يمنّ — بفتح الياء وتشديد النون — جنرالات الإدارة الأميركية بمنة إنهم حرروا العراق من الديكتاتورية وأنقذوا جموع الشعب من مصير تعس كان يتربص بهم !!
أصحاب الأجندات المدروسة والنظر البعيد ، أدركوا - منذ اليوم الأول - أنهم ما انقذوا العراق والعراقيين من الجحيم إلا ليلقوا بهما معا في اتون جهنم .
بين الحين والحين يفاجأ القارئ العادي بأخبار عن عجز في ميزانية المدفوعات الأميركي ، ويجير العجز بسبب تكاليف الحرب على العراق ،، وترتفع بين الحين والحين مطالبات الكويت بدفع تعويضات عما لحق بها من انتهاكات بسبب الاجتياح . على العراق دفعها ولو بالتقسيط المريح .
أهل الحكمة والرأي - وهم قلة قليلة - الذين يرون الحقيقة عارية من زخرفها ، لا يؤبه برأيهم ولا يصغي لشهادتهم أحد ، يدركون جيدا ، أن الهدف الرئيس من اجتياح العراق ، وتدميره كان مقدمة لأحداث جسام لاحقة ستجري في المنطقة ، وإن الهدف المعلن بالتخلص من الديكتاتور غير الهدف الخفي الذي بدأت تباشيره تلوح لكل ذي عينين .
وإلا ….اما كان بالإمكان التخلص من رأس النظام والإبقاء على كيان بلد مستقر وشعب ينعم ببحبوحة وتجنيبه سورات القتل المجاني المبرمج ، وقوافل المهجرين والمهاجرين ؟
حفل التاريخ - القريب - بأحداث جرت للتخلص من رموز ورؤساء ، انتهى زمن عمرها الافتراضي ، وكان لا بد من سحبها من الواجهة .
# ماذا لو لم تجيش تلك الأساطيل التي لوثت البر والبحر والجو . وجند من يدس للرئيس برشامة سم في قهوته الصباحية (( جمال عبد الناصر مثالا ))
# ماذا لو أطلق عليه أحدهم خرطوشة بدرهمين أثناء إحدى زياراته وأرداه قتيلا ؟ ((السادات وكندي مثالا ))
# ماذا لو أرغم على التنحي واختار منفاه طائعا مرغما ؟؟ (( الشاه بهلوي مثالا ))
#ماذا لو تم إلقاء القبض عليه وسجنه حتى تتقيح أمعاؤه ((دانيال اورتيغو مثالا ))
# ماذا لو جندوا انقلابيين وأردوه قتيلا بعد محاكمة صورية (( عبد الكريم قاسم مثالا ))
# ماذا لو أرغم على التنحي والنفي خارج البلاد بعد ثورة مزعومة ؟ (( ماركوس مثالا ))
القوى الكبري لم يكن هدفها رأس النظام ، كان هدفها العراق أرضا وشعبا ،،ومن ثم دول المنطقة واحدة إثر أخرى… وها هو موسم القطاف !! ولسوف ترون .
اختر مثواك : الجحيم أم جهنم !
[post-views]
نشر في: 1 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ام رشا
دول العالم من حقها ان تفعل ما تشاء من اجل حماية نفسها ومصالحها واطماعها وتمددها وبالمقابل ما الذي فعلناه نحن لحماية انفسنا وبلادنا وتحصينها وعدم الانجرار وراء ما تصممه لنا وتوعدنا به من امن وديموقراطية ،لا يجب ان نظل نعيش طول عمرنا في ظل نظرية المؤامرة ا