اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > رغم الثروة والجاه ... تركهم يعيشون على بساط الفقر!

رغم الثروة والجاه ... تركهم يعيشون على بساط الفقر!

نشر في: 12 إبريل, 2015: 09:01 م

بغداد/ المدى
كان الرجل صاحب محل لتصليح السيارات في شارع الشيخ عمر وكان له معارف كثيرون وزبائن يأتون اليه خصيصا لتصليح سياراتهم حتى تكونت لديه اموال وثروة لا يعرف احد عنها شيئا لانه ظل على ملابسة الوسخة الملطخة بالدهون ولحيته الكثة بدون زيادة او نقصا

بغداد/ المدى

كان الرجل صاحب محل لتصليح السيارات في شارع الشيخ عمر وكان له معارف كثيرون وزبائن يأتون اليه خصيصا لتصليح سياراتهم حتى تكونت لديه اموال وثروة لا يعرف احد عنها شيئا لانه ظل على ملابسة الوسخة الملطخة بالدهون ولحيته الكثة بدون زيادة او نقصان ... وفي سرية تامة فتح الرجل الذكي محلا اخر في منطقة الكرخ بعيدا عن عيون جيرانه ومعارفه ، والاهم بعيدا عن عيون ابنائه ، حتى لا يتطلعون الى حياة مرفهة ! ولكن السر انكشف اخيرا وبالصدفة : كان الرجل الحريص قد وقع في شباك حيال محترف اقنعه بان يطور نفسه ويشاركه في شركة كبيرة لاستيراد المواد الاحتياطية من الصين ! قال الرجل في نفسه ( هذه هي المشاريع التي تسوي واهس ) وعلى الفور سحب من البنك اكثر من (50) مليون دينار دفعة واحدة واعطاها الى الحيال المحترف . مرت الايام واكتشف (ر) انه وقع في شباك حيال وحقرباز اصلي ، زادت همومه اكثر لانه لا يستطيع ان يخبر اولاده بالقضية التي اقامها ضد شريكه النصاب ، لكن اوراق القضية وقعت بالصدفة في ايديهم وكشفت القضية !

البداية درامية : في ذلك المساء عاد (ر) الى البيت متجهما حزينا، القى بجسده المكدود على اقرب كرسي متجاهلا وجود زوجته واولاده وكأنهم اشباح لا يراهم ، لم تكن هذه الحالة بالتي تقلق افراد الاسرة الذين اعتادوا ان يقابلهم ابوهم بهذا الوجه ( الجينكو) العبوس كلما قدموا طلبا لشراء حاجيات جديدة ، حتى وان كانت ضرورية وفي حدود المعقول ، ساعتها يتصنع العصبية والنرفزة ويتأفف حتى يغلق باب الطلبات نهائيا ! قالت له زوجته تمازحه ( شكو اليوم ... اشو ضايج ... اكو شيء ! ) قال بصوت مبحوح : لو تدرين أني اركض واتعب يوميا من اجلكم، وفي النهاية لاأحد منكم يقول لي الله يساعدك ! ) ظل الرجل على حالة مكتئبا لعدة ايام ، ما اثار ريبة وخلق زوجته ، قالت له : احك لي ... اشبيك صارلك اسبوع على هذه الحالة ! رد باقتضاب ... لا ماكو شي ... العمال في المحل مسوين مشاكل مع الجيران ) .
كان الحاج (ر) رجل عصامي .. .نشأ في اسرة بغدادية فقيرة جدا ... فلم يلحقه والده بالمدرسة وارسله يعمل وهو صغير في ورشة لصديقه في تصليح السيارات في شارع البياع ليتعلم منها صنعة وينفق منها على نفسه ويساعد اسرته ! حاز الطفل الصغير على رضا الاسطة محمد فقد كان نشطا وذكيا ويتحرك بسرعة ولا يكل ولا يمل حتى يعرف كل شيء وكأنه يسابق الزمن ، وبالفعل اكتسب خبرة كبيرة وعرف المهنة مبكرا . وكانت جينات الحرص والبخل تجري في دمه فقد كان مثل ( الملقاط) في سحب الدنانير من جيب الزبون واذا دخلت جيبه فانها لا تخرج ابدا ! كان الحاج (ر) صاحب هدف واضح إ قال لنفسه : لماذا لا اصبح اسطه وامتلك محلا لنفسي ، الصنعه حلوة ما تحتاج الا الى محل صغير بالايجار وعدد متنوعة والاهم ان اصحاب السيارات يعرفونه ويطلبونه بالاسم . لم يمض وقت طويل حتى تحقق الحلم ، وبعد سنوات تزوج وانجب الاولاد والبنات لكنه ظل على حالة التقشف التي اخذ نفسه بها منذ ان ولدته امه وشاف الدنيا ! ... في صمت وتكتم شديد طور (ر) نفسه ... ترك محله القديم على حاله وافتتح ورشا اخرى للسمكرة والصباغة في مناطق شارع الكرادة والبياع ومناطق بعيدة اخرى لا يعرف احد عنها شيئا ! تحسنت احوال الرجل المالية بصورة كبيرة لكنه ظل يردد لكل من حوله ان ( الشغل واكف ) ... ويتصرف وكأنه في حاجة الى الصدقة والمعونة والمساعدة ويقول لاولاده ردا على تذمرهم من ضيق الحال : ( احمدوا الله تاكلون وتشربون ، شتريدون بعد ! ) استسلم الاولاد للامر الواقع فليس في الامكان افضل مما اكان . وبذلك انطلق الحاج (ر) ليشرف على املاكه ويكدس الاموال في حسابه في البنك ولا احد يعرف ذلك . ذات يوم وقفت امام ورشة تصليح السيارات الحديثة التي فتحها في شارع الصناعة سيارة فخمة وهبط منها رجل انيق وطلب صاحب السيارة الكشف على المحرك . اثناء الانتظار دار بينهما حديث عرف منه الحاج (ر) ان الزبون صاحب شركة للاستيراد والتصدير وصاحب معامل لشيش التسليح . لمعت في عقل (ر) فكرة لماذا لا يستثمر امواله في مجال اخر ارباحه بالدولارات وبدون تعب او مجهود ، فتح باب الحديث مع الزبون الذي رحب جدا به ... قال : انا فعلا عندي مشروع جديد وكبير واريد شريكا يدخل معي ، هل عندك المال اللازم لتدخل شريكا معي ... قال له : طبعا . انا معي شركاء أيضاً ... فالرجل حتى اخر لحظة ما زال يتبع سياسة اخفاء املاكه . بعد ايام كان الحاج (ر) في المكتب الفخم لرجل الاعمال الكبير ، اتفقا على التفاصيل ودفع له (50) مليون دينار حصته من الشركة واخذ عنها صكوكا لضمان حقه . مرت ايام واشهر ولا اثر للشركة المزعومة ، حاول لقاء شريكه فتهرب منه عندما منعه ( البودي كارد ) الذي استأجرهم ليحرسونه من الدخول الى مكتبه ، قالوا له : الاستاذ عنده شغل ، ميكدر يقابلك . كاد قلب (ر) ان يتوقف من الغيظ والغضب زادت من نقمته انه يواجه الازمة بمفردة ولا يستطيع ان يقول كلمه . ( شسويت بنفسي ) فكيف سيخبر باولاده انه كان يمتلك الملايين بينما يعيشون في ضنك وتحت خط الفقر ؟ اسرع (ر) الى احد المحامين ليرفع دعوى ضد النصاب وبدأت المحاكم والمرافعات بصورة سرية لا تعرف حتى زوجته بذلك ! كان الحاج (ر) يحتفظ باوراقه الخاصة في صندوق مغلق داخل الكنتور ويحظر على أي شخص الاقتراب منه ... لكن الهموم التي سقطت على رأسه كالصاعقة جعلت عقله ( يدور ) فنسي صورة الدعوى التي اقامها في المحكمة في جيب سترته . اكتشفتها زوجته وقدمتها لابنها الاكبر ليعرف هل هي مهمة ام لا ؟ فهي لا تجيد القراءة والكتابة فانكشف المستور! قامت الدنيا وتحول البيت الى ساحة للجدل والنقاش والعصبية والصياح الذي لا ينتهي ... قالوا له : ليش ... مسوي بينه ... عندك الملايين وتركتنا نعيش على بساط الفقر ... وفي النهاية جاء الحيال وباكهن منك ... متخاف الله .. حيل بيك خلي النصاب يستمتع بالفلوس صحيح يقول المثل
( ناس تنام على جرباية ... وناس تتلكه البلاية ).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram