قبل حلول موعد اطلاق كذبة نيسان لاغراض المزاح في الدول الخارجية ، تتبنى جهات اعلامية ومنظمات مدنية التحذير من الوقوع بمقالب، وتصديق كذبة بيضاء، يكتشف في ما بعد ضحاياها انهم تعرضوا الى اشبه بمواقف الكاميرا الخفية ، اليوم العالمي للكذب تقليد يعود تاريخه الى مئات السنين، مارسته شعوب مختلفة ، عرف عنها انها رفضها الكذب ، تحرمه ، وتعده فعلا شائنا، وسمحت باستخدامه في يوم واحد من السنة اما في بقية الايام الاخرى فيمكن ان يعرض الكذاب الى عقوبات قضائية .
الدين الاسلامي حرم الكذب بكل اشكاله ، وحين ادعى مسيلمة بن حبيب الحنفي النبوة لاحقه لقب الكذاب حتى يومنا الحاضر، على الرغم من وجود اعداد كبيرة من الكذابين شغلوا مناصب ومواقع مهمة تناولهم التأريخ العربي بوصفهم خلفاء وملوكا وامراء، عملوا على اشاعة الكذب بدفع اموال بيت المال الى المداحين من الشعراء وكتاب سيرتهم البطولية والمؤرخين، واقتفى أثرهم المسؤولون المعاصرون مستخدمين وسائل الاتصال الحديثة ، لتلميع صورهم ومواقفهم وصدقهم في خدمة ابناء شعبهم ، ويعد الاعلام الرسمي من فضائيات وصحف ووكالات انباء ومواقع الكترونية ادوات متاحة بامكانها ان تجعل المسؤول الكاذب اصدق الصادقين ، وخير دليل على اثبات هذه الحقيقة وترسيخها لدى الرأي العام المحلي ، ماتبثه وسائل الاعلام الحزبية عن نشاط المسؤول الفلاني المتبرع براتبه ومخصصاته الشهرية لدعم النازحين، وآخر التقى مجموعة من "الحبربشية" في عاصمة عربية ، واقنعهم بالانضمام الى مشروع المصالحة الوطنية ، والدخول الى العملية السياسية من اوسع أبوابها ، ليشاركوا في بناء وطنهم في ظل التحديات الامنية .
شعوب العالم المتحضر اختارت يوما واحد للكذب الابيض، اما البلدان الاخرى خاصة في دول المنطقة العربية فالكذب في بعض الاحيان يأخذ طابعا رسميا، على مدار العام وحتى في السنة الكبيسة ، ونكبة الخامس من حزيران في عام 1967 كشفت كذب الانظمة العربية ، فجعلت شعوبها تبحث عن اذاعات اجنبية لمعرفة الحقيقة ، وسر تغلب سلاح الجو الاسرائيلي ، فيما كانت اذاعات عواصم عربية تعلن سقوط طائرات العدو في البحر وصحراء سيناء ، وربما لهذا السبب وغيره فقدت الكثير من العرب الثقة باعلام الحكومات، فشاع استخدام مصطلح "كلام جرائد" للاشارة الى اكاذيب رسمية تطلق حتى في شهر رمضان واثناء اداء شعائر فريضة الحج.
الولايات المتحدة بعد غزوها للعراق اعلنت حرصها على اقامة نظام ديمقراطي، واجراء انتخابات ، لتوطيد مبدأ التداول السلكي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، وبشرت العراقيين بمستقبل باهر بتحقيق التنمية واحترام حقوق الانسان، فاطلقت كذبة كبيرة ، خلفت تداعيات خطيرة ، تحتاج الى جهود الصادقين المؤمنين لترتيب الاوضاع من جديد ، فمن شروط تعزيز الديمقراطية تحريم الكذب ، وتشخيص الكذاب ، سواء كان مسؤولا او زعيما سياسيا ، ونشر صورته بوسائل الاعلام المحلية والدولية ، ضمن قائمة احذروا هؤلاء لجعلهم سماء العراق مليئة بالفيلة الطائرة .
فيل كذبة نيسان
نشر في: 31 مارس, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...










جميع التعليقات 2
ابو سجاد
اذا كان من شروط الديمقراطية تحريم الكذب فلا ديمقراطية يبنى في العراق
ابو اثير
أكبر كذبة مررتها الولايات المتحدة على العالم وعلى العراقيين بالذات هي لعبة الديمقراطية التي أعطتها للعراقيين ليلعبوا بها كالطفل الذي يلعب اللعبة المسلية .. فاللعب التي أحضرتها معها عند ألأحتلال وغزوها للعراق وزعتها بالتساوي على مختلف ألأعراق والمذاهب والق