اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما لنا واليمن وداعش يحتلنا؟

ما لنا واليمن وداعش يحتلنا؟

نشر في: 29 مارس, 2015: 06:01 م

كأننا أحرزنا النصر المبين في تكريت وسائر مناطق محافظة صلاح الدين، بل كأننا حرّرنا أيضاً الرمادي والموصل وكل شبر من أراضينا التي يحتلها داعش منذ عشرة أشهر، وهي تزيد في مساحتها عن ربع مساحة البلاد.
كأننا أيضاً قد أمّنّا الحدود كلها، واستعدنا الأسرى والسبايا من التنظيم الإرهابي، وعمّرنا القرى والبلدات والمدن والمنشآت المدمرة وأعدنا النازحين الى ديارهم.
نقاشنا العام ومجادلاتنا ومناكفاتنا، في الأوساط السياسية والإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تكاد أن تفقد البوصلة وتأخذ اتجاهاً معاكساً.. اليمن صار موضوعنا الأول أو يراد له أن يكون كذلك .. الشعار المطروح الآن في بعض هذه الأوساط: كل شيء من أجل المعركة في اليمن!
اليمن بلد شقيق .. نعم، ونريد له أن يكون سعيداً، لكن لدينا من الهمّ والغمّ ما يكفينا وأكثر وما يُمكن أن يغمر قارة كاملة.. الحرب في اليمن ليست حربنا والمعارك الدائرة في اليمن ليست معاركنا، وبعضنا يريد للوضع هناك أن يتقدم في الأهمية والاهتمام على الأوضاع في بلادنا.. أوضاع الاحتلال الداعشي وأوضاع الطبقة السياسية الفاشلة التي تدير بلاداً عظيمة كالعراق فيما هي لا طاقة لها ولا قدرة على إدارة قطيع صغير من الغنم أو البقر، والإثنتا عشرة سنة المنصرمة تشهد شهادة واضحة وصريحة وقاطعة بهذا.
دولتنا، أو أطراف فيها، كان يمكنها أن تلعب دوراً ايجابياً في ما يتعلق بالأزمة اليمنية منذ البداية.. كان يمكنها التحرك باتجاه الحوثيين لإفهامهم بان تحركهم العسكري ضد دولتهم خاطئ ويجب العودة عنه. القبول بما قام به الحوثيون من انقلاب عسكري على السلطة المنتخبة في بلادهم والدفاع عنه يبرّر لداعش وسواها من المنظمات الإرهابية احتلالها لمدننا وأراضينا وللجرائم السافرة التي ارتكبتها.
كون الحوثيين فرقة شيعية لا يبرر وقوف دولتنا أو أي طرف شيعي معهم، مثلما كون داعش سنياً لا يبرر لأي سني الوقوف معه والدفاع عنه، خصوصاً وان الحوثيين متحالفون مع "صدام الصغير"، وهو الدكتاتور اليمني السابق علي عبد الله صالح حليف صدام وتلميذه، والذي ثار ضده الشعب اليمني وأزاحه عن السلطة عنوة.
فضلاً عن هذا فإن حربنا الصعبة مع داعش تتطلب حشد كل القوى الداخلية والإقليمية والدولية كيما تقف معنا وتساندنا وتدعمنا.. سنوات طويلة سعينا الى إقناع الدول العربية بخطر التهاون حيال الوضع في بلادنا، وقد نجحنا أخيراً في تشكيل تحالف دولي لمحاربة داعش، فلماذا يتعيّن علينا التفريط به من أجل اليمن؟
في النهاية اليمنيون سيتوصلون الى حلّ لمشكلتهم الداخلية، لكن دخولنا على خط اليمن لا يساعدنا في الخلاص من داعش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. صادق البلادي

    خمسون عاما انصرمت ولم يكشفوا ويقدموا قاتل رئيس دولتهم كندي.11 سبتمبر وبها أعلن بوش الإبن الحرب العالمية على الإرهاب، الحرب التي لا نهاية لها. الحريق في دولنا هم الذي أشعلوه ويزيدونه ضراما، والآن بدأوا يجنون ثمارا ما هو الزقوم لنا، لكن النصر الأكبر لهم،

  2. خالد

    السلام عليك أستاذي لا فض فوك

  3. رزوقي

    ان الانحياز الى اي جهة في صراع طائفي هو موقف طائفي . الاجدى بِنَا ان نحافظ على شيعة العراق إولا من المؤامرات والقتل وتعميق الطائفية بعدين

  4. سامي جعفر

    وهذا مثل اخر يدل على عدم النضوج السياسي. وان رد الفعل هذا كان منطلق من موقف طائفي الغبار عليه وهذا لاينفي ان السعودية والرجعية العربية منطلقها طائفي ايظا وانتقام لأحداث سابقة وان هذا الإجراء السعودي. سيجر المنطقة الى مزيد من الدمار والقتل. السعودية تست

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram