اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > البطالة تدفع أطباء بيطريين للعمل فـي مهن غير اختصاصهم!

البطالة تدفع أطباء بيطريين للعمل فـي مهن غير اختصاصهم!

نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 03:38 م

بغداد/ متابعة المدى الاقتصادي لفيف من الخريجين في مجال الطب البيطري نأوا بأنفسهم عن ممارسة تخصصاتهم في دعم وإسناد ومعالجة الثروة الحيوانية والبشرية أيضا في العراق، وانصرفوا عنوة الى عدد من المهن الدخيلة على مجال تخصصهم كالعمل في محال بيع الخضراوات أو تصليح السيارات أو بيع الألبان والمخللات أو بيع الشاي في المقاهي وغيرها.
 وهؤلاء جميعا لم يعزفوا عن ممارسة مهنة تخصصهم بمحض إرادتهم، بل ان عدم الحصول على فرصة عمل في النشاطين الحكومي والخاص جعلهم يرزحون تحت وطأة البطالة المقيتة ويعملون اعمالا أخرى. يقول الطبيب (زياد حمزة زويد) خريج كلية الطب البيطري جامعة بغداد: "ما أن تخرجت من كلية الطب البيطري في عام 92 –93 وأكملنا سنة الإقامة تركت هذا العمل في هذا المجال ولم يتسن لي العمل في مجال الطب البيطري. ويضيف زويد: اعمل الآن كاسبا أبيع الخضراوات والفواكه في السوق شأني شأن أي كاسب لم يكن له حظ أو نصيب في التعليم الابتدائي وحسب، بل في التعليم العالي والتخصص في مجال الطب البيطري. وتابع زويد: ان هذه المهنة لا تليق بيَّ وبشهادتي بلا شك، ولكني مرغم على ذلك كونها السبيل الوحيد للعيش بالنسبة لي". أما الطبيب البيطري (حامد عبد الرضا الخالدي)، الذي قال: "بعد تخرجي في التسعينيات، أديت خدمتي العسكرية في مدينة الرمادي تحت عنوان صنف طبيب بيطري في مذخر تموين القائم وسرحت من الجيش في 1994. وبعد أدائي الخدمة العسكرية، بحثت عن التعيين وقتها لم يكن التعيين مشجعا فالراتب آنذاك لا يتعدى (186) ديناراً عراقياً مع المخصصات، وهي لا تكفي لمعيشة عائلة". وعن بدايات دخوله كلية الطب البيطري قال الخالدي: "انه لم يدخل هذه الكلية برغبة منه، بل كان هناك ثمة خطأ في الترتيب وملء الاستمارة انتهى به في كلية الطب البيطري بجامعة بغداد". وعن بعض المواقف التي ما زالت تحزن د. حامد أوضح: "إن احد زملائه في الدراسة كان يحلم ويعد الأيام يوما بعد يوم كي يتخرج ويتوظف ويستلم راتبا قدره (150) دينارا في وقتها، ولأنه لم يحصل على وظيفة حكومية جاءني قبل أيام وطلب مني أن يعمل، لكني رفضت إهدار ماء وجهه أو كرامته بعمله عندي، لأني اعمل في مجال التجارة في المواد الغذائية وليس لدي غير عمال (يحملون) البضائع من والى سيارات النقل، ولهذا رفضت عمله لان دراسته وتخصصه مثلا أمامي وهو يتحدث إلي ويتوسل أن يعمل عندي". ويقول الطبيب البيطري (كليف عباس سعد) خريج كلية الطب البيطري من جامعة بغداد للعام الدراسي (1993) "لا اعمل طبيبا، بل صاحب محل لبيع الألبان والمخللات، وليس هذا حالي وحسب، بل هو حال معظم الأطباء البيطريين، فهناك التاجر وهناك صاحب المقهى وصاحب ورشة لتصليح السيارات الذي تطوع للخدمة في حماية منشآت النفط (FBS)". ويقول سعد: إن هذه الحال تجعلني اشعر بالندم لان دراسة دامت أكثر من (18) عاماً ضاعت هباءً منثورا". ويقول سعد "في عام (1996) كنت موظفا آنذاك في المهناوية (غربي الديوانية) وكان راتبي (3000) دينار، وأجرة تنقلي بالسيارة من منزلي إلى مقر عملي في المهناوية هي (4500) شهريا، وهذا يعني إني ملزم بدفع (1500) دينار شهريا ومن جيبي الخاص كي أوفر فقط أجرة تنقلي من منزلي إلى مقر عملي فضلا عن احتياجاتي واحتياجات عائلتي المنزلية. ويضيف سعد لذا لم يكن أمامي إلا أن أترك العمل أو سرقة عقار طبي اسمه (oxyteteracycline) وقيمة القنينة الواحدة منه (6000) دينار وكنت استلم في كل مرة (4) قناني كعلاج خلال عملي، ثم أقوم ببيعه في السوق واسترد ما اخسره على النقل من أجور، ولكني ولان السرقة ليست ثوبي، رفضت هذه الفكرة جملة وتفصيلا وقررت ترك العمل برمته"، ولقد دخلت كلية الطب البيطري بمحض إرادتي بمعدل (82.5)". ويؤكد "مازلت احن وأتطلع إلى التعيين كونه أكثر استقرارا ماديا واضمن للمستقبل، لذا أتأمل من المسؤولين العراقيين أن يلتفتوا إلى الطبيب البيطري ويولونه أهمية كبرى ومحاولة دعمه من خلال منحه القروض البسيطة التي يتسنى له من خلالها افتتاح مشاريع تربية الدواجن والعجول وغيرها وهي ثروة اقتصادية أيضا تصب في مصلحة البلد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram