بغداد/ أفراح شوقي استغربت لمنظر تلك السيارة التي وقفت بالقرب من سوق شعبي لبيع الملابس والسلع بأنواعها، وكانت السيارة التي تظهر في الصورة مغطاة بملابس الصغار من كل الأنواع وعلقت في كل زوايا السيارة. اقتربت بدافع فضولي الصحفي الذي لايفارقني وسألت عن صاحب المحل اقصد السيارة،
فأقبل نحوي رجل في الخمسين من عمره، ويدعى ابو عمار كما اخبرني بعد ان عرفته بنفسي وعن سيارته الغريبة قائلاً: كنت صاحب محل لبيع الملابس في هذا السوق(مشيراً الى بناية) لكن صاحب العمارة طلب منا إخلاء الدكاكين ليبني محلها اخرى جديدة بمواصفات عصرية، وصرت ابحث عن محل مناسب لكن مبالغ الايجارات مرتفعة جداً كذلك البسطيات التي ترينها امامك على الأرصفة فمعظم اصحابها يدفعون لصحاب المحال المقابل لهم اجوراً شهرية مرتفعة هي الاخرى، وبقيت فترة بلا عمل الى ان اهتديت الى استخدام سيارتي لعرض ملابس الاطفال، والرزق على الله. وانا اهم بتصوير السيارة لغرض نشرها في جريدتي طلب مني ان لا اظهر ارقامها خشية افتضاح امره لدى موظفي امانة بغداد وتعمل على ترحيله وهو لايملك مكاناً غيره. واضاف كمن يطمئنني: انه مازال يبحث عن مكان امن للعمل يكون ربحه اكثر ولايخشى فيه مضايقات البلدية!، وعن اقبال الناس على بضاعته قال: انها متوسطة وحسب الموسم والسوق الان راكد بسبب انتهاء موسم الشراء، وهو يتمنى ان يملك (كشكا)ً صغيرا يحفظ له مصدر رزق آمن له ولعائلته.
حرموه من محله فجعل من سيارته سوقاً
نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 05:42 م