كتاب من تأليف ليلى نادر الأميركية من أصل عراقي. مذكرات تصعب قراءتها في البداية لأنها تكشف الحسرة و الأسى اللذين يعاني منهما العراق و شعبه. تقود المؤلفة القارئ عبر تاريخ العراق منذ فجر الزمان حتى الوقت الحاضر بكلمات قوية و مشرقة. لديها أسلوب رائع في ا
كتاب من تأليف ليلى نادر الأميركية من أصل عراقي. مذكرات تصعب قراءتها في البداية لأنها تكشف الحسرة و الأسى اللذين يعاني منهما العراق و شعبه. تقود المؤلفة القارئ عبر تاريخ العراق منذ فجر الزمان حتى الوقت الحاضر بكلمات قوية و مشرقة. لديها أسلوب رائع في ابتكار كلمات تجعل القارئ يشاركها في كفاحها بحثا عن عائلتها و عن الحقيقة .
لعل الأكثر حزنا ان نلاحظ انه حتى في العام الحالي لازالت أمام العراق – الذي يسعى الى الحرية و انتزاع الاعتراف من بقية العالم – معركة طويلة. تقول ليلى " كمواطنة عراقية ولدت في أميركا، أجد اننا نحن " الأميركيين" لم نمارس سوى الشرور التي جلبتها الحرب على الوطن الأم لأي شخص من خلال حربنا الأهلية و الحرب بين الأميركيين و الهنود. في الحقيقة ليس لدينا أي تصوّر عمّا تعنيه الحرب فعلا. عندما ينجو المرء من اجتياح بلده و من التفجيرات الليلية و من فقدان كل ما له معنى في حياته، عندها سنفهم ماذا تعني الحرب حقا".
هل سيتحرر الشعب الذي تنتمي اليه جذور ليلى ؟ نحن نتمنى ذلك و ندعو ان يتحقق، لكن لا يعلم بذلك الا الله.
عندما اجتاح الغرب العراق عام 2003 ، شعرت ليلى كما لو أنها انقسمت الى شطرين ؛ البلد الغازي و البلد المحتل كلاهما يجري في شرايينها. ولدت لأب عراقي و أم إنكليزية، و ترعرت في بريطانيا و كندا، تتلهف دائما لزيارة أقرباء أبيها، لكن قدمها لم تطأ أرض العراق أبداً. الآن و مع سقوط القنابل على بغداد و هرب أقربائها من البلاد الى الأبد، تبدأ ليلى بكشف قصة جذورها الضائعة. في نفس الوقت لديها إدراك تام و نادر لما يعاني منه العراقيون بسبب الاجتياح و ما أعقبه. كما اضطر أبوها ان يتذكّر بعد عقود الى إغلاق عينيه عن ألم العراق. لازال منزل العائلة في العراق قائما و سليما، مليئا بالأثاث و الصور، و لازالت الملابس معلّقة في الدواليب، تحرسها العمة العجوز التي تنتظر عودة شخص ما لاستعادتها . بينما تحلّق المروحيات الأميركية على ارتفاع منحفض فوق الرؤوس و الطائرات المقاتلة تشتّت السكون، لازالت أشجار النخيل تتمايل في حرارة النهار و أزهار الياسمين لاتزال تنشر أريجها في ليالي بغداد. تغيّرت حديقة المنزل و أشجار البرتقال كثيرا لكنها لاتزال تحمل ذكريات حنونة حيّة للعائلة . من خلال عمتها و أبناء عمتّها، تعرف ليلى كيف هو شكل الحياة في الأرض المحاصرة بالحروب بعد ان تحوّلت الحرب الى احتلال و ساد فيها انعدام القانون.
صديقة ليلى – فرح نوش الحاصلة على إحدى الجوائز في التصوير الفوتوغرافي – تجلب معها أخبارا عن أقرباء ليلى بعد ان قامت بزيارة العراق، إضافة الى حكايات و صور عن العراقيين و قصصهم المأساوية. مع يأسها و تخليها عن الأمل في لقاء أقربائها، تحصل مفاجأة تلم شملها بهم .
حصلت ليلى نادر على شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي من جامعة أدنبرة و على درجة شرف من جامعة ماكجيل في الأدب الإنكليزي و التاريخ. ظهرت هذه القصة في الدسكانت و في راديو سي بي سي . كما ساهمت في كتابة تعليقات للكثير من المحطات الإذاعية و الصحف. سافرت كثيرا الى الشرق الأوسط لكنها لم تصل العراق أبداً.
عن : مورننك ستار