ضيفت جمعية الثقافة للجميع الباحث والشاعر محمد السماوي والإعلامي عدنان رحمن للحديث في ندوة بعنوان (الكرد الفيليون في الذاكره) وقد تم استعراض لمحات من تاريخ الثقافة الفيلية على أرض مندلي المدينة التي احتوت هذا المكون الوطني الذي يعـد جزءاًً مهماً من ال
ضيفت جمعية الثقافة للجميع الباحث والشاعر محمد السماوي والإعلامي عدنان رحمن للحديث في ندوة بعنوان (الكرد الفيليون في الذاكره) وقد تم استعراض لمحات من تاريخ الثقافة الفيلية على أرض مندلي المدينة التي احتوت هذا المكون الوطني الذي يعـد جزءاًً مهماً من الجسد العراقي، وذلك ضمن منهاج الجمعية الاسبوعي ليوم الخميس الماضي.
وأوضح مقدم الجلسة الباحث عدنان البياتي خلال تعريفه للضيفين أن الإعلامي عدنان رحمن يعمل على مستوى واسع في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع فهو معد برامج تلفزيونية واذاعية اضافة الى دوره في مجال الصحافة. نقرأ مقالاته من خلال صحف ومجلات عــدة، كما انه عضو في تجمعات واتحادات صحفية ومنظمات مجتمع مدني بينها ما يتعلق بحقوق الانسان، اما عن الضيف الثاني اضافة الى كونه مدرساً فهو محقق وباحث مهتم بكتب الأدب واللغة وتراجم الأعيان ممن تركوا بصامات في المجتمع والحياة، مشيراً الى انه قام بتحقيق العديد من المخطوطات والرسائل العلمية، كما مارس مهنة الصحافة وعمل في المؤسسات الثقافية.
وفي حديثه ذكر السماوي أن مدينة مندلي تعد منطلقاً حضارياً للابداعات والاسهامات التي قام بها كوكبة من العلماء والاعيان بالتاليف والمحاضرات والخطب وتركوا بصمات في ذاكرة مندلي وبحسب اختصاصاتهم فمنهم الشعراء والقضاة والفقهاء وغيرهم. وقال: من بين هذه الاسماء الشيخ الصوفي والشاعر علي ابراهيم الحسيني وايضاً الشاعر الشيخ موسى جلال الدين الصوفي المعروف الذي شيـّد تكية في المدينة وله منزلة طيبة بين اهلها لما يتصف به من علم وورع، وقد جاء ذكره في قائمة شعراء بغداد أيام داود باشا، اضافة الى الشيخ ابو الهدى صفاء الدين العلامة المفتي أحد كبار فقهاء الشافعية، لافتاً الى ان العراق يُعد خزيناً لجميع التراث الانساني لما فيه من المؤلفات الجمة لشتى العلوم التاريخية والأدبية والدينية وغيرها، منوِّهاً الى اننا لا نجد من يقرأ ويطالع ويتحدث ويناقش، وأضاف: للأسف نادراً ما نلمس ذلك بين عموم الناس وخاصة الشباب لانشغالهم بالتقنيات الحديثة التي أبعدتهم عن الكتاب، اضافة الى عدم الاهتمام بالطباعة والنشر وتسهيل مهمة صناعة الكتاب وتيسير إيصاله الى متناول القراء. فيجب ان تقوم المنظمات الانسانية والثقافية بواجبها للقيام بهذا الدور وتحبيب الكتاب للشباب وتيسيره من خلال دعم الكاتب وتسهيل مهمة نشر منجزه، وعرضه بأسعار زهيدة، اضافة الى فتح نوادٍ للقراءة لتكون منبراً لنشر الوعي.
فيما أوضح الاعلامي عدنان رحمن ان المنتديات الثقافية الثراثية في تاريخ مندلي كانت اشبه بالتكيات لرجال دين لهم اهتمامات أخرى في مجال الفلك والخط واللغة والتحقيق والشعر وغيرها، مشيراًً إلى ان المجتمع المندلاوي متكون من كل القوميات والأديان، والى حد الخمسينيات كان اليهود موجودين في مندلي الى جانب الاسلام والصابئة وكانوا جميعاً متآلفين ومتعاونين ومتآخين في حياتهم. وقال: على الصعيد الأدبي في تاريخ هذه المدينة نلمسه في الشعر اكثر من القصة والرواية، لكن على المستوى الفني نجد نسبة الخطاطين والتشكيليين اكثر من الشعراء.