منذ اشهرٍ تندلع رحى حرب طاحنة في الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية وفيسبوك وتويتر، وكلها تطرح سؤالاً واحداً: ماذا بعد معركة تكريت؟
وأنا اقرأ تحليلات لكتاب من مختلف بقاع العالم بينهم عرب سألت نفسي سؤالا: ترى متى نستطيع نحن العراقيين ان نقدم تحليلا علميا لما جرى خلال السنة الماضية؟ ومتى يمكننا مواجهة الحاضر دون الانشغال بالماضي وتقليب دفاتر تثير الاسى والشجن؟ طبعا لا أحد يمكن له ان يصادر حق اي كاتب او مثقف عربي في ان يقدم وجهة نظرة لما جرى ويجري في العراق.. ولكن ليس من حق احد ان يحول هذا المعركة ضد داعش إلى شتيمة لكل العراقيين، وان يضع نفسه وصيا على شكل ونوع الحكم الذي يطمحون اليه.
في الضفة الاخرى من المعركة وأعني ارض الرافدين، كان هناك ايضاً العديد من الساسة ومعهم صحفيون وكتاب مارسوا خلال الاشهر الماضية حملة شعواء ضد كل ما ينتمي الى محافظة تكريت، لماذا ياسادة؟ لان هذه المدينة هي التي جاء منها صدام، ولأن مشعلي المعارك الطائفية منتشرون في كل مكان، فقد اخذوا يمارسون غسيلا لأدمغة الناس البسطاء، من خلال بث الفرقة والتطرف بدلا من نشر التسامح والمحبة، في قضية تكريت كان البعض مصرا على ان يأخذنا معه الى دهاليز العنصرية والشوفينية، وما دمنا نتحدث عن المواطنة فهذا يعني مساواة وعدالة أمام قانون لا يعرف خانة المذهب او الطائفة او الديانة، لا فضل لعراقي على عراقي إلا بصدق الانتماء. والأحزمة الناسفة لم تسأل عن الفرق بين مواطن من صلاح الدين وآخر من الناصرية، ولم تعرف الفرق بين قطرة الدم التي سالت من الموصل وتلك التي نزفت في البصرة.
لقد قيل الكثير عن المعركة مع داعش لكن ما قيل عن محافظة تكريت، من قبل بعض السياسيين، يدعو للأسى والاستغراب، أفهم ان يحاول البعض تقديم وجهة نظر مخالفة في مجريات المعركة، ولكن الذي لا افهمه ان يتهم اهالي صلاح الدين جميعا بانهم يوفرون حاضنة للإرهاب وان مدينته منبع الخراب.
للأسف التصريحات التي أطلقت وبعض التصرفات التي مورست تكشف إلى أي حد تعطلت لغة المنطق، وأوصدت قنوات الحوار، وان البعض يريد لنا ان ندخل في مرحلة اتباع سياسة الاقتحام الخشن والصوت العالي، حين يصر على ان يتعامل مع تكريت على انها مدينة لصدام فقط وحاضنة للارهاب، وينسى ان هذه المدينة مثل كل مدن العراق انجبت خيرة مفكري البلد فمن منا له الحق ان يتنكر لاسماء مثل محمود العبطة وعبد القادر البراك وجميل نصيف التكريتي وسامي عبد الحميد وحسام الالوسي وكمال السامرائي وعبد العزيز الدوري وعبد الرحمن التكريتي الرجل الذي أفنى حياته في جمع تراث بغداد، هذه الاسماء وغيرها كثير لا يمكن ان نأخذها بجريرة صدام ولا بحزب البعث وجرائمه والا كنا حاسبنا اهلنا في ذي قار لان مدينتهم انجبت مؤسس حزب البعث في العراق فؤاد الركابي.
خاطب ونستون تشرشل الجيش البريطاني، وهو يواجه زحف هتلر قائلا: "تسألون ما هو هدفنا، أجيب بكلمة واحدة: النصر، النصر رغم كل الأثمان، النصر رغم الإرهاب، النصر مهما كانت الطريق طويلة وشاقة، لأنه من دون نصر لا بقاء".
سلاما لتكريت،وهي ترفع علم العراق، لا رايات الطوائف، ستنتصرين وننتصر معك على كل منتفعي السياسة، وجرذان داعش، لأننا مصرون أن نتقاسم معك رغيف الحياة.
مع النصر وضد التخوين
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
لايارجل الطائفية موجودة وبقوة وتحرير تكريت وراءه عواقب طائفية وخيمة والجميع سيدفع ثمنها
د عادل على
كل مدينه او قريه في العالم يسكنها ناس مختلفون في الايديولوجيه والاراء والمداهب والأديان---وتكريت ليست استثناءا انا اعرف ان تكريت في العهد الملكى كانت قلعه للشيوعيين الدين هم نقيض للبعثيين وصدام ليس من مدينة تكريت بل انه ولد في العوجه والده قتل من اف