتخذ من محيطها الخارجي وربما مساحاتها الداخلية اماكن لسكنهم بين ليلة وضحاها على خلفية التخطيط الى البعيد وهدف الاستفادة بجميع الظروف والاحوال لإقامة مجمعاتهم التي لن ينسحبوا منها إلا بتعويضات هائلة او تمليكهم للاراضي المقابلة للمنشآت الرياضية وهي مشكلة كبيرة جدا نعاني منها في الملاعب والمنشآت في بغداد والبصرة وكربلاء ومناطق اخرى!
كما ان التراخي الحكومي لحسم هذه الملفات الملتوية صار مقلقاً هو الآخر وربما الأخطر في هذا الملف ما طرح مؤخراً من ان بعض الاطراف المتنفذة هي التي تأتي بهؤلاء المتجاوزين للضغط على المشاريع واحراج الحكومات المحلية او لتحقيق مكاسب آنية نفعية وكلا الحالين كارثة بحد ذاتها، لان مشاريع البلاد لا تقف على الرياضة وحدها وربما تجاوزتها الى المشاريع الأخرى التي ستعاني او عانت بالتاكيد من ذات المشكلة ولا حاجة بعد ذلك للقول ان أخطبوط الفساد الاداري والمالي قد وصل الى المتاجرة بهؤلاء الناس للكسب الحرام ! والأغرب من ذلك كله هو اننا نسمع ومنذ سنوات على لسان المحافظين ومجالس المحافظات عن تشكيل لجان وتخصيص مبالغ هائلة لحسم الملفات التي تتعلق بالمتجاوزين والعشوائيات ولم نسجل لهذه المجالس حسمها لأي ملف من هذه الملفات العالقة التي اخذت من وقتهم الشيء الكثير وصارت مادة اعلامية يتداولها الإعلام الداخلي والخارجي معا وكانت سببا في حجب البطولات واقامتها في العراق.
اننا اليوم نشير الى ذلك وهو ليس بجديد ابداً ولكن نشخـِّصه مرة اخرى وقد تطرق اليه الوزير واعتبره أحد الملفات التي تقف دون إكمال المنشآت الرياضية من ملاعب وقاعات ومدن رياضية في الوقت الذي نتطلع فيه الى اكمال هذه المنشآت من اجل رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية وعودة العراق الى تضييف البطولات الدولية وانهاء حالة الفقر في البُنى التحتية الرياضية التي نعاني منها طويلا وبصورة خاصة في كرة القدم التي ظلت رهينة لملعب الشعب المتهالك أصلا والمليء بالمشاكل من المياه الجوفية الى ارضية الملعب والمرفقات الاخرى. نريد ويشاركنا جمهورنا الرياضي ان تكتمل احدى المنشآت الرياضية الجديدة التي وصلت الى نصف الطريق وتعطلت لتكون بداية حقيقية وبارقة أمل نحو اكمال جميع المشاريع المتوقفة، وان يحسم حال العشوائيات فعلا وقولا وليس طرحه للنقاش المستفيض ، لأن الحال معروف والآلية مشخـَّصة ومن الممكن اعادة اسكانهم في مناطق اخرى صحية آمنة ينعمون ببعض الخدمات فيها وليس البقــاء في العـراء مقابل آليات الشركات الأجنبية بانتظار الفــرج.
التجاوزات توقف المنشآت!
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2015: 09:01 م