امضت ليسلي اودين عامين لتقديم فيلم وثائقي عن حوادث اغتصاب الفتيات المرعبة وعمليات القتل في الهند، ومنها ما حدث لطالبة الطب جويتي سينغ. وتتساءل اودين، هل ان تلك الحوادث ادت الى بحر من التغييرات في الهند؟والتقت اودين بوالدة موكيش سينغ، وكان ابنها الثان
امضت ليسلي اودين عامين لتقديم فيلم وثائقي عن حوادث اغتصاب الفتيات المرعبة وعمليات القتل في الهند، ومنها ما حدث لطالبة الطب جويتي سينغ. وتتساءل اودين، هل ان تلك الحوادث ادت الى بحر من التغييرات في الهند؟
والتقت اودين بوالدة موكيش سينغ، وكان ابنها الثاني قد توفي، عندما كان في السجن، بسبب علاقته بقضية جويتي سينغ، وتم اصدار الحكم بالاعدام على موكيش وثلاثة رجال آخرين.
ومن حق جويتي سينغ (23 سنة) الاحتفال، اذ لم يكن ذلك الاحد يوماً اعتيادياً وكانت الفرحة على مقربة اقدام منها، كما يقول والدها (بادري سينغ) وزوجته، (آشا) ينتميان الى منطقة براديش العليا، وقد باعوا املاك عائلتهم، من اجل توفير المال لدراسة ولدهما وايضاً (جويتي) التي قالت له ذات يوم (مهما يكن المال الذي قد وفرته من اجل زواجي، استفد منه في الانفاق على دراستي) وابدى شقيقا جويتي الدهشة عن سبب انفاق المال من اجل تعليم فتاة!
وفي يوم الاحد 16 كانون الاول عام 2012، كانت جويتي (الاسم الذي يرمز الى الفرح) قد انهت الامتحانات الطبية لتصبح طبيبة، ولانها تتحدث الانكليزية بطلاقة، امضت ليالي في العمل في مركز للهواتف من الساعة الثامنة وحتى الرابعة بعد الظهر، ولم تنم الا ثلاث ساعات، لتعود الى الدراسة، وكان طموحها بناء مستشفى في قرية اسرتها، وهي تقول لنفسها (ان الفتاة بامكانها فعل كل شيء).
ولكن تلك الامسية، في دلهي، حين قررت الذهاب الى السينما لمشاهدة فيلم (حياة بي) مع صديق شاب، وفي الساعة الثامنة والنصف استقل الاثنان سيارة باص كانت خارج الخدمة.
وفيلم (فتاة الهند) مؤثر وشجاع، اضافة الى كونه فيلماً وثائقياً، مؤثرا جداً، يسحق القلب، ويبعث الحزن في النفوس والغضب ايضاً على الجهل، وفي سيارة الباص تلك، تعرضت جويتي للاغتصاب من قبل خمسة رجال وشاب في السابعة عشرة من عمره، ثم القيت خارج السيارة الى الشارع، ويركز الفيلم ايضاً على الايام الثلاثين التالية، والتي اكتسحت الهند باكملها تظاهرات في كافة المدن، نظمت من قبل نساء وهي تطالب بالمساواة في الدستور بين الرجل والمرأة، وكانت تلك التظاهرات فرصة للتعبير عن امل المجتمع، كما اعلن المحامي.
وتقول اودين (وذلك الامر دفعني الى ترك زوجي وطفليّ عامين من اجل المباشرة في الفيلم الوثائقي، وكانت تلك الحادثة بمثابة صرخة للنساء، "المساواة لابد منها"). وتعرض الرجال والنساء يوماً بعد يوم، في تظاهراتهم الى قسوة الحكومة من غازات مسيلة للدموع وخراطيم المياه، وتضيف اودين: (لقد كانوا يحتجون من اجل اعطاء الحرية للمرأة، مما اعطاني شيئاً من التفاؤل، ولا اتذكر ان بلداً آخر قامت فيه مثل تلك التظاهرات في العالم).
وفيلم "فتاة الهند" تم عرضه على شاشة بي بي سي 4، في اليوم العالمي للمرأة، وتم تلقائياً عرضه في ثماني دول اخرى ومنها الهند، سويسرا، النرويج وكندا، وفي خلال هذا الشهر، يعرض الفيلم في نيويورك، مع اطلاق حملة للمساوة بين الرجل والمرأة، وقد حضر العرض كل من ميريل ستريب وفريدا بينتو، من اجل اثارة حملة واسعة ضد عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الهند وايضاً العنف الجنسي ضد المرأة والفتيات، وقد بدأ عرض الفيلم بمشاهدة 20 مليون من الطلبة.
ويبلغ عدد نفوس الهند 2, 1 بليون نسمة، وهناك حالة اغتصاب كل 20 دقيقة، وفي ويلز بانكلترا تغتصب سنوياً 85,000 امرأة او فتاة، وفي الدنمارك واحدة من كل خمس نسوة يتعرضن للاعتداء الجنسي او القاء حامض عليهن، او القتل والعنف المنزلي، وكل هذه الامور تعبر عن سطوة الرجل، علماً ان هناك قوانين صارمة تمنح المساواة بين المرأة والرجل.
ويقول مِل شارما، المحامي في قضية الاغتصاب في دلهي: (لدينا ثقافة من افضل ما تكون، وفي ثقافتنا لامجال للمرأة) ومما يثير الصدمة، انه كان محامياً للرجال الذين اغتصبوا جيوتي وقتلها. ويقول محامٍ آخر (لو تعرضت ابنتي او شقيقتي للاغتصاب فانني اصب النفط عليها امام افراد العائلة باكملها ثم احرقها). وقال احد المتهمين في تلك القضية: (في غضون 15 – 20 دقيقة من الحادثة، كنت اقود سيارة الباص وكانت الفتاة تصرخ (ساعدوني ... ساعدوني) وادخل احد الشبان يده فيها واخرج شيئاً، وكانت امعاؤها، وقمنا بسحبها الى مقدمة الباص ثم رميناها الى الخارج. وقد توفيت جيوتي بعد 31 يوماً من ذلك،وقدمت الحكومة لعائلتها مبلغ مليوني روبية (21,000) دولار، وفتحت اسرتها بذلك المبلغ (صندوق ائتمان نيربهايا) من اجل كل امرأة تتعرض للعنف. ويقول والد جيوتي: (نريد مساعدة اولئك الفتيات اللاتي لايجدن من يقف معهن).
ولم تتوقف حوادث الاغتصاب، ويقول والد جويتي (في موتها، انارت شعلة، ومهما كانت الظلمة هناك في العالم هذا الضوء.)
عن الاوبزرفر