شبكة التواصل الاجتماعي بعد تحقيق الانتصار بمعركة تكريت نشرت صورا ركزت على "حزام" رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، ومعها دعوات موجهة الى القائد العام للقوات المسلحة، تناشده الحفاظ على ممتلكات المدنيين ، بعد تسجيل حالات قتل وحرق منازل ، فيما نفت قيادات الحشد الشعبي تورط عناصرها بممارستها ، ويصرف النظر عن الدوافع والاسباب والجهات المنفذة فان تلك الممارسات تتطلب وقفة جدية ، ومعالجة فورية ، تشارك فيها كل الاطراف الرسمية سواء في الحكومة المركزية او المحلية ، فهناك من يسعى الى تشويه صورة الانتصار، وتسخير الاعلام لتغيير قناعات الرأي العام بان اعمال الشغب في العراق غالبا ماترافق انتهاء العمليات العسكرية .
تسجيل حالات الانتهاك من مهمات المنظمات الدولية المستقلة المعنية بهذا الامر ، وتقع على الجهات الامنية مسؤولية توفير كل المعلومات وتسهيل عمل تلك المنظمات لرصد الانتهاكات مهما كان حجمها ونوعها ،وخطوة من هذا النوع كفيلة بتعزيز الثقة وتبديد المخاوف ولاسيما ان هناك مدناعراقية اخرى مازالت تحت سيطرة اتنظيم داعش ، سكانها يترقبون بفارغ الصبر اعلان ساعة الصفر لتحريرها ، ومن هذا المنطلق يكون العمل المشترك مع المنظمات الدولية خير برهان لاثبات البراءة من ارتكاب جرائم انتهاك حقوق الانسان ، والمسألة الاخرى الجديرة بالتوقف لابد من الابتعاد عما يعرف بالتعميم فيضيع الجهد الاكبر امام ممارسات شخصية غير مسؤولة ، نفذت بدوافع خارج السيطرة من اشخاص يمتهنون التخريب والاساءة للمؤسسة العسكرية وفصائل المتطوعين .
افضل الجيوش المنضبطة في العالم غير بريئة من ارتكاب حالات تجاوز وانتهاك بحق المدنيين ، لكنها في الوقت نفسه تجيد الدفاع عن "حربها النظيفة" حين يعلن الناطق باسمها احالة المتورطين الى القضاء ، وتفتح قنوات مباشرة مع المنظمات الدولية ، وتنظم جولات ميدانية لوسائل اعلام محلية واجنبية لتقوم بدورها بنقل الحقيقة على الارض الى الجمهور ، فتستوعب ازمة كبيرة باسلوب التعاطي المباشر معها من دون اعتماد التضليل.
جهات سياسية مشاركة في الحكومة طالبت رئيس مجلس الوزراء بايقاف الانتهاكات ، وحكومة تكريت المحلية وبعض نواب محافظة صلاح الدين تبنوا الموقف ذاته ، وكان الاجدر بهم ان يكونوا في الميدان ليشارك الجميع في "الحرب النظيفة " خصوصا انهم قبل ايام من انتهاء معركة تكريت كانوا يرافقون المسؤولين ، ويحرصون على الظهور في المؤتمرات الصحفية ، لاثبات حضورهم ودورهم في تحرير المدينة ، وبعد ساعات من انجاز العملية العسكرية ، اخذت التصريحات طابعا آخر ، للتقليل من اهمية رفع العبادي العلم العراقي في مركز المحافظة وتسليمه الى المسؤولين المحليين ، والسؤال هنا هل استبعد القادة الامنيون حصول اعمال شغب وما دور الحكومة المحلية ونواب المحافظة في توفير الاجواء الملائمة لعودة النازحين؟ ولمصلحة من حرق المنازل وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة ، الاسئلة كثيرة ، ولتفادي تكرارها لابد ان يقف الجميع مع العبادي ليشد حزامه لتحرير محافظتي الانبار ونينوى بـ " حرب نظيفة".
حزام العبادي
نشر في: 5 إبريل, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
ائتلاف السوداني ينسف روايات حسم اسم رئيس الحكومة: ما زلنا في «انسداد» و«مراوحة»
الأسواق العراقية تحت سيطرة الواردات الاستيراد الكبير يخنق الصناعة المحلية ويهدد الأمن الغذائي!
تناقص أعداد الصابئة المندائيين في العراق.. مخاوف الاندثار وصراع الحفاظ على الهوية
مساعي حصر السلاح في العراق.. جدل القبول والرفض
مسؤولون في نينوى يشخصون تحديات المرأة.. ودعوات لمعالجة البطالة والزواج المبكر والابتزاز
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...










جميع التعليقات 1
ام رشا
السيد الكاتب انا احب واعشق الصدق والصراحة ورب العزة ابتلى العراقيين بالساسة الكذابين وآلاف من المطبلين لهم و لسياستهم وحضرتك أستاذ علاء لن تجد الحقيقة الا في تكريت نفسها وحسبي الله ونعم الوكيل.