جملة مقتضبة حملت نبأ رحيل شاعر. ما سعى لشهرة زائفة، ولا توسل لنيل منصب،ولا طأطأ ليستدر عطفا، ولا راوغ ليدعى لمهرحان،، ولا انتمى لكتلة ليرتقي، ولا ارتقى منبرا في المناسبات الثقافية، اصيلة او الجنادرية او المرابد، ليشتهر، ولا…..
تدارك نبأ النعي نفر من الأصدقاء: لا لم يمت أحمد مطر.
أعيد نشر الخبر في بعض الصحف، منزويا، عبر ركن التعازي!
مات، لم يمت، بل مات.
ما لنا ووجع قواعد النحو والصرف — إن نفي النفي تأكيد —
فسواء ، عاش الشاعر المتفرد أحمد مطر. مختنقا بغصة الفواجع التي تؤطر صورة المشهد العام، او آثر الرحيل نحو عالم أرحب، ناشدا السلوان ، عابرا حدود الضغائن والأحقاد والمساومات على دينار أكثر ولقمة أكبر، فلسوف تظل لافتاته (دواوينه الخمس) دليلا على العسف والظلم والفساد الذي يرزح تحت أحماله الغالبية من الفقراء والمغمسة ارغفتهم بالعوز والهوان وضبابية المستقبل.
قصائده الطافحة بالإشارة لمكامن الخلل. النابضة بالألم الممض: دمعة مكابرة، وآهة مكتومة ، معلنة، ووجع حد الاستغاثة، ولكن: البحر صاخب والشاطئ بعيد.
سألتني جارتي ونحن نتشارك في قراءة النعي: اهو عراقي من اصول كويتية ؟ لا ادري. اتراه كويتي المولد عراقي النشأة؟ ايكون سوريا من أصل لبناني؟ اهو مسلم كما يدل عليه اسمه الأول؟شيعي ام سني المذهب؟ هل هو صابئي كما يوحي لقبه او اسم ابيه؟ ام تراه نصرانيا انتحل اسمه تقية هربا من بطش يتربص به؟
ما هي جنسية الشاعر ما دام مسكونا بهموم الفقراء والبسطاء والمحبين وعشاق الحرية؟
الخلود لشاعر نأى بنفسه بعيدا عن محرقة السلطة، وتربع على عرش الكلمة الصدق. وإصالة المعنى …أتراه نعى روحه وهو يصدح:
بين بين.
واقف والموت يعدو خلفه من جهتين.
فالمدافع،، سوف ترديه إذا ظل يدافع.
والمدافع سوف ترديه إذا شاء التراجع!
واقف والموت في طرفة عين.
أين يمضي؟؟ المدى أضيق من كلمة أين!
مات مكتوف اليدين.
لافتات ومطر
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2015: 09:01 م