ما تأتى ان للخريف أن يسقط كل اوراق الخريف
في يرفان بأرمينياالعنب والكرز ظل مورقاً الى الانلكنه صار يجف تباعاً-نحن في العشر الاواخر من كانون الثاني-وحتى نهاية الجادة التي قصدتها البارحةصحبة من غادروا اليومظل الاصفر سيدا في الاسفلت والمركباتوبلفظ اقرب
ما تأتى ان للخريف أن يسقط كل اوراق الخريف
في يرفان بأرمينيا
العنب والكرز ظل مورقاً الى الان
لكنه صار يجف تباعاً
-نحن في العشر الاواخر من كانون الثاني-
وحتى نهاية الجادة التي قصدتها البارحة
صحبة من غادروا اليوم
ظل الاصفر سيدا في الاسفلت والمركبات
وبلفظ اقرب ما يكون الى الشكوى
راحت تسمعني ما يعني انها مشغولة
بترتيب الزهر على الطاولة ..
السيدة العجوز يؤلمها
انهم لم يدفعوا لها ثمن ازهار الاوركيد
عن النبيذ في القرى خلف التلال
في المطعم القريب من الجسر,
حيث اضعنا الوقت بالحديث عن الطعام ، النبيذ,
بين النساء امس ...
على الذين يعصرونه في القرى خلف التلال ..
على طاولة الابنوس ذاتها ,
وسط نهر الضجر الذي شربناه البارحة معا
انت على يمين اللوحة تصدع اطارها
وانا لصق النافذة, على البوسفور
حيث ابحرت الاساطير شرقا,
قبل الف من السنين ..
في المطعم الذي تديره نساء ثلاث
اجملهن التي من اكليوس, تنورتها سوداء
ولا تبدو ممتلئة بالقميص الضيق..
وحدها كانت تجرجر المساء خارج الباحة ...
بين حشد الرجال الثملين .
وبيدين واثقتين , هما الارق على الزجاج ,
وكأس من نبيذ احمر عتيق , تعصره
راحت ترتب الليل الذي ينقضي ...
اليوم, اتحسس مقعدك , ثانية
على طاولة الابنوس التي كانت بيننا,
ومن فرجة الباب , تبدو السواحل نائية
مثل نساء مودلياني الحزينات
لن اتأمل طويلا , اعناق زجاجات النبيذ,
مصفوفة اعلى البار .. لن ابكي النور , يندحر اسفل الطاولات
سأطوي اللوحة التي تصدع اطارها,
اعيد عليك حديثنا الذي لم يكتمل ,
عن طعم النبيذ بين النساء
عن الذين يعصرونه في القرى ,
خلف التلال . 23 ايلول 2010
على جسر المحبة في البصرة
ما كان في الابلة –على عظمها- سوق للرقيق
يقول الاصمعي : وليس فيها من لم يأخذ على النخل
طبع الميل والارتواء ...
وعن اليمام, الذي يتهادل الاجنحة بين الشماريخ
فقه القبل وقراطيس العشق والمحبة .
نساؤهم يجئن بالمودة خالصة , مع اللبن والخضار والفاكهة
الى سوق البصرة القديمة ...
وبأصابع من صفصاف وحناء ,
يظفرون من الخوص البليل والمراوح والسلال والقبعات .
وما كنا نعرف في المدينة يوما صناعا للسيوف ,
ولا الرماح ..
ولا سرجا مسلوخات من الضواري
سوى الشمس ,
التي غالبا ما تركب ظهر سعفة وتروح .
لم تحمل السماء اصرا على احد
*************
لا سلاسل من حديد ولا اغلال من رصاص
وجدنا في سوق النحاسين,
اساور من ذهب شبه وجدنا, وتمائم جمان وعسجد
كان حنا الشيخ سوقا من توابل وخشب ابنوس وخيزران
*************
لم يغز البصريون احد ..
وخيولهم ما وطئت الفيافي غائرة
هي صاهلة تحمل التمر من البساتين الى الاسياف حسب
وهي لري الفسائل وامهات والكروم ايضا ,
مراكبهم كلها للصيد ,
الا ما سير منها في نهر العشار , العشاريات اقصد
بوسائدها الملونة واشرعتها الحرير ..
هي للعشاق ابدا , تغدو الى الهاهنا , و تجيء هناك
والبحر حد الاسرة غامر ومنحسر .
يومئون فيجيء و يومئون فيذهب
وما كانت الاسيجة حول منازلهم للصوص
هي منسرح للورد والياسمين, ظل منها
فتاتي النسائم وتنهمر الظلال ...
رخيصة على الافانين .
كان الشيخ الجاحظ جالسا على نهر بسيحان
حين اصطفى الله المدينة لتكون الخلد ..
ساعة اتكأ الرمل على غرب خاصرتها
لتندحر البيد وتتفتت الريح
ويذهب البداة العور الراجلون ..
ومنذ ان كانت الالهة بعدد النخيل فيها
كان البصريون باشين , يحبون بعضهم ..
هلا رأيتم وجها اسمر مقطبا , بلا بشاشة
فلماذا يستكثر – خصوم داعش في النهار
اصدقاءهم في الليل – علينا جسر المحبة
الذي ظهره الى الشط الكبير
حيث نقف , وحيث نقفل قلوبنا متعانقين
وحيث نرمي المفاتيح في الماء ؟
ما نفعله , يفعله الغمام عندنا كل يوم
وتكتمه البلابل في مناقيرها الصغيرة
وينطبق عليه الموج بعيدا , هناك ,
حيث تجتمع النوارس على مفاتيح قلوبنا الكثيرة .
فتعالوا , يا عشاق البصرة ..
يا سراق النور والجمال والمهابة
تعالوا نقبل حبيباتنا امام الكامرات
قبل ان يزني بهن كلاب داعش وراء المحاريب
تعالوا نطلق ظفائر شقيقاتنا في الريح ,
تحت المطر والشمس والنخيل
قبل ان يجزها من النواصي
الشيوخ العور والعرج والبرصان
ولانهم يرمون اجسادنا في الترع والانهار
سنشد اقفالنا اليك يا جسر المحبة
حيث تجتمع النوارس هناك ,
على مفاتيح قلوبنا الكثيرة
15 -10- 2014