اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العراق أول مَن أنشأهاوآخرمَن إهتم بها..المكتبات في المؤسسات العلميةحاجةفكريةأهملتهاالقرارات السياسية

العراق أول مَن أنشأهاوآخرمَن إهتم بها..المكتبات في المؤسسات العلميةحاجةفكريةأهملتهاالقرارات السياسية

نشر في: 1 إبريل, 2015: 06:01 م

هنالك مقولة مفادها (العراق أول من أنشأ مكتبة في التأريخ الإنساني لكنه آخر من إهتم بها في هذا العصر). وعلى الرغم من حمل هذه العبارة لمضامين عــدة ، إلا أنها تكشف بشكل واضح وصريح مدى تدهور حال المكتبات ، خاصة في المؤسسات العلمية التي من المفروض ان تتصد

هنالك مقولة مفادها (العراق أول من أنشأ مكتبة في التأريخ الإنساني لكنه آخر من إهتم بها في هذا العصر). وعلى الرغم من حمل هذه العبارة لمضامين عــدة ، إلا أنها تكشف بشكل واضح وصريح مدى تدهور حال المكتبات ، خاصة في المؤسسات العلمية التي من المفروض ان تتصدر الريادة في الاهتمام والتطور ، لأنه - كما هو معروف - ان المكتبة خزانة الفكر والعلوم والثقافة يستعين بها طالب العلم والباحث عن المعلومة ، لكن الحقيقة المرَّة أن واقع حال المكتبات وأهميتها ودورها يكتنفه عدم وضوح الرؤية لدى القيادات في هذا البلد الذي انعكس سلباً على واقع المكتبات العراقية. فكيف نفسر بناية مكتبة الكاظمية التي تعــد أهم مكتبة في بغداد وقد تحولت إلى قائممقامية ؟!

ومن المفارقات أن مكتبات المؤسسات العلمية ومنها الجامعات لا تشكل أهمية لدى القائمين على تلك المؤسسات، فعقوبة الموظف المقصِّر او الكسول في عمله تنتهي بنفيه إلى إحدى المكتبات .

فقدان الرموز الوطنية في المكتبات
بداية أوضحت الدكتورة (زينب الوائلي) أمينة عام المكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية مشكلة المكتبات بنقاط منها عدم دعم القيادات العليا للمكتبات بدءاً من الوزراء ونزولاً إلى المدراء العامين فضلا عن فقدان المكتبات لرموزها الوطنية الذين بقي القليل منهم في العراق يعاني بعضهم الأمراض او عجزهم عن تقديم المزيد بسبب كبر السن وظلوا على أساليبهم القديمة في ادارة المكتبات . وتؤكد أننا فقدنا جذورنا في هذا المجال ، والجيل الجديد من المكتبيين لا يتمتع بالخبرة والكفاءة فضلا عن انعدام حافز التطور لديهم ، وأتهمتهم الدكتورة زينب بالجيل الاتكالي يعمل على القوالب الجاهزة . ودعت الوائلي إلى ضرورة وضع تشريعات جديدة تواكب التطورات بدل قانون المكتبات المرقم (92) الذي عدته قانوناً قديماً ، كما دعت إلى تأسيس نقابة أو جمعية تتمتع بسلطة قانونية وادارية ومالية لكي تستطيع تنفيذ تعليماتها وقراراتها وتوحيد عمل المكتبات .
اما الدكتور كريم فخري هلال أمين عام المكتبة المركزية في جامعة بابل فقد أدرج المشكلات التي تواجه عمل المكتبات المركزية في الجامعات العراقية منها مركزية القرارات، إذ لا تتمتع بصلاحيات يمكن لها أن تخطو خطوات جادة تنسجم وتطلعاتها لتحقيق الجودة والتمييز فضلاً عن قلة الملاكات المتخصصة في أغلب الجامعات العراقية من الحاصلين على شهادة البكالوريوس في إدارة المكتبات والمعلوماتية ، كما أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تأخذ على عاتقها التعاقد مع شركات عالمية أو عربية لتجهيز المكتبات المركزية في الجامعات بالأجهزة والمعدات الخاصة بالمكتبة الالكترونية ، إذ عملت على إدخال مئات الموظفين بدورات تدريبية على المكتبة الالكترونية ونظام " كوها " خارج العراق وداخله ، إذ أصبحت هذه الدورات غير مجدية لعدم نصب النظام وشراء الأجهزة الخاصة به ، لذلك فقدت هذه الدورات فائدتها فضلاً عن ذلك فإن أغلب المكتبات المركزية تعاني من الإهمال وعدم الرعاية والاهتمام من المسؤولين في الجامعات العراقية ، وكأن المكتبات حلقة زائدة ، ولكن الحقيقة هو أن المكتبة هي القلب النابض التي يضمن للجامعة ان تقدم خدمة للدارسين والباحثين فضلاً عن خدمة المجتمع .
أما التدريسية (عالية مصطفى سلمان) من مكتبة جامعة بغداد فقد أكدت أن المشكلة الحقيقية في المكتبات هي ضعف الشعور بالانتماء والولاء وحب العمل في خدمة المكتبات من قبل العاملين فيها ، فلا يوجد احترام للقانون والنظام والالتزام بالوقت ، فمعظم وقت الموظف يضيعه في أمور خارج إطار العمل ، مشيرة إلى أن مكتبة جامعة بغداد التي تأسست عام 1959 تضم 23 كلية و 17 مركزا علمياً وبحثيا و 5 معاهد إلا أن بنايتها تعاني من ضيق المكان، ودعت عالية إلى ضرورة التنسيق بين المكتبات الجامعية .
في حين شكا أحمد أمين حسن مدير ادارة مكتبة الجامعية التكنولوجية حال المكتبة وبنايتها القديمة التي تضم حالياً 85 عنواناً لكتاب أجنبي و 10 الآف كتاب باللغة العربية فضلاً عن الأطاريح والرسائل الجامعية حيث يعمل فيها 34 موظفاً منهم 12 موظفاً اختصاص مكتبات . وأكد أحمد أن المكتبات بحاجة إلى دعم مادي وإلى دورات متقدمة خارج وداخل العراق ، مشيراً إلى ضعف اعداد الاختصاصات العليا في المكتبات في الجامعاتالعراقية

السطو على بنايات المكتبات
ويشير الباحث البرلماني محمود شاكر إلى أن العراق كان في السابق يمثل عمقاً دولياً في الفكر والثقافة وله الاسبقية في النتاج الفكري ، لكن السياسات الخاطئة وضيق الرؤية لدى السياسيين والأنظمة أدى إلى تراجع هذا الامتياز . ودعا البرلماني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى إعادة النظر في المكتبات ووضع دراسات لتطويرها واعتماد الأساليب الحديثة فيها ، مضيفاً أن المكتبات تفتقر حالياً إلى رموز علمية حيث توقف ذلك عند مصطفى مرتضى الخبير في علم الوثائق ، مبيناً في ختام حديثه أن مكتبة الكاظمية تحولت بنايتها إلى قائممقامية وهذه المكتبة لها تأريخ عريق في تخريج علماء واستاذة كبار.
الدكتورة سهلة علوان جواد من الجامعة المسنتصرية أبدت استغرابها لضعف الملاكات التدريسية المتخصصة في علم المكتبات في جامعاتنا فضلا عن عدم فتح أقسام دراسية في هذا الاختصاصات في بعض الجامعات العراقية مشيرة إلى أن معهد الادارة في بغداد يستعين بتدريسيين من الجامعات لتدريس علم المكتبات حيث لا يوجد سوى اثنين من هؤلاء في المعهد ، كما أن الاقسام التدريسية في بعض الجامعات تشكو من ضيق المعلومات المتطورة .
ويشير أسعد جميل من مكتبة جامعة كربلاء إلى النظرة السائدة لقسم المكتبات أنه أدنى الاقسام العلمية في نظر الطلبة مما جعل معظم الطلبة ابداء عدم الرغبة بالدراسة فيه ، فهو اختصاص غير مرغوب في التعيينات الحكومية ، داعياً إلى توسيع الدراسة في هذا الاختصاص وتوفير تقنيات وأجهزة متطورة كجهاز حماية الكتاب. وتوضح مديرة مكتبة بيت الحكمة ساجدة عباس أن مكتبة الحكمة تضم ثلاثة موظفين و16 ألف كتاب والمكتبة بحاجة إلى موظفين باختصاصات متنوعة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram