اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > آسيا لا تصنع السلع فقط وإنما أيضا الرجال!

آسيا لا تصنع السلع فقط وإنما أيضا الرجال!

نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 04:13 م

عبد الله المدني من بعد الكوري الجنوبي "بان كي مون" الذي أنتخب أميناً عاماً للأمم المتحدة في عام 2007 خلفا للغاني "كوفي أنان". ومن بعد الهندي "شاشي تارور" الذي شغل منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المعلومات والاتصالات ما بين عامي 2002 و2007 أي في عهد "كوفي أنان".
ومن بعد اليابانية "ساداكو أوغاتا" الحاصلة على درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة كاليفورنيا في بيركللي، والتي ترأست مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من عام 1999 وحتى 2001 . ومن بعد الياباني "كويشيرو ما تسورا" الذي قاد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لدورتين متتاليتين ما بين عامي 1999 و 2009 . هاهي شخصية آسيوية لامعة أخرى تنتخب خامس مدير لمنظمة عالمية مهمة هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من العاصمة النمساوية مقرا لها. ونعني بهذه الشخصية الياباني "يوكيا أمادو" الذي نال أغلبية الثلثين المطلوبة من الأصوات (23 من أصل 35 صوتا) متغلبا على منافسيه الآخرين (الجنوب أفريقي "عبدالصمد مينتي" والأسباني "لويس ايخاياري" والبلجيكي "جون بول بونسيليه)، ليخلف بذلك المصري الدكتور "محمد البرادعي" الذي فضل التقاعد مع انتهاء مدة خدمته في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم. أما ما يميز "يوكيا أمادو" عن سلفه فهو كثير. فالبرادعي لم يكن متخصصا لا من قريب أو بعيد في علوم الطاقة النووية أو أي علم قريب من هذا الحقل المعرفي، لكنه كان صاحب سجل ناصع ومتميز في الإدارة فقط. أما خليفته الياباني فدبلوماسي محترف، تدرج في أروقة الخارجية اليابانية منذ أن أنهى دراسة الحقوق في جامعة طوكيو في عام 1972 ، وشغل مناصب دبلوماسية في واشنطون وبروكسل وجنيف وفيينا و في العاصمة اللاوسية "فينتيان". كما وأنه أكمل تعليمه العالي في جامعة نيس الفرنسية ما بين عامي 1973 و1975 متخصصا في قضايا نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية. وحينما ترأس دائرة العلوم ونزع السلاح ومراقبة انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية اليابانية في عام 2004، فإنه شارك بصفته تلك في جميع المفاوضات الخاصة بإعداد الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية حول الأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية والبيولوجية، الأمر الذي منحه دراية واسعة بهذه القضايا التي تعتبر من صلب وظيفته الجديدة في وقت تواجه فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية جملة من التحديات غير المسبوقة في تاريخها، على رأسها بطبيعة الحال البرنامج النووي الإيراني. إلى ما سبق، فإن ما يميز "أمادو" عن سلفه أنه ينتمي إلى بلد كان الأول في العالم الذي يضرب بالقنابل النووية، وبالتالي فهو أقدر من غيره على إدراك مخاطر هذا السلاح وما يمكن أن يلحقه من أذى ورعب للبشر، وما يمكن أن يخلقه من مآس ومعاناة مريرة من الصعب معالجتها أو محوها من الذاكرة بسهولة. ولهذا فإن المتوقع من "أمادو" أكثر بكثير مما كان متوقعا من "البرادعي" الذي أنتقده البعض، تارة بسبب ما قيل عن مواقفه المتساهلة والمتضاربة من طهران، وتارة أخرى بسبب إدلائه بتصريحات لم يكن مخولا بها. ما يمكن استنتاجه من تزايد وجود شخصيات آسيوية في مناصب دولية مرموقة في السنوات الأخيره كثير: أوله، أن آسيا ليست فقط مصنعا للتكنولوجيا والبضائع الاستهلاكية من إليكترونيات ومنسوجات ومركبات فارهة مريحة، وإنما أيضا مصنع للرجال والنساء القادرين والقادرات على الإضطلاع بمسؤوليات أرفع المناصب الدولية وتحقيق إنجازات يحسب لهم. وثانيه، أن هذا التطور هو نتيجة طبيعية وحتمية لسياسات الحكومات والقيادات الآسيوية التاريخية في إيلاء اهتمام خاص بالموارد البشرية تعليما وتدريبا ورعاية. تلك كانت سياسات انتهجها نهرو وابنته أنديرا في الهند منذ الخمسينيات و طوال العقود التالية، وانتهجها "لي كوان يو" في سنغافورة، و "مهاتير محمد" في ماليزيا، و "دينغ هسياو بينغ" في الصين، و "بارك تشونغ هي" في كوريا الجنوبية، و"تشيانغ كاي شيك" في تايوان. وثالثه، أن اليابان لئن فشلت حتى الآن في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن - بسبب عوائق منها معارضة الصين الشديدة - وبالتالي سلب منها حق مشروع يتوافق مع ما بلغته من نهضة جبارة وتفوق علمي وصناعي واقتصادي، وما تنتهجه من سياسات عقلانية متزنة ذات صدى إيجابي في المحافل الدولية، وما تغدقه من مساعدات وقروض إنمائية واقتصادية على دول العالم الثالث، فإنها عوضت بمناصب دولية مرموقه من خلال أبنائها المؤهلين تأهيلا عاليا. ورابعه، أن المشهد ليس سوى مشهد مكمل للحضور الآسيوي في كل أصقاع العالم. وبعبارة أخرى هو دليل على مدى انتشار الآسيويين وبروزهم خارج أوطانهم، ومدى استغلالهم لما يتوفر لهم في بلاد المهجر من رعاية وفرص وظيفية وتعليمية وتدريبية وحريات مطلوبة لجهة البحث والنقاش. وهذا ما جعل الهنود والصينيين وبعض الباكستانيين والبنغاليين في مقدمة الشعوب المحققة لإنجازات واكتشافات مشهودة في الغرب في حقول الطب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram