( 2-3)
استطاع عبد كاظم من بداية مشواره الرياضي أن يؤسس لعلاقات كبيرة ومتشعبة داخل العراق ومن جميع المستويات وشرائح المجتمع البغدادي على المستوى الرسمي والشعبي والرياضي بالطبع، أحبَّ الناس عبد كاظم لتواضعه ودماثة خلقه وثقافته العالية وحياديته وفدائيت
( 2-3)
استطاع عبد كاظم من بداية مشواره الرياضي أن يؤسس لعلاقات كبيرة ومتشعبة داخل العراق ومن جميع المستويات وشرائح المجتمع البغدادي على المستوى الرسمي والشعبي والرياضي بالطبع، أحبَّ الناس عبد كاظم لتواضعه ودماثة خلقه وثقافته العالية وحياديته وفدائيته داخل الملاعب الرياضية فاستقطب كل السياسيين والاحزاب ونال احترامهم جميعاً فكان يساعد الفقير ويتعاطف مع هموم واحزان الناس ويتفقد المريض ويزور المستشفيات ويقوم بواجبه الاجتماعي والانساني بنحو راقٍ ، لم يُداهن مسؤولا ولم يُنافق لزعيم او سياسي ذي نفوذ .
ولم يتقرَّب منهم إلا للضرورة القصوى لقضاء حاجات الناس وشكاواهم من المظلومية اينما كانت في محافظات الوطن.. أما مورده المالي على تواضعه كان نصفه يصرفه للفقراء والمحتاجين حتى عندما عاد من الخارج بعد الاحتلال زاره زملاؤه القدامى من الذين يحتاجون المساعدة المادية وحتى ممن يدَّعون بها برغم معرفته بهم جيداً حتى نفدت أمواله التي استصحبها معه وقام باستدانة بعض الاموال من اصدقائه في الخارج ليعطيها للمحتاجين واستمر على نهجه الى أن وافته المنية .
كنت استصحبه بمشاويره وجولاته في رصافة بغداد ، تبدأ عادة من شارع المتنبي باتجاه سوق القماش حيث كانت لديه مجموعة اصدقاء من عشاق لعبه وفريقه الكروي حيث يتحلـَّق المعجبون حولنا عندما ندخل محالهم.. وأتذكر منهم الأخوين هادي ومهدي من باعة الأحذية ثم افتتحوا لاحقاً مطعم مشويات تحت عمارة الدفتردار بمدخل شارع النهر واحمد وعادل باعة الاكسسوارات والعطور النسائية ثم نصل الى شارع السموأل حيث نتناول الفطور الصباحي عند الاخ مجيد جنكي تاجر السجاد المعروف الذي غادر العراق بداية السبعينات وتشاء الصدف ان التقيه بعد 40 عاماً في كاليفورنيا حيث اُقيم ولا زال معي نجتر أياماً مضت وذكريات لا تُنسى !
زواجـه
عبد كاظم مثله مثل شباب العراق حينها أحب بنت الجيران (هناء) جارتهم في دور مصافي الدورة واصبحت قصة غرامهم حديث المجمع السكني الصغير فتقدم لخطبتها كما هي الأصول والاعراف الجميلة التي تعودنا عليه ولكنه صدم برفض والدها المطلق لزواجها من عبد كاظم برغم معرفته بأخلاقه وحبه الحقيقي لبنته ، فقد كانوا من الأشقاء المسيحيين، ولكنهم لم يكونوا طائفيين ولم تكن الطائفية الدينية معروفة في تلك الايام من الزمن الجميل، صبر العاشقين نفــد من غير أدنى بارقة أمــل فقررا الزواج وليكن ما يكـن ، هربا كأي محبين في افلامنا العربية ثم تزوجا رسمياً في احد بيوتات الكرخ العتيقة بين مَن آواهم فترة من الزمن اضطر أهلها الى الموافقة لاحقاً وعادت لبيت زوجها وأنجبت ابنهما البكر) فراس).
استبسال وفدائية
كانت اياماً عصيبة في حياة عبد كاظم ومحبيه وعشاق فنـِّه الكروي الرجولي طريقة لعب عبد كاظم ودفاعه المستميت عن عرين فريقه برغم وجود افضل حراس مرمى في العراق ستار خلف ولطيف شندل في حراسته لم تمنعه من الاستبسال ليس لفريقه آليات الشرطة، بل في جميع المنتخبات العراقية التي اُستدعي لتمثيلها منتخب بغداد، منتخب الشرطة ،المنتخب العسكري ، المنتخب الاولمبي والمنتخب الوطني الذي حمل شارته مدة طويلة من الزمن رئيساً وقائداً ميدانياً لا يُضاهى.. تلك الفدائية واللعب الغيور كانت تعرضه للإصابات المتتالية كنتيجة طبيعية لما قدمه من جهد ومثابرة، وأتذكر بنهاية الستينيات بعد تعذر علاجه ببغداد تقرر سفره الى بلغاريا للعلاج على نفقة الدولة حينها ولتواضع المبالغ المخصصة للعلاج قرر السفر بالقطار الذي كان يُطلق عليه قطار طوروس الذي يربط آسيا بأوروبا عن طريق اسطنبول فينطلق من المحطة العالمية الحالية في الكرخ التي بناها الانكليز حينها ولا تزال الوحيدة في بغداد!
المهم ينطلق القطار من بغداد فالموصل ثم يدخل الاراضي التركية واسطنبول ويدخل اوروبا متجها الى صوفيا عاصمة بلغاريا ويستمر الى برلين ـ حضر لتوديعه عمو بابا وهشام عطا وشدراك يوسف وأنا - التقط لنا مصور جوال حينها صورة تذكارية احتفظت بها 40 عاماً ثم فُقدت بفعل فاعل بعد احتلال بغداد.
إصابة في سيدني
كلنا يتذكر ايضاً اصابته في الادوار التمهيدية لبطولة كأس العالم التي جرت تصفيات مجموعتنا في استراليا عام 1973 حيث اصطدم عبد كاظم بلاعب استرالي وشُقَّ رأسه وكُسرت اسنان اللاعب في الشوط الاول وغادر الملعب بينما استمر عبد يلعب برأسه المضمد لحين اكماله المباراة المذكورة. وكذلك اتذكر شجاره بأحد المباريات مع الحكم الاتحادي عصام عمر الذي اشهر مسدسه الشخصي بوجه عبد كاظم حينها وانتهت المشاجرة على خير بعد تدخل اللاعبين والخيرين حينها.
لياقة بدنية عالية
قوة عبد كاظم البدنية كانت أقرب الى الخيال فمن المعلوم ان عبداً بدأ حياته الرياضية رياضياً شاملاً في الثانوية الجعفرية مع مجموعة من رفاقه الشباب فمارس الاركاض الرياضية القصيرة وابدع بها ثم الوثب العريض والكرة الطائرة والسلة الى ان اكتشفه فعلياً المدرب الكبير ومكتشف النجوم والاتحادي الناجح هادي عباس ليقدمه لاعبا بكرة القدم ذاع صيته كان يكره التدخين ولكنه يتمتع بشهية أكل لا تضاهى ما لـذ َّوطاب من المقبلات والمشروبات ثم يلعب عصر اليوم الثاني اهم مبارياته في الدوري بلياقة بدنية يُحسد عليها ومهارة وركض سريع وكأنه لم يأكل ويشرب شيئاً!
- يتبع -
جميع التعليقات 1
Azad Al Faylee
رحمه الله وهو من الكورد الفيليين ولا ادري لماذا يذكر هذا الشيئ