ناشط على شبكة التواصل الاجتماعي، طرح مقترحا يدعو فيه فضائيات عراقية الى ايقاف بثها لحين الانتهاء من تنفيذ العمليات العسكرية وتحرير المدن من سيطرة تنظيم داعش ، حفاظا على الامن القومي ، والحد من نشاط شخص صاحب "فضائية ابو خابصها" بحسب وصف الناشط ، الذي دفعته غيرته الوطنية كما يقول الى التحذير من اثارة الغبار والمشاكل من قبل ابو خابصها واحباط مخططاته ، لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصالح العراقيين .
المقترح الفنطازي ، ان صح التعبير ، قوبل بردود افعال متباينة فالاوضاع الحالية في العراق افرزت انقساما ومواقف متقاطعة تجاه العديد من القضايا المحلية والاقليمية ، فدعاة نصرة الحوثيين رفضوا عاصفة الحزم ، ونظموا تظاهرات تأييد ووقفات تضامنية ، ومنهم من ابدى استعداده للتطوع لنصرة الشعب اليمني ، اما الطرف الاخر القلق جدا من اتساع النفوذ الايراني في المنطقة ، فاكتفى باصدار البيانات ، مشيدا بعاصفة الحزم ، لانها من وجهة نظره امجاد ياعرب امجاد ، واعادة احياء المشروع النهضوي المتعطل منذ عشرات السنين ، الخلاف حول القضايا الاقليمية امتداد طبيعي تجاه الكثير من القضايا المحلية ، ودور فضائية ابو خابصها يتلخص باعتماد اساليب ما بعد الحداثة بجعل المنقسمين يبحثون عن رأس الشليلة لكن بلا جدوى ، فطرح الناشط مقترحه لكي لا تتحول الساحة العراقية الى زورخانة يستعرض فيها اصحاب العضلات قوتهم لبث الرعب والخوف بنفوس الاخرين فيفرضون هيمنتهم على المشهد السياسي بدعوى اتساع قاعدتهم الشعبية وامتلاك حق تمثل الاغلبية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .
في العراق توجد عشرات الفضائيات التابعة لزعماء احزاب وتنظيمات سياسية ، فضلا عن اخرى تمتلكها شخصيات سياسية ، حصلت على حقيبة وزارية في الحكومة السابقة فوظفت المال العام لتمويل وسائل اعلامها بالرزق الحلال ، هذه الفضائيات وغيرها ينطبق عليها وصف" ابو خابصها" لتبنيها خطابا اعلاميا احادي الجانب فضيعت على جمهورها العثور على رأس الشليلة المفقود منذ سنوات نتيجة فشل النخب السياسية في ادارة البلاد ، وانشغالها بصراعات جانبية انعكست تداعياتها على الاوضاع الامنية.
لضمان نجاح تجربة الاحزاب في ادارة وسائل اعلامها وفضائياتها على وجه التحديد لابد من تبني سياسة الانفتاح على المنافسين ومنحهم فرصة التعبير عن مواقفهم تجاه القضايا الخلافية بكل وضوح ، لكن الاجواء العراقية لم تشهد مثل هذا التلقيد ، لان القوى السياسية تعتقد ان طرح الرأي الاخر قد يلحق ضررا بمصالحها ، ويغير قناعات قاعدتها الشعبية ، ثم تنحرف البوصلة لاتجاه آخر ، لاسيما ان خوض مثل هكذا مغامرة قد يكون ثمنه باهظا قد يكلف احد الزعماء السياسيين اعلان احالة نفسه الى التقاعد ، ثم ينضم الى الاخرين الباحثين عن رأس الشليلة المفقودة ، في رقعة جغرافية خضعت لارادة ابو خابصها.