TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "أدك روحي نذر للجايب بشاره"

"أدك روحي نذر للجايب بشاره"

نشر في: 31 مارس, 2015: 09:01 م

كنت أحسب ان الصبر ثقيل فقط عند الشدائد. لكني وجدته أثقل عند انتظار الفرح. مع يقيني الذي صار مطلقا بأننا منتصرون في تكريت وبأننا، كعراقيين، لأول مرة تلوح في افقنا بشائر فرح قادم انتظرناه منذ دهر طويل، كاد الصبر يخونني وأنا أنتظره. المفطوم شيصبره؟
صرت اكره كل الحوادث والحروب والمؤتمرات ،لأنها تشغل الشاشات بأخبارها وتعطّل عني اخبار الزحف العراقي على الدواعش. لا شيء يشغلني غير تتبع معارك جيشنا وحشدنا الشعبي ضد قوى
ما عاد يهمني مؤتمر قمة او قيام تحالف أو حتى اشعال حرب على هذا او ذاك بقدر ما افكر بقلب أم عراقية ودعت ابنها صوب جبهة القتال وظلت تنتظر عودته سالما:
يا راد يوسف الى يعقوب اردد اليّ ولدي
ياله من صبر ثقيل صبر انتظاركم يا شمعة العراق وشمسه. ارفعوا راية النصر لنفرح بكم يتقدمنا عمكم عريان السيد خلف الذي اتعبه انتظار "البشارة" من اليوم الذي وقف به بالبصرة عام 1970.
آه من عريان هذا ومن قصائده "الحارة" التي كتبها قبل عقود ومازالت تعيش طازجة وكأنه كتبها اليوم. أظن ان الشاعر هكذا يجب ان يكون. واظن أيضا ان الشاعر هو من تحفظ الناس شيئا من شعره لتستحضره في لحظات الحب والألم والصبر وفي ساعات الشدة.
نعم يا عريان أراك في قلب ام راح ولدها ضحية لولية مخانيث استفردوا به وهو أعزل في سبايكر. انها اليوم من اكثر الملهوفين لتطشّ روحها الحزينة هلاهل بوجه من يأتيها ببشارة النصر. وهلاهل الحزينة لا يعرف طعمها غير الأمهات العراقيات.
اسمع صوتك يمتزج بنشيجها العراقي الموجع:
ادك روحي نذر للجايب بشارة .. وورجه على الجروح ، المالهن چاره
جرح ينزف .. جرح يدّي ..جرح باني اعله بسماره
يالمبشر .. متى المكصوص جنحه يطولن اكصاره؟
ومتى الوكت التراده، يبدّل اطواره؟ ومتى العايش غريب، ايأمن بداره؟
يا المبشر .. ممحله الروح .. غيمك عزّت امطاره
ولو لذة عشيج الموت .. كلبه يموت باسراره
لچن، شانت على المذبوح .. دمه يضيع فجّاره
يا أمنا الغالية وحق روح ولدك، سيأتيك المبشر غدا ليضع بكفيك بشارة النصر بعد ان يقبلهما. ستجدينه شهما نبيلا مثل ابنك، وستتأكدين بانه أخذ بحقك من "فجّار" دم ولدك. أعانك الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. amani

    ما اوسع مديات الفرح عندما يسطرها اولادنا وتنقل لنا بشائره رجال تقدر الحياة وتعرف غلاوة نصر سفكنا لاجله قلوب الامهات .. بكم يبقى العراق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram