TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > منـتـظري .. بـداية الاصلاح النهائي

منـتـظري .. بـداية الاصلاح النهائي

نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 06:16 م

rnمحمد مزيدrnrnوضعت وفاة الاصلاحي اية الله منتظري امس الاول، والتظاهرات التي تبعتها ، اثناء تشييعه الى مثواه الاخير، وضعت الحكمة الايرانية في الميزان ، فهذا الرجل، لم يكن، طوال فترة اقامته الجبرية التي فرضتها النخبة الحاكمة حوله ، ساكنا ، او ساكتا عن قول الحق، سواء اكان الحق في الشأن الوضعي اوالغيبي، الذي هو، باعتراف اعدائه ، ضالع فيه ، كما هو ضالع في القانون الوضعي.
 في ظننا ان النخبة الحاكمة ، قد تنفست الصعداء اخيرا، بمغادرة واحد من رعيل الثورة الايرانية التي زلزلت الارض تحت اقدام الشاه ومن المقربين الى الخميني ، بل كاد ان يكون خليفته لولا لذاعة لسانه ، وشدة انتقاده في مسارات الحكم والادارة التي يقوم بها المحيطون المقربون من اية الله علي خامنئي . واذا كانت الانتخابات الايرانية الاخيرة قد كشفت عن الوجه الاخر المخفي من الطريقة التي يتم فيها الاداء الحكومي ، من خلال نصرة احمدي نجاد ، وهو المحافظ المتشدد الذي " يحبه " الفقيه حبا جما ، وبالتالي اعادة انتاجه للرئاسة ثانية ، فأن الجانب الاخر غير المخفي من الردود المعاكسة لانتاج الرئيس قد كشفت عن نوع الشعور الذي يكمن في صدور قطاعات واسعة من الشعب الايراني ازاء نظام الحكم . ان تلك الردود المعاكسة ، من خلال التظاهرات الحاشدة التي خرجت ، بشكل عفوي ، وبدون تخطيط ، الى الشوارع ، لتعبر عن رأيها من تنصيب نجاد ثانية ، كانت كافية لترسم نوع الشعور العام الذي يعتمل في نفوس الشعوب الايرانية ، لتقول في الشأن الحكومي قولها الذي لايحمل تأويلات كثيرة . لقد كان صوت منتظري واحدا من تلك الاصوات التي ناشدت ولاية الفقيه ان تتخلى عن دعمها للقوة المحافظة التي ما عاد الشعب يتحمل ضغوطها المستمرة ، وان يفتح حيزا واسعا للاصلاح من اجل ان تنهض الحكمة الايرانية من رقادها التي وضعت فيه ، غير ان هذا الصوت الذي يقول عنه المراقبون كان الاقرب الى حقيقة الشارع وتطلعات الناس ، وخصوصا الشبان وطلاب الجامعة قد اخرس وهدد ، وجرجر العشرات من المتظاهرين الى المحاكم المدنية بجريرة او تهمة المشاركة بالوقوف الى جانب " الاستكبار العالمي " . ان حكاية ندا اغا سلطان لم يطوها النسيان بعد ، فهي ماثلة في الذاكرة الانسانية لتقول بصوت بليغ اي مأساة عميقة يمر بها الاصلاحيون في هذا البلد ، الذي امعن فيه المحافظون ، حسب تقارير صحفية اجنبية ، تكميما للافواه. وهؤلاء المحافظون لايقبلون اي صوت ينادي بعودة الحياة الى مجراها الطبيعي ، فيسمح مثلا للتعبير ان يأخذ فضاءه في الحرية وفي عدم التدخل الحكومي . لقد قتلت ندا نتيجة وجودها في المكان الخطأ الذي كانت فيه التظاهرات الحاشدة مشتعلة ضد نجاد ، وقال وقتها الرأي العام العالمي قوله في مقتلها . الاصلاحيون ، حسب ظننا ، لن يهدأوا في مطالبتهم بحقوقهم ، التي ابسطها ، كما نعرف هو السماح لحرية التعبير ان تتدفق لكي تتواصل ايران مع المنظومة العالمية في الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram