TOP

جريدة المدى > عام > ما زال الكثير منهم يعيش المحنة..مأساة النازحين على طاولة معرض أربيل الدولي للكتاب

ما زال الكثير منهم يعيش المحنة..مأساة النازحين على طاولة معرض أربيل الدولي للكتاب

نشر في: 10 إبريل, 2015: 09:01 م

البنت التي على مقربة مني وهي توزع منشورات ضد الإرهاب وداعش، كانت تحكي عن بيتهم بالموصل ودراستها في المعهد وصديقاتها اللواتي كن يعملن معها في أروقة المعرض. وداد جاءت في أحد صباحات المعرض وهي باسمة وفرحة تطوف في عينيها، فبعد 8 أشهر سترى اهلها الذين دفع

البنت التي على مقربة مني وهي توزع منشورات ضد الإرهاب وداعش، كانت تحكي عن بيتهم بالموصل ودراستها في المعهد وصديقاتها اللواتي كن يعملن معها في أروقة المعرض. وداد جاءت في أحد صباحات المعرض وهي باسمة وفرحة تطوف في عينيها، فبعد 8 أشهر سترى اهلها الذين دفعوا مبلغا ماليا من اجل الوصول الى بغداد واربيل فيها للقاء بقية افراد العائلة. آمال زميلتها تقص شريط موجع عن رحلة الهروب من الانبار وما صادفهم من مشاكل السكن وتفاصيل صغيرة لكن وقعها كبير، هي في محنة وطن اخرى محنة ربما تكون الأقصى والأكثر وجعاً في تاريخ العراق الطاعن بالهجرة.

ضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب عقدت جلسة حوارية بعنوان (النازحون العراقيون أهلنا وناسا) تحدث فيها كل من الأب سمير عطا الله من أبريشية الموصل للسريان الكاثوليك، والناشط المدني هوكر جتو، رئيس منظمة النجدة الشعبية في العراق، أدار الجلسة وقدم لها د. فارس كمال نظمي بالقول: هنالك تسميات عـدة لكل من ترك داره ومدينته قصرا منها نازحون مهجَّرون هاربون من الموت لكن النتيجة واحدة هي نماذج للرثاثة وصور تفتقر الى ابسط مقومات الحياة فلدينا فئة تعيش خارج النظام الاجتماعي فهي لا تمتلك ابسط مقومات العيش الكريم، مشيراً الى ان اعداد النازحين وصلت الى 3 ملايين نازح حسب تصريحات رئيس لجنة مساعدة النازحين في مجلس الوزراء الاتحادي صالح المطلك، وان جميع الاموال التي اُنفقت لمساعدتهم باستثناء منحة المليون دينار المخصصة لكل عائلة, وصلت الى 60 مليار دينار ، فإذا ما قسمنا اعداد النازحين على المبلغ فستكون حصة الفرد ألفي دينار في الشهر اي بمعدل 70 ديناراً لكل يوم تشمل على الخدمات الطبية والسلع الاستهلاكية والأمور الخدمية.

ناسنا وأهلنا
في مستهل الجلسة عُرض فلم قصير من انتاج مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون تضمن صور"حملة ناسنا" التي اطلقتها المدى لمساعدة النازحين نقلا لفلم جانبا من معاناة النازحين اضافة الى التعريف بهذه الحملة التي تهدف الى الوقوف على احتياجات النازحين وتوفير المساعدة اللازمة لهم.

نزوح جمعي
الحواضن والتهميش وفترات النزوح والتهجير الأولى التي حدثت ما بعد 2003 تحدث عنها رئيس منظمة النجدة الشعبية في العراق هوكر جتو متسائلا عن ظاهرة النزوح والتنشئة الاجتماعية لها، هل هي حاضنة للاختلاف، وهل ان المشروع الفكري تعددي أم أحادي فيما قسم فترات النزوح الى ثلاث فترات هي فترة النزوح بعد 2003 الى 2007 الذي شمل نزوح الكفاءات العلمية والأكاديمية داخل وخارج العراق ليصل عددهم الى مليون نازح، مشيراً الى التهجير الطائفي المتبادل، مضيفا:ان الفترة الثانية للنزوح والتهجير تزامنت مع ظهور ساحات التظاهر وما رافقها من ازمات سياسية وأمنية، لتأتي مرحلة داعش التي تسببت بنزوح اكثر من نصف مليون مواطن من مدن الانبار باتجاه محافظات اقليم كردستان.
وفي ما يخص الفترة الثالثة للنزوح وهي الأكبر التي تقف عقبة في وجه الحكومة هي فترة دخول داعش في حزيران الماضي ذكر جتو : ان هذه الموجة من النزوح التي تعـد الأكبر في تاريخ البلد يمكن ان يُطلق عليها عملية نزوح جمعي فاقت جميع عمليات النزوح الجمعي التي حصلت في دول مختلفة منها راوندا إذ وصل عدد النازحين الى 3 ملايين نازح وهو ما سبب أزمات كبيرة في مجالات عــدة ومنها الجانب الخدمي في المدن التي احتضنت النازحين ومنها محافظات الاقليم. عازياً: الاسباب التي تقف عقبة اما تقديم الخدمات للنازحين هي عدم وجود رؤية حقيقية للتعامل مع هذا الملف اضافة الى كثافة انتشار النازحين في منطقة واحدة وكذلك عمليات الفساد التي رافقت عمل اللجان المشكلة لمساعدتهم من قبل الحكومة وبعض منظمات المجمتع المدني.

شقلاوجة !
وعن مصير النازحين اوضح جتو: ان النازحين ينقسمون على ثلاثة اصناف صنف منهم سيعود الى مدنهم الاصلية وهم بكل تأكيد سيواجهون مشاكل عدة منها ما يتعلق بعمليات تصفية الحسابات الخاصة اضافة الى مشكلة الخدمات التي ستوفر لهم، والصنف الآخر سيبقون في مدن النزوح مثل شيعة تلعفر لعدم ثقتهم بالضمانات التي ستقدم لهم، اما الصنف الأخير فهم سيهاجرون الى خارج البلاد من دون ان يفكروا بالعودة مجدداً.
كما أشار رئيس منظمة النجدة الشعبية في العراق هوكر جتو إلى ان كثافة النازحين من مدن الانبار وخاصة الفلوجة ولـَّد لنا مصطلحاً جديداً "شقلاوجة" مبينا: ان نسبة اهل الفلوجة في منطقة شقلاوة اكثر من اهلها الأصليين وربما سيرفض البعض منهم العودة بعد استقرار الاوضاع وهذه مشكلة اخرى.

تهجير الطوائف
في ما يخص عمليات النزوح الجمعي للطائفة المسيحية في العراق تحدث الأب سمير عطا الله من أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك: ان التهجير الحالي وقع على جميع فئات وطوائف وقوميات البلد ولم يستثنِ واحداً منهم، وهو أمر برغم قساوته يدل على ان الظلم والقتل من مشتركات العراق. مبينا: ان الطائفة المسيحية مرت بمراحل نزوح جمعي تناقص عددها في العراق بشكل كبير، فبعد ان كان تعداد المسيحيين في العراق مليوناً ونصف وصل الى 600 الف نسمة بعد عام 2003 ليصل بعد حادثة كنيسة سيدتي النجاة الى 250 الف نسمة بعدها تقلص العدد الى 140 الف بعد احتلال داعش للمناطق المسيحية وطريقة تعاملهم البشعة مع هذا المكون الذي هو جزء أساسي من مكونات العراق.
وذكر الأب عطا الله :ان عمليات النزوح الاخيرة ادت الى احداث تغيير ديمغرافي في عدد من المدن التي لجأ اليها النازحون ، مشيرا الى ان مدينة عين كاوه قد ازداد عدد سكانها من 22 الف نسمة ليصل الى 86 الف وهذا الأمر تسبب كثيرا في التأثير بشكل سلبي على الواقع الخدمي لتلك المدينة. وعن دور الكنيسة في مساعدة النازحين قال عطا الله : ان هدف الكنيسة الاساس هو روحي بحت لكن ما حصل مؤخرا ادى الى ان تقف الكنيسة موقف المنظمات التي تسهم في معالجة المشاكل الانسانية ومنها مشكلة النزوح التي عجزت الكنيسة عن حلها او المساهمة بتقديم ما يسهم بذلك بالرغم من كل ما تقدمه من دعم ومساعدات للعوائل النازحة. وعن اماكن تواجد العوائل المسيحية النازحة خارج العراق ذكر الاب سميرعطا الله: هنالك 1400 عائلة في لبنان و 1200 عائلة في الاردن اضافة الى وجود 400 عائلة في تركيا وهجرة 150 عائلة الى فرنسا بطرق شرعية.

المداخلات والأسئلة
متداخل / ماذا عملت الدولة والمنظمات التي تعنى بهذا الشأن من اجل تجميل صورة النازح بعين أهالي المدن التي تحتضنهم؟
س/ ما دور المؤسسات الثقافية وخصوصا وزارة الثقافة في إبعاد الاطفال عن الفكر الإرهابي ؟
س / ما سبب غياب التشكيلات المسيحية المسلحة عن فصائل الحشد الشعبي التي تشكلت مؤخرا ؟
س / كيف يمكننا القضاء على الفساد المستشري في اللجان المشكـَّلة لمساعدة النازحين ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram