rnعبدالله السكوتيrnrnيحكى ان سلطانا استدعى احد وزرائه واعطاه خروفاً وقال له: تعيده اليّ في مثل هذا اليوم من العام المقبل وهو بوزنه لا يزيد ولا ينقص ، ثم وزنه أمامه ، وسجل وزنه في ورقة ، واردف قائلاً : اذا اختلف وزنه أخذت رأسك ، فأخذه الوزير واستولت عليه المخاوف والوساوس فربطه في داره وشعرت ابنته بقلقه وشرود فكره ، فسألته عما به ، ذكر لها القصة، وقال لها كيف يحافظ على وزنه وهو ينمو ويسمن؟ فأجابته : يا أبتي لا تحزن ولا تهتم، القضية بسيطة.
أوصِ بعض الناس بأن يجلبوا لنا فرخ ذئب، وانا الكفيلة بالمحافظة على وزنه ، فجلب الذئب وربطه بقرب الخروف وبمجرد ان يراه المسكين ينحل جسمه ويذوب من الالم والخوف، وعندما اقتربت ايام عودة الخروف ابعدته عن الذئب لفترة حتى عاد الى وزنه الأول ، تعجب السلطان من ذلك فقص عليه الرجل القصة. هذا حال العراق ما دام مجاوراً لهذه الدول المحيطة فهي من اسس البلاء الأول في ايذائه ، جميع الدول المجاورة لا تريد للعراق التوفيق والتطور، وقد تقاسموا اوقات السنة على الشعب العراقي ، وقصدهم من هذا كله الا يزداد وزن العراق ولا يكبر او يرتقي ليصبح في مصاف الدول المتطورة ، وقد قالوا من قبل (الجاركَبل الدار) ، لكن هذا القول ينطبق على البيت اما الاوطان فلا سبيل الى تغييرها ، لا ادري ما الذي يغري هؤلاء في العراق؟ اهو بلد جديد اعطته وصايات الدول الكبرى حجمه ام انه طارئ من الطارئين الذين لا يمتلكون تأريخا ولا ارثا وهل هو بهذا الضعف حتى يصبح لحمه نهبا بين هؤلاء و هؤلاء او يتحول الى ساحة لتصفية الحسابات؟! يريدون نهب حدوده وثروته النفطية وآخرون يمدون الارهاب وغيرهم يحاربونه حرب المياه والطامة الكبرى في الحرب العقائدية التي تشنها دول اخرى لتسعى الى تصدير الارهابيين ومساعدتهم وتمويلهم واصدار الفتاوى الباطلة بحق الشعب. لا يمكن لبلد ان يحيا مثل حياة العراق ولا يمكن ان يكون مسوّراً لهذا الحد، ولا ينفتح على جيرانه الذين تبين انهم موتورون وكل منهم يطلب ثأراً ، منهم من يختلف مع النظام السابق ويعادي العراق على هذا الأساس، ومنهم من يختلف مع النظام الحالي ويحاول افشال تجربته التي يُعتقد انها ستؤثر في المستقبل على انظمتهم الشمولية ، هذه القصة غريبة بعض الشيء، اينما يلتفت العراق ثمّة عدو مواجه له، اما لثأرٍ قديم او لثأرٍ جديد استجد بعد عام 2003 وهذه المفارقة لا تتوفر في معظم بلدان العالم لكنها في العراق صارت قاعدة يجب عليه كسرها واللجوء الى المحاكم الدولية ، والعالم كي يكون منصفا له من جيرانه ، وعليه بعد هذا ان يطالب امريكا لحمايته وحماية حدوده بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهما ، نريد ان نعيد بناء العراق ونضمد جراحه فلا نجد الوقت لذلك لأننا اصبحنا بين أنياب الذئب ، ونحن عزّل الا من الايمان بوطننا ، الجميع يطالب بحقوق مهضومة بعد ان صوّروا العراق بعبعاً قد ابتلع جيرانه من قبل ، وحانت الآن ساعة الحساب ، وصح علينا المثل القائل : (الجمل لو طاح كثرت سجاجينه).
جــوْرٌ وجــــوار
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 08:05 م