TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرجل المناسب وإعادة الهيكلة

الرجل المناسب وإعادة الهيكلة

نشر في: 23 أكتوبر, 2012: 05:37 م

تزمع الحكومة في مقتبل العام القادم إعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة  ، وهذا التوجه له مسوغات كثيرة وجاهزة وناضجة  لاسيما بعد أن وصلت المراوحة حداً لا يطاق سواء في شركات الصناعة أو التجارة بحيث وصلت مثلاً في الصناعة أن خلقت لها أعمالاً لبعض هذه الشركات لكي تدبر أمورها لتصبح ممولة ذاتياً في حين هي ليست إلا عملية شكلية لها من إفرازاتها الجانبية الكثير  ،  تشبه عملية استحداث مناصب لإرضاء جهات مؤتلفة وحيث ثبت بعد ذلك بطلان العملية  .  وهذا ما حصل فعلاً في إشكالية تجارة السيارات من قبل الصناعة  .  فعندما يكون لدينا  (  000   600 ألف )  موظف حسب إحصائيات  ( 2010 )  مدعومين من الميزانية الاتحادية  ‘  فهذا ولا شك تعبير عن فشل وتراجع عميق ،ولذلك تستعين الدولة بالخبرات الأجنبية من خلال شركات متخصصة في عمليات الهيكلة كما حصل في الهيكلة الخاصة بالمصارف بمساعدة البنك الدولي  .

ولهذا يجب أن تمضي عمليات الهيكلة في القطاع الصناعي أو التجاري والمالي متواكبة  . 

ولكي لا ننسى  أننا عندما نستورد النظريات والمنهجيات الجاهزة تكون قد اقتربت من التقادم في بلاد المنشأ ونطبقها حرفياً بدون أن نعمل الفكر في استيعاب أسسها الفلسفية  . وبما أنها أي الشركات الغربية المختصة بالهيكلة هي قائدة العملية فإنها تستخدم كادراً عراقياً مهماً يكون ليس قريناً لهم وإلا لاداعي لاستخدام الشركات المذكورة ،فإن هذه العلاقة تكون الشركات هي المهيمنة في وضع الأولويات بغض النظر عن الواقع والخلفيات والتوجهات العامة  .

ولذلك من المتوقع جداً أن تكون هناك إشكاليات أو فرض نموذج معين مجرب أو غير مجرب في بلدان مماثلة في أحسن الأحوال أو النموذج الجاهز للتصدير من الغرب لضمان ارتباط اقتصادات دول الشرق الأوسط خصوصاً القريبة اقتصادياً وجغرافياً على الأقل للاتحاد الأوروبي الذي يعاني الآن   اختناقات وأزمات اقتصادية ومالية  . 

وفي هذه الحالة، هل تراهن الحكومة على الكادر العراقي المواكب للعملية ،وهل الكادر العراقي لديه فلسفة أو خطة أو هدف يعنى لتكييفه مع بيوت الخبرة هذه   ؟  في الوقت الذي نشكو  ثقافة الولاء وليس ثقافة الأداء وهجرة الأدمغة المزمنة وهيمنة الكادر المستجد كبديل عن كادر مازال يتهدده الاجتثات  وليس لدينا غيره إلا بعض الكوادر المستقلة التي أيضاً لم تجد المكان المناسب لها ،ولأن قانون التوازن وصل إلى المستويات الدنيا في الوظيفة العامة  .

ولا ننسى أيضاً أن الكادر العراقي المتمرس في الإدارة التقليدية والفنية هو كادر معظم خدمته في ظل الشمولية أو على الأقل رأس مال الدولة يحتاج إلى عملية غسل كاملة  ،  ولكن وفق أي منهج أو فلسفة في الإدارة أو الاقتصاد  ؟  ونحن لانزال نعمل باتجاه مراجعة الدستور ونحاول إعادة كتابة قوانين النظام السابق بما يتلاءم  مع القوانين الفاعلة الآن  .  بعد كل هذا تبزغ إمكانية لفجر جديد فكرياً يستند إليه الرجل المناسب ليحتل مكانه في معمعة مازالت محتدمة بحيث يعجز أي أمر إداري من ليّ عنقها وتكييفها لدرجة نجاح المشروع  ( إعادة الهيكلة ) ، حيث يكون العراقي المنزوع من الطائفية السياسية والعنصرية هو القائد لعمليات التحول من القطاع العام إلى الخصخصة أو القطاع المختلط أو التعاوني أو المشاركة المتفاعلة بين القطاعات الأربعة  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram