TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنبار الخنادق والفنادق

أنبار الخنادق والفنادق

نشر في: 11 إبريل, 2015: 09:01 م

مع انطلاق تنفيذ عملية عسكرية يوم الاربعاء الماضي لتحرير محافظة الانبار من سيطرة تنظيم داعش، اطلت شخصيات عشائرية ونخب سياسية ومسؤولون محليون عبر شاشات الفضائيات العربية والمحلية لابداء الآراء حول امكانية القضاء على الارهاب ، وترتيب الاوضاع في المرحلة المقبلة لضمان تأمين الاوضاع الامنية والسياسية والتوجه نحو بناء المدن المدمرة.
آراء الانباريين عكست حجم خلافاتهم والصراع الدائر بين ثوار الفنادق والخنادق ، فمعظم الشخصيات تركت المحافظة وتوجهت الى اربيل او العاصمة عمان ، والقسم الآخر من المسؤولين المحليين فضلوا الاقامة في العاصمة بغداد ، لخوض مفاوضات مع الحكومة الاتحادية للتوصل الى اتفاق نهائي على تسليح العشائر تمهيدا للمشاركة في العملية العسكرية ، اما ساسة الانبار الآخرون امثال رافع العيساوي وغيره فلم يصدر عنهم اي تصريح لبيان موقفهم ، ولاسيما انهم شاركوا في العملية السياسية وشغلوا مناصب في الحكومات المتعاقبة بوصفهم يمثلون جمهورهم ، ويحرصون على تحقيق مطالبهم ، بعد ان وصلت العلاقة بين بغداد و الانبار الى طريق مسدود.
رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت اعلن عقد مؤتمر "اتحاد الانبار" في العشرين من الشهر الجاري في بغداد ، للخروج بتوصيات وقرارات تعتمد كخريطة طريق لتسوية الخلافات والاتفاق على بذل الجهود لتجاوز اخطاء المرحلة السابقة وبلورة موقف موحد لمواجهة الارهاب، المؤتمر كان من المفترض ان يعقد في شهر آذار الماضي ، وشكلت له لجنة تحضيرية ، تولت على عاتقها توجيه الدعوات لاكثر من شخصية سياسية وعشائرية بعضهم صدرت بحقهم مذكرات قبض قضائية فاستقروا في اربيل وعواصم عربية ، المؤتمر المنتظر في حال انعقاده بتوفير الدعم من الحكومة الاتحادية ومجلس النواب سيضع حدا للصراع الدائر بين ثوار الخنادق والفنادق ، وسيوفر فرصة للجميع لاثبات مواقفهم الوطنية او في اقل تقدير الاخلاص لمدينتهم وحتى عشائرهم للوقوف على قاعدة مشتركة تكون نقطة انطلاق جدية لمحاربة الارهاب ، وانقاذ الانبار من مصير تعس رافقها منذ الغزو الاميركي للعراق ، وحتى خضوعها لسيطرة الجماعات المتطرفة .
عقدة الانبار شائكة ، تحتاج الى رجال حكماء ، سواء من ثوار الخنادق او الفنادق لتشخيص المشكلة وهي معروفة للجميع ثم التوجه نحو خطوات اخرى في مقدمتها تسوية الخلافات العشائرية واطفاء نيران الثارات نتيجة انضمام الكثيرين الى تنظيم داعش ، وتورطهم بارتكاب جرائم بحق ابناء عشائر اخرى ، فهل يستطيع المشاركون في مؤتمر " اتحاد الانبار" اقناع الآخرين بضرورة تفعيل الاجراءات القضائية لنزع فتيل مشكلة مستعصية ، ويلزم العشائر الانبارية بان اللجوء الى القضاء هو واحد من سبل تحقيق مصالحة مجتمعية مدعومة باجراءات حكومية وتأييد اطراف سياسية.
اطلالة قادة النخب السياسية في الانبار ومسؤوليها المحليين والشخصيات العشائرية عبر شاشات الفضائيات، ستستمر وبنجاح ساحق خلال الايام المقبلة ، مع تمنيات العراقيين بان يبتعد المتحدثون عن ثوار الفنادق والخنادق ، ويتفقوا على موعد محدد لتناول الكباب في احد مطاعم الفلوجة على حساب رافع العيساوي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram