TOP

جريدة المدى > عام > حقلٌ من الفنّ أخضر

حقلٌ من الفنّ أخضر

نشر في: 11 إبريل, 2015: 12:01 ص

لقد أمضى الفنان خليل شوقي جلَّ عمرة فنانا مبدعا وإنسانا رعى العديد من المواهب الفنية الشابة، وكان أبا لأسرة فنية متميزة. ومارس حضوره كممثل ومخرج على خشبة المسرح لأكثر من خمسين عاما خدمة للفن العراقي. وقد ارتبط اسمه وتاريخه بأهم فرقة للمسرح العراقي هي

لقد أمضى الفنان خليل شوقي جلَّ عمرة فنانا مبدعا وإنسانا رعى العديد من المواهب الفنية الشابة، وكان أبا لأسرة فنية متميزة. ومارس حضوره كممثل ومخرج على خشبة المسرح لأكثر من خمسين عاما خدمة للفن العراقي. وقد ارتبط اسمه وتاريخه بأهم فرقة للمسرح العراقي هي "فرقة المسرح الفني الحديث" فقدم فيها أعمالا مسرحية وسينمائية ما تزال جزءا مهما من ذاكرة الفنانين والنقد. كما مثل العراق في الكثير من مهرجانات الفن المسرحي، فأصبح بجهده علما من أعلام الثقافة العراقية. وواحدا ممن يركن إليهم الرأي في التتبع والتوثيق. ويوم قرر مغادرة العراق بعيدا عن ثقافة السلطة ومسرحها، كان يعي تماما أن هجرته هي إنقاذ الفن العراقي من السقوط في دائرة السلطة وتوجهاتها الشوفينية، وعندما حل في الصحراء الهولندية الخضراء مهاجرا لم ينقطع عن مواصلة العطاء سواء برعايته المنظمات الثقافية، أو بحضوره المميز فيها. 

من يرى الفنان خليل شوقي على المسرح أو في التلفزيون، يرى الشخصية الشعبية العراقية الناقدة شخصية " أبو الجراوية" الصوت الشعبي السياسي، كما يرى شخصية العامل في مصانعه، الصوت السياسي الفاعل، ويرى شخصية الموظف البسيط، الصوت الأكثر حضورا في الذاكرة العراقية. فالفنان خليل شوقي لغة وسلوكا وثقافة وتجسيدا. فنان مشبع الجسد والثقافة بالروح الشعبي العراقي.
وبعد، فخليل شوقي ليس فنان مسرح أو سينما أو تلفزيون فقط ، فهو كما قلت حقلٌ من الزرع اخضر: أنتج أسرة فنية معروفة، وأنتج ثقافة فنية مقروءة ومشاهدة ومسموعة. وهو أيضاً كاتب قصة، وكاتب مسرح وسينارست ، ومخرج، وله بعد ذلك صوت غناء عذب، وصداقة لا تمل لجلسات الأحبة، ، يُقرؤك تاريخ المدن والأزقة والعادات والشخصيات والثقافة الشعبية، فإذا أردت أن تقرأ بغداد تقرؤها في لسان وذاكرة خليل شوقي. وإذا أردت أن تسمع عن العادات والتقليد فأساله فهو فنان ممتلئ حد الإشباع بالعراق.
وما دمنا لا نكتب هنا التاريخ، بل نستنهضه، سنظل نجد في الفنان خليل شوقي الصورة المبهجة التي تعيد إلينا ما انغمر في طمي الحروب، و دفن تحت جروف المقابر،وما غُيب في المنافي ليعود إلينا بصور عن عراقنا الذي نتهك حد الموت، والذي عُذب حد السادية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram