كنت أحسب ان الصبر ثقيل فقط عند الشدائد. لكني وجدته أثقل عند انتظار الفرح. مع يقيني الذي صار مطلقا بأننا منتصرون في تكريت وبأننا، كعراقيين، لأول مرة تلوح في افقنا بشائر فرح قادم انتظرناه منذ دهر طويل، كاد الصبر يخونني وأنا أنتظره. المفطوم شيصبره؟
صرت اكره كل الحوادث والحروب والمؤتمرات ،لأنها تشغل الشاشات بأخبارها وتعطّل عني اخبار الزحف العراقي على الدواعش. لا شيء يشغلني غير تتبع معارك جيشنا وحشدنا الشعبي ضد قوى
ما عاد يهمني مؤتمر قمة او قيام تحالف أو حتى اشعال حرب على هذا او ذاك بقدر ما افكر بقلب أم عراقية ودعت ابنها صوب جبهة القتال وظلت تنتظر عودته سالما:
يا راد يوسف الى يعقوب اردد اليّ ولدي
ياله من صبر ثقيل صبر انتظاركم يا شمعة العراق وشمسه. ارفعوا راية النصر لنفرح بكم يتقدمنا عمكم عريان السيد خلف الذي اتعبه انتظار "البشارة" من اليوم الذي وقف به بالبصرة عام 1970.
آه من عريان هذا ومن قصائده "الحارة" التي كتبها قبل عقود ومازالت تعيش طازجة وكأنه كتبها اليوم. أظن ان الشاعر هكذا يجب ان يكون. واظن أيضا ان الشاعر هو من تحفظ الناس شيئا من شعره لتستحضره في لحظات الحب والألم والصبر وفي ساعات الشدة.
نعم يا عريان أراك في قلب ام راح ولدها ضحية لولية مخانيث استفردوا به وهو أعزل في سبايكر. انها اليوم من اكثر الملهوفين لتطشّ روحها الحزينة هلاهل بوجه من يأتيها ببشارة النصر. وهلاهل الحزينة لا يعرف طعمها غير الأمهات العراقيات.
اسمع صوتك يمتزج بنشيجها العراقي الموجع:
ادك روحي نذر للجايب بشارة .. وورجه على الجروح ، المالهن چاره
جرح ينزف .. جرح يدّي ..جرح باني اعله بسماره
يالمبشر .. متى المكصوص جنحه يطولن اكصاره؟
ومتى الوكت التراده، يبدّل اطواره؟ ومتى العايش غريب، ايأمن بداره؟
يا المبشر .. ممحله الروح .. غيمك عزّت امطاره
ولو لذة عشيج الموت .. كلبه يموت باسراره
لچن، شانت على المذبوح .. دمه يضيع فجّاره
يا أمنا الغالية وحق روح ولدك، سيأتيك المبشر غدا ليضع بكفيك بشارة النصر بعد ان يقبلهما. ستجدينه شهما نبيلا مثل ابنك، وستتأكدين بانه أخذ بحقك من "فجّار" دم ولدك. أعانك الله.
"أدك روحي نذر للجايب بشاره"
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
amani
ما اوسع مديات الفرح عندما يسطرها اولادنا وتنقل لنا بشائره رجال تقدر الحياة وتعرف غلاوة نصر سفكنا لاجله قلوب الامهات .. بكم يبقى العراق