TOP

جريدة المدى > عام > ذاكوراء ..

ذاكوراء ..

نشر في: 7 إبريل, 2015: 12:01 ص

يعتقد أن حياة الانسان تعاد عليه كلّها سريعاً في آخر لحظاته قبل الموت–
لا تكتئبي ! ..لن نبقى أطول ممّا مسموحٌ ، بعد كهولتنا – أنتِ وأنا - ..فأنا خجلانٌ من أنْ أهرمَ ، حتى ( أخرَفَّ) ، كما يخرفُّ العالممن حولي الآنَ ..أنا يُبكيني فلمٌ &nda

يعتقد أن حياة الانسان تعاد عليه كلّها سريعاً في آخر لحظاته قبل الموت–

لا تكتئبي ! ..
لن نبقى أطول ممّا مسموحٌ ، بعد كهولتنا – أنتِ وأنا - ..
فأنا خجلانٌ من أنْ أهرمَ ، حتى ( أخرَفَّ) ، كما يخرفُّ العالم
من حولي الآنَ ..
أنا يُبكيني فلمٌ – بالأبيض والأسود من أيام العشرينات؛ -
أفكّر في أطفال الفلم ، وقد ماتوا الآنَ !..
أنا أتمنّى أن أُحرقَ ، لا أدفنَ ، كي لا أتبقّى في الدودِ ..
أتدرينَ ؟.. تركت التدخينَ ، لأنّ هوائي قد صار دخاناً أيضاً ..
هل يمكن أن أحيا بين دخانينِ : هواءِ البصرة و .. النيكوتينَ ؟!
أنا . أيضاً قرّرتُ – ولكن في السِرّ – اذا ارتجفت كفّي يوماً
بالكأسِ .. أُطلَّقها ! أعني الخمرةَ ، لاكفّي !
وأنا حزنانٌ ؛ مذ مات صديقي في الاعدادية ، ( سنةِ الستينَ ..)
الى أن مات العالم ، كلُّ العالم ، من حولي الآنَ ..
أنا أرثي للأشياء جميعاً :
أرثي للكتب المهداةِ المنسيّةِ ، عمداً أو سهواً أو لهواً.. في الحاناتِ !
القاموس يُلفَّق أحياناً ؛ القاموس يسمّي الصحراواتِ ( بواديَ ..)
هل ( تبدو) صحراءٌ للعين ، لكي تدعى بادية ؟! ..
لا بأسَ . القاموس يسمّي سّراق الأوطان طوائفَ ، أو قومياتٍ ،
أو أحزاباً حتى ..! ويسمّي ( الاخوان) . أحقاً هم إخوان ؟!
السّراقُ الورعونَ ، اسمُ الله على الجبهات المدبوغة ( بالايمانِ) !
واسم الله على المحبس في الخنصرِ ، والمحبس في السَبّابةِ
- من كثر السَبَّ ! - .. واسم الله على السبحةِ ، إنْ كانت سوداءَ ،
سواد القلب . وإن كانت صفراء ، بلون الصحف الكذّابة ..
( عذراً ! جاءت قافيةٌ ، لم أقصدها ، بين السبّابة والكذّابةِ !) ..
في أيامي كان الدِيِنُ كذلكَ :
( اللهُ) بداخلنا ، لا فوق سماواتٍ سبعٍ ،
( الله ) ضميري وضميرك .
أن تؤمن يعني ألاّ تكذبَ ، يعني الاّ تنهبَ ؛
الاّ تنهبَ حتى بنتاً ، ممن يهواها !
في أيامي ما كنّا ننظر في أعين بنت يهواها صاحبنا !
في أيامي ما كنّا نتشهّى قمصاناً ، أو أربطةً .. بل كتباً !
والى أن مات صديقي في الاعدادية ،
لم أعرف ان كان مسيحياً ، او شيعيّاً ،
حتى أخذوه الى .. مقبرة الفقراءِ ..
أنا تمتمت رثاءً ، في الاعدادية ، من أجل صديقي :
(( نحن الفقراءْ . أجَّلْنا أكل التفاح الى الجنّة !))
لا تكتئبي !
إني أتعمّد أن أنسى شَعري الابيض في المرآة ،
لكي أبقى طفلاً يرضعُ ،
لكنْ .. في السبعين !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram