الإيرانيون يحتفون بنهاية مفاوضات لوزان
احتفى الآلاف من الإيرانيين، في طهران، بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة دول الست تحت قيادة أمريكا في مدينة لوزان السويسرية فيما يتعلق بنشاط الأولى النووي وفقا لما نشره موقع الصحيفة البري
الإيرانيون يحتفون بنهاية مفاوضات لوزان
احتفى الآلاف من الإيرانيين، في طهران، بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة دول الست تحت قيادة أمريكا في مدينة لوزان السويسرية فيما يتعلق بنشاط الأولى النووي وفقا لما نشره موقع الصحيفة البريطانية التليجراف. وجاءت الاتفاقية المؤقتة بعد 8 أيام من المفاوضات الماراثونية بين الجانب الإيراني تحت قيادة وزير الخارجية "جواد ظريف" ومجموعة الست يقودها وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، ليعلن الجانبان توقيع الاتفاق النهائي بحلول يوم 30 من شهر حزيران القادم. وجاءت الاتفاقية بعد موافقة إيران على تحجيم نشاطها النووي مقابل رفع الاتحاد الأوروبي وأمريكا العقوبات الاقتصادية عن كاهل الجمهورية الإسلامية، الأمر الذى جعل الآلاف من أبناء الجمهورية الإسلامية يحتفون في الشوارع هاتفين للرئيس الإيرانى "حسن روحانى". وقال "جواد ظريف" في مؤتمر صحفي عقد في أعقاب التوصل إلى الاتفاق الجزئي، إنه على الرغم من تحقيق أرضية مشتركة يمكن استخدامها في المستقبل لاستعادة الثقة في التعامل مع الولايات المتحدة، إلا إنه لا تزال هناك العديد من الأمور العالقة بين إيران والولايات المتحدة حول سياسات الأخيرة في المنطقة. وأبدى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عبر كلمة ألقاها من البيت الأبيض عن تفاؤله بعد التوصل إلى اتفاق جزئي، لكنه حذر بدوره من المصاعب التي لا تزال متواجدة في المستقبل، ومدى التزام الايرانيين في تحجيم أنشطتهم النووية، وتعاونهم مع مفتشي الوكالة الذرية في المستقبل. من جانبه أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه في مكالمة جمعته مع نظيره الأمريكي "أوباما" من الاتفاقية الأخيرة، مشددا على خطورة تواصل النشاط النووي الإيراني، وانتعاش اقتصاده مما يضمن استمرار العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط ويمثل تهديدا لبقاء الدولة الإسرائيلية. وقد نص الاتفاق الجزئي على أن تقوم إيران بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي في مفاعلاتها من 19 ألف جهاز إلى 6104 أجهزة، وتتعاون بشكل كلي مع مفتشي الوكالة الذرية، مع خفض نسبة تخصيب اليورانيوم 3.67% لمدة 15 سنة. وطالب "أوباما" نواب الكونجرس من الحزبين الديمقراطى والجمهوري الذين كانوا قد أبدوا اعتراضا على التقارب مع إيران، بالتعاون البناء والمثمر والاعتراض المبني على تحليل مع تقديم بديل فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني.
اتفاق إيران سيكون الإنجاز الأهم لأوباما في السياسة الخارجية
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بإعلان التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ووصفت الاتفاق بأنه مقامرة في السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما في لحظة الحقيقة. وأضافت الصحيفة أن أوباما منذ أن تولى مهام منصبه تواصل مع أعداء أمريكا، وعرض في أول خطاب لتتويجه "مد اليد إذا كانوا على استعداد لإرخاء قبضتهم". وبعد أكثر من ست سنوات، وصل إلى لحظة الحقيقة في اختبار لهذه الموقف مع واحد من أكثر خصوم أمريكا. فالاتفاق الإطاري النووي الذي توصل إليه مع إيران أمس لم يقدم الإجابة الشافية لما إذا كانت مقامرة أوباما الجريئة ستؤتي ثمارها. فالقبضة التي قدمتها إيران للبلد الذى تصفه بالشيطان الأكبر منذ عام 1979 لم تسترخ تماما. إلا أن الأصابع بدأت تتراخى، وهذا الاتفاق الذى تم الإعلان عنه برغم أنه غير كامل، إلا أنه يحمل احتمالا بأن يصبح فيما بعد مصافحة. وبالنسبة لرئيس تم إحباط طموحه مرارا لإعادة صناعة العالم، فإن احتمال المصالحة بعد 36 عاما من العداء بين واشنطن وطهران يبدو فى متناول اليد، وسيلة ليكون جديرا بجائزة نوبل للسلام التى يعتقد أنه حصل عليها قبل فوات الآوان. إلا أن الاتفاق يظل غير مكتمل وغير موقع، ويشعر المعارضون بالقلق من أنه تخلى عن الكثير فى سعيه لاستيعاب وهم السلام. وقال كليف كوبكان، المتخصص في الشأن الإيراني الذي تعقب المحادثات كرئيس لمجموعة آوراسيا الاستشارية، إنه في الوقت الحاضر لا يملك أوباما إرثا في السياسة الخارجية، فلديه قائمة من الإخفاقات في هذا المجال، والاتفاق مع إيران، واستئناف التحول في سياسات الشرق الأوسط سيقدم واحدا من أقوى إنجازات السياسة الخارجية لأي من الرؤساء الأمريكيين في الوقت المعاصر. ولا يوجد لدى أوباما شيء آخر، ولذلك، بالنسبة له، فإن هذا الاتفاق يمثل كل شيء أو لا شيء. لكن الصحيفة أشارت إلى أن أوباما سيواجه وقتا عصيبا لإقناع الكونجرس المتشكك، حيث يشعر الجمهوريون وكثير من الديمقراطيين بالقلق من أنه أصبح الآن فى حاجة ماسة للتوصل إلى اتفاق يؤثر على الأمن الأمريكي والإسرائيلي.