نعم حدث سلب ونهب وحرق وربما أكثر من ذلك في حرب تحرير تكريت. وإنها لأعمال مخزية، ولا يقبل بها إلا ناقص ضمير.
ومما يثبت خستها أننا لم نسمع بأي صوت تفاخر بها حتى وإن كان سرا قد شجّع عليها. ليش؟ لأنه سيخزي نفسه. النهب والسلب والحرق وحتى الاغتصاب اعراض جانبية مقيتة رافقت الحروب حتى تلك التي قيل عنها "مقدسة". أتمنى بعد هذا الذي قلته ان لا يأتي من يتهمني بمحاولة تبرير الانتهاكات الخسيسة التي حدثت بتكريت.
من بين المحللين عراقي أحترمه جدا وأقرأ له وظهرت معه في أكثر من لقاء تلفزيوني. ظهر اول من أمس على إحدى الفضائيات غاضبا ،لأن ثلاثة محال تجارية سرقت وخمسة بيوت حرقت. نعم انها جريمة حتى لو كانت حرق ربع دار او نهب نصف محل تجاري. ورغم قلة نسبة تلك الاحداث، كما يقولون، فاني لا ابررها. لكن اعتراضي عليه إنه أعطاها بعدا طائفيا. اراد ان يوحي لمشاهديه العرب وأبناء طائفته ان كل ذلك حدث ،لأن اهل تكريت سنّة وأبناء الحشد الشعبي شيعة. لا يا صديقنا لا، وسأذكّرك بحربين لم نخلص من آثارهما السيئة حتى اليوم:
في الحرب مع ايران احتل العراقيون مدينة المحمرة الشيعية فنهبوها وسلبوها بما لا يقارن بأي شكل من الاشكال مع ما حدث بتكريت.
أصبحنا، وكنا في مدينة الثورة آنها، على اكوام من البضائع والمقتنيات المسروقة من بيوت المحمرة تباع في سوق الحي ومريدي وحتى في المقاهي. كان الذين أتوا بها جنود وافراد من الجيش الشعبي. اكرر انها حرب تلعب بها غرائز السطو والعدوانية دورا أكثر فاعلية من الطائفية.
ومثل آخر.
كان الغالبية من سكان الكويت سنّة. وقد دخلها افراد الحرس الجمهوري واحتلوها. فلماذا نهبوا الكويت وبيوتهاـ اذن، ان كانت الطائفية هي الدافع؟
شيء مفرح ان نسمع بالقائد العام للقوات المسلحة يدين تلك الانتهاكات علنا. ويا ليت قادة فصائل الحشد الشعبي يضمّون صوتهم لصوته ليجبّوا الغيبة عن أنفسهم على الأقل. أقول هذا مع دعوتي لقراءة تصريح الناطق باسم الحشد الشعبي حول ما حدث والذي جاء متوازنا ومحترما ويبشرنا بوجود عقول ما زالت تشتغل.
انتهاكات .. ولكن
[post-views]
نشر في: 4 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
hazim
السيد العقابي المحترم : المثل العراقي يقول ( أكعد أعوج وإحجي عدل).فالجيوش التي دخلت المحمرة والكويت هي جيوش غازية ومحتلة لمدن من بلدان أخرى وهل سمعت أن أهل المحمرة أو الكويت دمروا مدنهم بعد تحريرها.ربما جنابكم يعتقد أن تكريت وقبلها مدن في ديالى وسليمان بي
بنت العراق
السيد حازم الذي انتقد المقالة المنصفة جدا ووضع أسبابا غير واضحة وليست مفهومة ابدا