يصبح أمر « قبعة الإخفاء» الأميركيّة أكثر إثارة، مع تذكّر أنها صغيرة الحجم فيكون من المستطاع وضع قطعتين منها في علبة سجائر، كما لا يزيد سعرها في السوق عن 45 دولاراً. ألا يعني ذلك أن من المستطاع لأفراد متفرقين في أميركا، شراء أعداد كبيرة من
يصبح أمر « قبعة الإخفاء» الأميركيّة أكثر إثارة، مع تذكّر أنها صغيرة الحجم فيكون من المستطاع وضع قطعتين منها في علبة سجائر، كما لا يزيد سعرها في السوق عن 45 دولاراً. ألا يعني ذلك أن من المستطاع لأفراد متفرقين في أميركا، شراء أعداد كبيرة منها، وتهريبها إلى «داعش»، من دون أن يلفتوا أدنى اهتمام، ومن غير إثارة شبهات حولهم، بل من دون أن تلتقطهم الأعين الساهرة للمؤسّسات الأمنيّة الجبّارة في أميركا؟
استطراداً، ينطبق السؤال نفسه على الوضع في الصين، خصوصاً مع التظاهرات المنادية بالحرية والديموقراطية في هونغ كونغ، إضافة إلى التمرّدات القوميّة المختلفة في بلاد «العم ماو»، على غرار بوذيّي التيبت الذين يقودهم الدلاي لاما وأقلية الإيغور المسلمة. وفي سياق مماثل، ربما تمثّل تلك الأداة الأميركية سلاحاً مهمّاً في يد حركة «حماس» في حال اندلاع مواجهة كبرى مع إسرائيل مجدداً، لأنها تسهّل اختراق الشبكات الإسرائيليّة أيضاً. بالاختصار، من الصعب ألا يدرج ذلك الجهاز الأميركي الصغير والفعّال، ضمن ما يستخدم في المواجهات المعاصرة التي تطلق عليها تسمية «الصراعات اللامتكافئة» Asymmetrical Conflicts أو «غير المتناظرة»، لأن كلمة «تناظر» بالعربية تحمل في طياتها شيئاً من معنى النديّة والتكافؤ. واستطراداً، يجدر القول أن كثيراً من الأدوات التي تستعمل في تلك الصراعات ربما تأتي من المجال المدني، بل يكون صنعها أصلاً لا علاقة له بالصراعات أصلاً. برنامج المحاكاة الافتراضي " فلايت سميوليتو" الذي استخدمه انتحاريو تنظيم «القاعدة» في التدرّب على تنفيذ ضربات الإرهاب في 11/9. أيضاً وأيضاً، فإن برنامج «فلايت سميوليتور» أميركي الصنع، وابتكرته شركة «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة، من أجل الترفيه والتسلية ورفع مستوى تدريب الطيّارين، والأرجح أنه لم يدر في ذهن صنّاعه أنه سيكون أداة في تنفيذ ضربة إرهاب ستراتيجية ضد بلادهم.