أنحى وزير الثقافة فرياد رواندزي باللائمة على الموقف السلبي للتيارات السياسية، الإسلامية خصوصاً، حيال الثقافة وعلى الفساد المالي والاداري في وزارته خلال المرحلة المقبلة في عرقلة قيام النهضة الثقافية المطلوبة في البلاد، وانتقد عزلة المثقفين العرب والكر
أنحى وزير الثقافة فرياد رواندزي باللائمة على الموقف السلبي للتيارات السياسية، الإسلامية خصوصاً، حيال الثقافة وعلى الفساد المالي والاداري في وزارته خلال المرحلة المقبلة في عرقلة قيام النهضة الثقافية المطلوبة في البلاد، وانتقد عزلة المثقفين العرب والكرد عن بعضهم في العقود الأخيرة بخلاف ما كان قائما في الماضي.
وكان الوزير رواندزي يتحدث في ندوة نظمها له معهد التقدم للسياسات الإنمائية يوم السبت بعنوان " الثقافة وخيارات المستقبل " .
في بداية حديثه قال الوزير رواندزي " عندما أصبحت الموظف الأول في وزارة الثقافة لم أكن أعلم انها فقيرة ومتخلفة الى هذه الدرجة، وعندما مرّ شهر على عملي فيها وجدت أن هنالك مشاكل كثيرة، أهمها ان قوى الاسلام السياسي المتنفذة في الحكومة والدولة ليست لها رؤية أو ستراتيجية ثقافية"، وانها لا تبالي بالتالي بقضية الثقافة وتطورها.
وأضاف "هناك أربعة تيارات متواجدة الآن في الساحة العراقية، لكل واحد منها رؤى وأفكار يبحث عن تطبيقها: التيار الإرهابي، والتيار المتطرف، وتيار الإسلام السياسي، والتيار المدني أو الليبرالي أو العلماني. التيار الأول لا يؤمن بشيء اسمه ثقافة، والبديل عنده جاهز دائما وهو القتل لكل مَن يُخالف ذلك وهو تيار تدميري بكل معنى كلمة التدمير ، إذا كان إرثاً تاريخياً او اجتماعيا. والتيار الثاني المتطرف هو الآخر لا يؤمن بثقافة الآخر، وربما يعمل في منطقة قريبة من التيار الأول وتفرعاته.
أما التيار الثالث فيبحث عن المنع والتحريم، وهذا ما نراه في تراجع الفــن في العراق على مستوى الغناء والرقص والموسيقى فكل شيء قابل للمنع.هذا التيارلا يريد التعاطي مع الثقافة والمثقفين كما يريد صناع الثقافة بل كما يريد هو ويرى". ورأى ايضا ان التيار المدني او اللييرالي او العلماني "خائف ومتردد ومنسحب على نفسه"، مشيرا الى ان هذا التييار هو المعول عليه في انتاج الثقافة وفي إحداث تنمية ثقافية لكن موقفه السلبي المشار إليه يضعف من فاعليته.
وأكد رواندزي أن " الإرهاب فكر يجب مواجهته بفكر آخر مغاير بالمفهوم والتطبيق، فالإرهاب اليوم ثقافة أخذت تنتشر وتتمدد في شتى الاتجاهات بتعدد أشكال وأنواع الإرهاب بتياراته المتعددة والمختلفة.
ولام الوزير التيار الاسلامي على موقفه السلبي تجاه الثقافة وعدم وجود برنامج ثقافي لديه، مقارناً هذا الموقف بالتجارب الاسلامية القائمة في عدد من الدول ذات الانظمة الاسلامية كايران وتركيا واندونيسيا وماليزيا. وقال "لنأخذ إيران على سبيل المثال نجدها دولة إسلامية على المذهب الجعفري، ولكن لها فلسفة واضحة المعالم في حقل الثقافة، والسينما لديها متطورة جدا ، لذا نجد الثقافة الإيرانية، برغم بعض الانحسار، في تقدم كبير جداً بخلاف ما هو حاصل في العراق. ولاحظ راوندوزي ان اساطين الثقافة الكردية في العراق كانت ثقافتهم عربية وعاش معظمهم في بغداد، ما اسهم في تطور الثقافة الوطنية العراقية، لكن في العقود الاخيرة حدثت عزلة وانقطاع بين مثقفي القوميتين الرئيستين في البلاد، وشدد على ضرورة اعادة الترابط بين الثقافتين الكردية والعربية وأكد وجود الامكانيات لذلك.
وتحدث وزير الثقافة عن دور الفساد الاداري والمالي في وزارته خلال المرحلة السابقة في عرقلة قيام بنى تحتية هي من لوازم النهضة الثقافية، وضرب على ذلك مثلا مشروع دار الاوبرا الذي كلف الوزارة اكثر من 15 مليون دولار من دون عمل أي شيء لان المشروع احيل على شركة تركية لا خبرة لها ولا امكانية في عمل مشاريع من هذا النوع. وقال " منذ بدأت عملي في الوزارة شممت رائحة فساد قوية في هذا الملف لان إرساء العمل بهذا المشروع الكبير على هذه الشركة هو فساد بحد ذاته لان هذه الشركة غير متخصصة".
وقال وزير الثقافة " بكل صراحة الثقافة لا يمكن لها أن تستقيم الا بوجود أمرين هما: النتاج الثقافي والبنى التحتية، فقد اُتيحت للوزارة فرصة ذهبية من اجل النهوض بواقع البنى التحتية من خلال مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية ولم تُستغل بالشكل الجيد. هذا العام كما تعلمون هنالك تقشف في جميع الوزارات ومنها وزارتنا لكننا نأمل ان نتمكن في العام القادم من الارتقاء بواقع البنى التحتية .