الجيل القديم من ابناء مدينة الديوانية كانوا شهود عيان على حصول شخص عرف بأنه صاحب نكات ومواقف طريفة على خمسة دنانير مكرمة سخية من المحافظ في منتصف عقد السبعينات، واثارت "خمسة المحافظ " بحسب تعبير سعيد الحظ المكرم تعليقات معارفه ، بوصفه اصبح شخصا مهما مقربا من ابرز مسؤول محلي في الديوانية ، لطالما قلد اسلافه القدماء بتفقد احوال الرعية ، والوقوف على احتياجاتهم ، اثناء جولته الميدانية في السوق ، والمرور على باعة التكة والكباب على جانبي الجسر الحديدي في المدينة ، وفي احدى جولاته سأل عن سعر شيش التكة الواحد فرد البائع من دون ان ينتبه او يعرف هوية موجه السؤال" الشيش بعشرة فلوس " فاحتج المحافظ على ارتفاع السعر بتوجيه صفعة للبائع ، ولكي يعالج الموقف لتفادي العقوبة هتف بأعلى صوته "يعيش المحافظ" وتركه متوجها الى آخر ، فسارع البائع بالرد " سيدي الشيش بخمسة فلوس والطماطة بلاش " ، وفّر الحادث لصاحب مقولة "خمسة المحافظ " فرصة تناول المشويات مجانا ، مستغلا علاقته بالمسؤول ، لاجبار الباعة على تلبية طلباته ، وبصدور قرار بنقل المحافظ ، تخلص الباعة من هم ثقيل ، فاستعادوا نشاطهم بفرض اسعار جديدة ، اثارت استياء الزبائن ، مستذكرين جولات المسؤول السابق ومكرمته السخية ، وحرصه على توفير فرصة تناول المشويات للجماهير تناسب قدراتهم الشرائية.
في المناسبات الوطنية والقومية قبل عشرات السنين اعتادت المحافظات تنظيم حفلات غنائية بالهواء الطلق ، بحضور المحافظ وقياديين حزبيين ومدير الشرطة فضلا عن مسؤولين آخرين ، وفي محافظة ديالى ادى المطرب الراحل ستار جبار وصلة غنائية استمرت ساعات ، اثارت اعجاب الجمهور فتعاطف معه بالتصفيق والمشاركة بترديد مقاطع من اغنياته ، بعد انتهاء الوصلة الغنائية، اعتلى عريف الحفل خشبة المسرح ، واعلن عبر مايكروفون مكبر الصوت بان السيد المحافظ قرر تكريم المطرب ، داعيا الراحل ستار جبار للتوجه نحو المحافظ لتسلم المكرمة ، وفيما توجهت الانظار لرصد حالة التكريم التاريخية ، صافح المحافظ المطرب وسلمه كأسا نحاسية كبيرة ، عاد الراحل الى الفرقة الموسيقية ، فرمى الكأس تعبيرا عن احتجاجه لنوع التكريم فهو لم يسجل هدفا في مرمى الخصم ، وكان الاجدر بالمسؤول ان يمنحه تكريما من نوع آخر يليق بمكانته كفنان معروف له حضوره الواسع في الساحة الغنائية وليس بملعب الشعب او ساحة الكشافة . العراق اليوم يعيش ظروفا اقتصادية حرجة تتطلب المزيد من اجراءات التقشف ، وتوفير الاموال لإعمار المدن المحررة ، لتأمين عودة النازحين الى مساكنهم ، ومن يعتقد بانه سيحصل على التكريم لدوره البطولي في المعارك لن ينال حتى "خمسة المحافظ" او الكأس النحاسية ، التكريم الحقيقي بتأمين عودة النازحين الى مساكنهم ، وتجنب ارتكاب تجاوزات ضد المدنيين ، توفر لما يعرف بالإعلام المضاد مادة للاستهانة بحرب العراقيين ضد الارهاب،اللهم احفظ المحافظين جميعا ، ونهدي للاحياء منهم والاموات ثواب الفاتحة وقبلها الصلوات .
خمسة المحافظ
نشر في: 6 إبريل, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
ائتلاف السوداني ينسف روايات حسم اسم رئيس الحكومة: ما زلنا في «انسداد» و«مراوحة»
الأسواق العراقية تحت سيطرة الواردات الاستيراد الكبير يخنق الصناعة المحلية ويهدد الأمن الغذائي!
تناقص أعداد الصابئة المندائيين في العراق.. مخاوف الاندثار وصراع الحفاظ على الهوية
مساعي حصر السلاح في العراق.. جدل القبول والرفض
مسؤولون في نينوى يشخصون تحديات المرأة.. ودعوات لمعالجة البطالة والزواج المبكر والابتزاز
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...










جميع التعليقات 1
ام رشا
كالعادة يلطمون على الهريسه ما يلطمون على الحسين .