TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا يفـرّ الداعشي العراقي؟

لماذا يفـرّ الداعشي العراقي؟

نشر في: 7 إبريل, 2015: 09:01 م

ما من حرب حدثت إلا وكشفت عن ظواهر ما كان لها ان تنكشف من دونها.. خذوا آخر معاركنا في تكريت، مثلا، وقفوا عند ما أفرزته من سلبيات وايجابيات. ومن طبيعة الإعلام غير الموضوعي انه يعتاش على السلبيات ويغض الطرف عن الإيجابيات. وان مرّ على الاخيرة مرغماً فسيكون مثل مرور اللئام. احسبوا عدد القنوات العربية وغير العربية وحتى العراقية، وكذلك مواقع الانترنت واحسبوا تركيزها على تصريحات حيدر العبادي في ما يخص السرقات التي رافقت تحرير تكريت، لكن كم من تلك الوسائل الإعلامية توقفت عند كشفه لظاهرة هروب الدواعش العراقيين حالما تهاجمهم قواتنا العراقية؟ ظاهرة لا تستحق التأمل، فقط، بل وتحتاج الى تحليل ودراسة عميقين.
منذ أيام وانا أسال: لماذا يهرب الداعشي العراقي قبل غيره من الدواعش؟ ثم لو اخذنا عدد الداعشيين العراقيين سنجدهم أكثر من النصف (نسبتهم في داعش 57%). أما يعني هذا ان اكثر من نصف جنود الدولة المزعومة - عاض دشداشته بحلكه ومتحضر للشردة - مع اول هجمة من أولاد الملحة شرقية كانت أم غربية؟
الجواب قد يكون سهلا ونختصره لأن الداعشي العراقي جبان. ربما يكون كذلك لكني أرى المسألة أعمق وأعقد. خطر ببالي وهو افتراض اولي لا أكثر، ان الداعشي الافغاني أو الشيشاني او السعودي وكل أجنبي منهم، يؤمن بأنه يقاتل في "سبيل" الله الذي ينتظر موته ليطش عليه الحور العين وبجانبه النبي. يبدو لي ان الداعشي العراقي صار داعشيا من أجل هدف آخر وهو الحنين للعودة الى كرسي السلطة والتسلط. فلو كان يريد "حورية" لركض صوب الموت بدلا من أن يفر منه. طالب السلطة مهما ادعى الشجاعة نهايته في حفرة او انه سيصيح، بعد دخول سن اليأس منها: إنني فاشل!
وبعيداً عن التحليلات، اجد في خاصية الهروب عند دواعش العراق سلاحا نفسيا، على اعلامنا ان يستغله استغلالا صحيحا في كسر معنويات الدواعش في معركنا القادمة. وهذا السلاح المهم يجب ان يُعطى لمن يعرف استخدامه جيدا. وكي يعرف استخدامه بفاعلية يجب ان يخضع للتدريب تحت يـد متخصصين بعلم النفس والحرب النفسية. امامنا 57% من الدواعش على ارضنا وهم يرتجفون. يريدون الهرب لكن فرق الاعدامات بظهورهم. وما ان تدخل اول دبابة عراقية وتنشغل تلك الفرق بحماية نفسها سيفر المرتجفون. ليسبق الاعلام النفسي دباباتنا وطائراتنا ومدافعنا الى حيث دواعش العراق ليصبح طريق الانتصار اسهل وطعمه الـذّ.
أخيرا، لا أدّعي بأني هنا اكتشفت الجواب الدقيق، بل انه يبقى عند ذوي الاختصاص بشأن الحروب وخباياها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram