مع أفول اللغة اللاتينية وصعود الانكليزية عالميا يبحث العلماء عن لغة عالمية جديدة ومشتركة .وفي كتاب "بابل العلمية" للكاتب (لوكاس فان فلاكينو) يتحدث المؤلف ان هناك عوامل مختلفة منها قوة السلطة وتأثيرها.ويقول ايضا "ان هناك اسئلة حول برج بابل" . وبالتأكي
مع أفول اللغة اللاتينية وصعود الانكليزية عالميا يبحث العلماء عن لغة عالمية جديدة ومشتركة .وفي كتاب "بابل العلمية" للكاتب (لوكاس فان فلاكينو) يتحدث المؤلف ان هناك عوامل مختلفة منها قوة السلطة وتأثيرها.
ويقول ايضا "ان هناك اسئلة حول برج بابل" . وبالتأكيد فان العلماء يذكرون انك ان عجزت عن قراءة هذه الجملة، فانك في مشكلة حقا . والانكليزية لم تعد اللغة العامية الوحيدة في العلم الحديث وهناك أمر اكثر اهمية ان "كنت مهتما بما سيحصل عندما تعيش في عالم يتحدث بلغة واحدة فقط، عالم بلا بابل."
ويواصل المؤلف تساؤلاته، "عليك النظر الى العلماء الطبيعيين تجدهم من هناك وفي بابل العلمية". وفي كتابه ينظر المؤلف الى ما وراء سيطرة اللغة الانكليزية على العلم الحديث، وما يحدثه ذلك من فوضى وارتباك وعدم الفهم، بقدر ما فيه من تقدم وتعاون.
وقد وجد العلماء باستمرار ايجاد وسائل لفهم احدهم الاخر، ومهما يقال فان عدم وجود لغة مشتركة تساعد على الفهم، فان العلم بطبيعة الحال كانت له لغة مشتركة سابقا- وعلى الاقل في اوروبا.
فاللغة اللاتينية كانت الرسمية للباحثين في العصور الوسطى وعصر النهضة، ولكن امبراطوريتهم لم تكن عالمية كما يدعون، وقد ابدى علماء التاريخ والعلم والدواء، معرفتهم للعلوم آنذاك لتلك المرحلة، التي كانت لها بذور في اللغات العامّية.
والامر الغريب حول اللغة اللاتينية انها كانت في مرحلة من الزمن، لغة عالمية للعلم، ومع ذلك فان المهتمين بالبحث العلمي، سرعان ما تخلوا عن ابحاثهم، واللاتينية كونها لغة للعلم، فانها لم تزل موجودة.اما الباحثون في العلم، فقد تخلوا عنها.
وفي عام 2012 فان المصطلحات العلمية حول النبات، سمحت ان يتم وصف نبتة جديدة بلغات اخرى.
وفي خلال القرن السابع عشر بدأ العلم الاوروبي التخلي تدريجيا عن لغة واحدة مشتركة وادى ذلك الى انبثاق اتفاق حول استخدام ثلاث لغات: الانكليزية،الفرنسية، والالمانية، للبحث العلمي.
ومن المؤسف ان يشير المؤلف الى اللغات الثلاث، ومتجاهلا الاعوام الذهبية في اوروبا.
ولتجاوز الاعوام الذهبية، فانه ينقلنا الى عام 1850 من اجل تغطية الانحسار البطيء للاتينية وبزوغ اللغات الثلاث.
وادرك العلماء في القرن العشرين ان العالم اجمع، لا يتحدث بتلك اللغات الثلاث وبزغ سؤال: واي لغة يستخدمها العلماء؟ والشوفينية تدخلت في الموضوع: "أي لغة نختار!"
ان الصراعات العالمية في القرن العشرين كانت لها تأثيرات على العلماء، فبعد الحرب العالمية الاولى، تلقت المانيا ضربة قوية في مجال اللغة العالمية، لم تفق منها، وبدأ العلماء الانكليز بترجمة البحوث السوفيتية الى الانكليزية، والتي غدت تقريبا اللغة العالمية في العالم للعلوم، واصبحت هناك تساؤلات حول اللغات الاخرى: الصينية والهندية والسواحلية وحتى الاسبانية وايضا تاريخ العلم!
وتذكرنا بابل، بتنظيمها للعلوم لمدة قرنين من الزمن وتذكرنا بتاريخ العلم والاكتشافات التي كانت تعتبر مصدرا للعلوم والطب والاكتشاف وهي لم تكن مجرد حكايات لرجال عظماء ونساء ايضا وتنظيمهم، ونستمع الى اصواتهم لنحس بحقيقة ذلك الماضي.
عن: الغارديان