ضيّف المركز الثقافي البلجيكي الخميس الماضي الباحث الفلولكلوري عادل العرداوي في محاضرة بعنوان (لمحة تاريخية عن المجالس البغدادية الثقافية.) واشار مقدم الجلسة الباحث عدنان البياتي الى ان العرداوي من مواليد المناذرة 49 له علاقة مع الشعر منذ ستينات القرن

ضيّف المركز الثقافي البلجيكي الخميس الماضي الباحث الفلولكلوري عادل العرداوي في محاضرة بعنوان (لمحة تاريخية عن المجالس البغدادية الثقافية.) واشار مقدم الجلسة الباحث عدنان البياتي الى ان العرداوي من مواليد المناذرة 49 له علاقة مع الشعر منذ ستينات القرن الماضي وقد نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات العراقية، لكنه تفرغ للعمل الصحفي وعمل في عدة صحف ومجلات محلية بينها الراصد والوركاء وصوت الفلاح والفكاهة والمجتمع وغيرها، اضافة الى انه عمل في اذاعة بغداد كمعد برامج. لافتاً الى انه حصل على عدة عضويات منها نقابة الصحفيين واتحاد الادباء وجمعية الشعراء الشعبيين ونقابة الفنانين والجمعية العراقية.
وفي مستهل حديثه بين العرداوي ان بغداد هي مدينة العلم والأدب والفن والعمارة منذ كانت عاصمة للخلافة العباسية. وقال: لذا ليس غريباً هذا الامتداد الثقافي لبغداد ان تمتاز عن غيرها من المدن بظاهرة المجالس الثقافية والمنتديات والصالونات التي شكلت صفحات مضيئة ورئة أخرى تضاف الى المراكز الثقافية الرسمية والاكاديمية. مبيناً انه التحق بهذه المجالس منذ سبعينات القرن الماضي ومن خلالها تكونت لديه بعض الانطباعات والمعلومات الواقعية والتاريخية والتراثية مكنته ان يخوض في محيطها الواسع الذي أرخت له مجموعة كبير من الكتب التي تعد مصادر مهمة لظاهرة المجالس البغدادية، من بينها: البغداديون اخبارهم ومجالسهم لابراهيم الدروبي وشعراء بغداد لعلي الخاقاني وتاريخ الكاظمية للمحامي محمد امين الاسدي وشعراء العراق في القرن العشرين للدكتور يوسف عز الدين وغيرهم.. واوضح العرداوي ان هذه المجالس حافظت على النفس الوطني فلم تخض في الشؤون السياسية والدينية الطائفية والأمور التي فيها وجهات نظر مختلفة وانما كانت تركز على القواسم المشتركة. لذا استطاعت التواصل بنحاح حتى استمر بعضها لأكثر من نصف قرن كمجلس الشعرباف الذي يمتد تاريخه من سنة 54 ولحد الآن متواصلاً.
وفي مداخلته بين الباحث عكاب سالم الطاهر ان وشائج بغداد مع الثقافة تمتد منذ تاسيسها في الحقبة العباسية، واستمرت برغم عصور الظلام والانحطاط فقد بقيت بغداد وثقافتها حية الى العهد الحاضر. وقال: بغداد كما وصفها نزار قباني بانها مدينة تتنفس شعراً، فلو تصورنا قدسا من دون مسيح ومصراً من دون اهرامات وروما من دون فاتيكان لأمكننا ان نتصور بغداد من دون شعر. لافتاً الى ان المجالس تعد جزءاً مهماً من ديمومة الثقافة البغدادية.
فيما اشار الباحث عبد الوهاب حمادي الى ان الحديث عن المجالس البغدادية شيق وطويل، فقد كانت منذ تأسيس بغداد على شكل صالات ادبية يجتمع فيها الباحثون والادباء والمثقفون. وقال: لم تقتصر هذه المجالس على ثقافة محددة وانما شملت جميع الثقافات والاختصاصات التي تسهم في توسيع وتنشيط الوعي الاجتماعي. حتى ان بعض المجالس كانت تستضيف اطباء يلقون محاضرات صحية. لافتاً ان الدكتور علي الوردي كانت له اهمية كبيرة في مجالس بغداد من خلال المحاضرات الاجتماعية والتاريخية. كما كان يحاضر في مجالس ثقافية نسوية كمجلس صبيحة الشيخ داود وهي أول امرأة حقوقية في العراق، ومجلس الفنانة عفيفة اسكندر الأدبي والثقافي الذي يحضره مصطفى جواد وجعفر الخليلي وآخرون وحتى كان بينهم سياسيون. وايضا خلال التسعينات أسس مجلس الأديبة شرقية الراوي في منطقة الطالبية وصار له رواد يحضرون امسياته في ايام الثلاثاء من كل شهر.