عُرف الكاتب و المفكر اليساري الأورغواياني أدواردو غاليانو، الذي توفي عن 74 عاماً يوم 13 نيسان الحالي، بعمله الشهير المضاد للامبريالية، " أوردة أميركا اللاتينية المفتوحة Open Veins of Latin America, ". و هو كتاب يفصّل فيه غاليانو استغلال أميركا اللاتي
عُرف الكاتب و المفكر اليساري الأورغواياني أدواردو غاليانو، الذي توفي عن 74 عاماً يوم 13 نيسان الحالي، بعمله الشهير المضاد للامبريالية، " أوردة أميركا اللاتينية المفتوحة Open Veins of Latin America, ". و هو كتاب يفصّل فيه غاليانو استغلال أميركا اللاتينية على أيدي القوى الأجنبية، بدءاً بالاستعمار الكولونيالي الأسباني لخمسة قرون مضت و انتهاءً بالولايات المتحدة الأميركية في وقتنا الحاضر.
و قد ظل الكتاب ممنوعاً تحت حكم الدكتاتوريات العسكرية في تشيلي، و الأرجنتين، و أورغواي. و اعتُقل غاليانو نفسه و نُفي بعد الانقلاب العسكري الذي قاده خوان ماريا بوردابيري في أورغواي عام 1973.
و قد لقي كتاب " الأوردة المفتوحة " هذا اهتماماً متجدداً في عام 2009، حين قدّم الرئيس اليساري الراحل هوغو شافيز نسخة من الكتاب إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في قمة الأميركتين و حثّه على قراءته. و في غضون ساعات من الحدث، قفز الكتاب إلى الرقم 11 على قائمة كتب أمازون الأفضل مبيعاً. و حظي الكتاب بالثناء على نطاق واسع و تُرجم إلى 20 لغة عالمية في الأقل. و وصفت صحيفة الغارديان اللندنية غاليانو في عام 2009 بأنه " واحد من أكثر الكتّاب شهرةً في أميركا اللاتينية".
و قد سبق لغاليانو أن قال لبرنامج " الديمقراطية الآن " ذات يوم : " إننا نمتلك ذاكرةً مقطَّعة الأوصال. و أنا أكتب محاولاً استرداد ذاكرتنا الحقيقية، ذاكرة الجنس البشري، و هي ما أدعوه بالقوس قُزح الإنساني، الذي هو أكثر تلويناً و جمالاً من الآخر، القوس قزح الآخر. لكن القوس قزح الإنساني قد شوّهته الذكورية، و العنصرية، و الروح العسكرية، و عدد من النزعات الأخرى، التي ظلت تقتل لدينا بشكلٍ رهيب عظمتنا، عظمتنا الممكنة الحدوث، و جمالنا الممكن".
و مع أن الكتاب يبقى قراءة مطلوبة بالنسبة لكلٍ من الهواة و النقّاد الذين يبذلون ما في وسعهم لفهم التطور السياسي لأميركا اللاتينية، فإن غاليانو أصبح يتّسم في سنواته الأخيرة بنقدٍ ذاتي أكثر لهذا العمل، واصفاً إياه بأنه مثال للكتابة الشابة الوافرة من دون استفادة من إقامة أساس صلب في الاقتصاد.
و كما قال غاليانو السنة الماضية في معرض للكتاب في البرازيل وفقاً لصحيفة نيويورك تايمس، " لقد حاول ' الأوردة المفتوحة ' أن يكون كتاب اقتصاد سياسي، لكنني لم يكن لدي، مع هذا، التدريب أو التحضير الضروري. و لن أكون قادراً على قراءة هذا الكتاب مرة أخرى؛ سوف أقلب صفحة. فبالنسبة لي، تُعد كتابة اليسار التقليدي هذه ثقيلة عليّ للغاية، و لن تستطيع بنيتي تحمّلها ".
و كان غاليانو، المولود في مونتفيديو، عاصمة أورغواي، عام 1940، قد اشتغل عاملاً في مصنع، و رساماً هزلياً، و أمين صندوق في مصرف قبل ظهوره كرجل أدب و مفكر سياسي. و كان كاتباً وافر العطاء، أصدر أكثر من 30 مؤلَّفاً، و كتب الشعر و عمل في الصحافة إضافةً للتحليل السياسي. و من أعماله المشهورة " كرة القدم في الشمس و الظل "، و هي قصيدة غنائية للّعبة المفضَّلة بأميركا اللاتينية.
و لقد صرّح لصحيفة أرجنتينية ذات يوم قائلاً إنه يعتقد بإن غاية الكاتب هي مساعدة الناس على أن يروا، و هو الشخص الذي يستطيع ربما الشعور بالبهجة لفعل ذلك.
عن: The Huffington Post