بغداد / المدى
كان (م) يلعب كعادته امام منزل جده في قضاء المحمودية التي يعرف كل سكانها بعضهم البعض... كل من يمر امام منزل الاسرة يقف لحظات يداعب الطفل الصغير ويبادله القبلات . وقد اعتاد الجميع على وجوده الدائم وهو يلعب يوميا مع اقرانه من الاطفال .. و
بغداد / المدى
كان (م) يلعب كعادته امام منزل جده في قضاء المحمودية التي يعرف كل سكانها بعضهم البعض... كل من يمر امام منزل الاسرة يقف لحظات يداعب الطفل الصغير ويبادله القبلات . وقد اعتاد الجميع على وجوده الدائم وهو يلعب يوميا مع اقرانه من الاطفال .. وفجأة اختفى الطفل من المنزل ولم يعد يسمع له صوت ... سكتت ضحكاته ... لم يعتد من في البيت على غياب (م)، بحثوا عنه داخل المنزل فلربما يكون مختبئا في أي مكان هنا او هناك ولكن لم يعثر له على اثر ... خيم الصمت على كل من في البيت . واخيرا اصدر الجد اوامره للجميع بان يبحثوا عنه في كل مكان بالقضاء والشوارع المجاورة ووزعوا انفسهم على مجموعات عمل ... احدهم توجه للمحال القريبة التي تبيع النساتل والحلوى واخر لمنزل الجيران واخر للطريق الرئيسي ... تحولت المنطقة كلها لفرق بحث تجوب الشوارع والطرقات لعلها تعثر له على اثر . واخيرا همس شخص في أذن الجد واخبره بانه رأى حفيده بصحبه احد الاشخاص الذي رآه اكثر من مرة يتردد عليهم بمنزل العائلة ! ظل الجد يبحث في المترددين عليه وهويتهم حتى نجح اخيرا من تحديد شخصيته ... ووجد الجد نفسه أمام علامات استفهام عديدة مطلوب منه تفسيرها منها كيف قام هذا الشخص ،وهو شريك له في الفترة الاخيرة، في استدراج الطفل خارج المنزل ... وما هو الدافع وراء ارتكابه تلك الجريمة ؟ والى اين توجه به ؟ حمل الجد هذه التساؤلات وتوجه الى مركز شرطة المحمودية واخبر المدير بتفاصيل الاحداث السابقة واقوال الشهود الذين اكدوا خطف حفيده ... تم تدوين اقوال الجد وتحديد اوصاف الطفل المخطوف والملابس التي كان يرتديها بدقة وايضا اوصاف المتهم ... وفي ضوء المعلومات التي توفرت للشرطة تقرر تشكيل فريق للعمل بسرعة حيث تحركت مجموعة من مراتب الشرطة وضابط التحقيق الى مدينة المسيب حيث اقامة اسرة المتهم ومن خلال جمع المعلومات عن المتهم واسرته توصلت الشرطة الى ان المتهم توجه الى بيت احد اصدقائه في منطقة الاسكندرية ... حيث توجهت مفرزة الى منزل الصديق وبمواجهته بالمعلومات المتوفرة اعترف لضابط المفرزة بقيام المتهم (ع) بزيارته مع الطفل وادلى باوصاف الطفل الذي كان بصحبته ، وهنا شعر الضابط بحالة من الارتياح لشعوره بعدم تعرض الطفل لاي خطورة ... بعدها اصدر تعليمات سريعة بتوجه فريق العمل الى قرية قريبة من الاسكندرية لتعقب المتهم وبصحبته الطفل فمن المؤكد انه سيتوجه الى هناك ... وبالفعل عندما داهمت الشرطة منزل اسرة المتهم في القرية كانت مفاجأة للجاني حيث فوجئ بالمفرزة وهي تداهم المنزل وتلقي القبض عليه وتم العثور على الطفل والذي كان لا يدرك ما يحدث حوله ، عادت المفرزة في فجر اليوم التالي الى شرطة المحمودية حيث استقبلت من الاهالي واهل الطفل (م) بالهلاهل وقدموا لهم التهاني على سرعة اعادة الطفل المخطوف الذي احتضنه جده وبكى وهو يقبله ويثني على اجراءات الشرطة السريعة .. وفي مركز الشرطة اعترف (ع) بواقعة خطف الطفل (م) والسبب كان انتقاما من الجد الذي حمّله خسارة محصول البطاطا وموت بعض العجول ... حيث استقطع منه المبالغ دفعة واحدة ما عرضه للافلاس ... واضاف المتهم بانه استدرج الطفل من المنزل بحجة شراء حلوى له من احد الدكاكين القريبة وفي الطريق قرر ان يهرب بالطفل حتى يستجيب جده له ويعفيه من الديون التي ترتبت عليه لمعرفته السابقة بحب جميع افراد الاسرة وتعلقهم بـ(م) ... وبالفعل توجه بسيارته الى مدينة الاسكندرية والى قريته مع الطفل ... احيل المتهم الى المحكمة بعد ان صدقت اقواله قضائيا امام قاضي التحقيق .