ربما سأختلف مع الكثير من المتابعين عندما أقول إن الحظر المفروض على ملاعبنا ابتدأ بذريعة قد تكون قانونية من وجهة نظر الاتحاد الدولي لكنه استمر لسنوات طوال تحوّلت بها القضية الى ساحة للتربّح والمساومة والابتزاز الانتخابي الذي نسمع به مع أية دورة انتخابية على الصعيد المحلي أو الآسيوي أو الدولي لكننا في كل مرة تنتهي فيها تلك الممارسة (الديمقراطية جداً) ويحتل الفائزون كراسي السلطة يبقى الحظر على ما هو عليه إيذاناً بترحيل مسألة النظر بتلك المعضلة الى دورة اخرى لتستمر فصول المسرحية سواء اعطينا صوت العراق لهذه الشخصية او تلك !
محلياً .. مَن يطرح برنامجه الانتخابي للوصول الى اتحاد الكرة فإن اولى تصريحاته تتركز على العمل بجهد وهمة لإنهاء الحظر عن ملاعبنا المسكينة بنيات صادقة لا نشكك بها ،إلا إنه يصطدم بغياب الفعل المؤثر لتحقيق ذلك .. وقارياً تثعلب مَن يطمح بصوت العراق ليكون عوناً له في تسلق رئاسة الاتحاد الآسيوي هو الآخر اكتشف أسرار سرقة خيار الناخب العراقي من خلال اللعب على احلام وطموح إنهاء هذا الحظر...اما دوليا فإن جمهورية كرة القدم العالمية لا تحتاج الى دهاء كبير في الضرب على هذا الوتر الحساس لتسلب الموافقة والرضا لتزكيته عن طيب خاطر بمجرد ان تطلق الوعود وتثير غرائز الرغبة لمن يريد ان يعلن انه استطاع إنجاز مهمة تحرير الملاعب العراقية !
مَن يحاسب تلك الجهات الخارجية على تصديع رؤوسنا بالوعود وقرصنة صوتنا الانتخابي بأساليب رخيصة ذهبت بمعاني الكلمة وقدسية العهد ومعها سُرقت أحلام الجماهير الكروية في رؤية نهاية لتلك القيود البغيضة .. انها لعبة المخادعة والتضليل التي يخسر بها الضعيف برؤيته ووسائله وينتصر بها المتاجر بمصائب الآخرين من دون ان يكون عليه أي دليل يدينه او ينزع عنه قناع البراءة والصدق!
إن تصريح عضو اتحاد الكرة محمد جواد الصائغ لـ ( المدى ) يؤكد حقيقة ما ذهبنا اليه حين اشار الى ان المواعيد التي يحددها جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وسلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لمناقشة الحظر المفروض على ملاعبنا يقصد منها التنسيق لأغراض انتخابية من اجل الحصول على مصالح شخصية تضمن بقاءهما على كرسي الرئاسة وهو ذات الشيء الذي جعل رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم علي بن الحسين يتراجع عن زيارته للعراق للمرة الثانية حينما تأكد ان بلاتر هو الخيار الأكثر قبولاً عند الجانب العراقي ليصل الصائغ الى مسألة مهمة تفيد بأن العرب يتاجرون بصوت العراق من دون ان يقدموا الحلول البديلة كاتحاد من المفترض ان تكون رؤيتهم مشتركة وتخضع لدراسة تتيح لهم تأمين البدلائل لإنهاء هذا الملف!
ولأجل ان نكون منصفين أكثر فإن اهداف الغير وكل وسائلهم هي حق مشروع لهم ولا علاقة لنا بنواياهم بقدر تعاملنا معها وان كانت غير سليمة ، لكن أدواتنا ووسائل البحث عن كل ما يحدث ثغرة في جدار الحصار هي من مسؤوليتنا اولاً واخيراً الأمر الذي يجعل من عملية تصحيح كل اخطائنا السابقة ضرورة لابد منها وفي مقدمتها اهمال مسالك اعتماد ورقة المساومة على صوت العراق بعد ان اصبحت تؤثر نفسياً وعملياً على انتاج حلول بديلة وناجعة ربما كانت غائبة في ظل تلك الدوامة الخادعة.
نقول : الحظر سيرفع عن ملاعبنا بغض النظر عن هوية الشخوص المتنافسة على المناصب القارية او الدولية شرط ان تتوحد كل الجهات المعنية في الداخل بدءاً من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة مرورا بالوزارات الداعمة ذات الصلة والهيئات القضائية التي من واجبها رسم الخطوات السليمة لعملية تفعيل ملف رفع الحظر بردائه القانوني من دون ن نهمل دور الإعلام والجماهير الكروية التي اصبحت تمثل بالتزامها وتشجيعها الحضاري إحدى وسائل الاقناع والتفنيد لكل ذرائع اصحاب نظرية (صوتك لي بلا ثمــن) !
صوت بلا ثمــن !
[post-views]
نشر في: 14 إبريل, 2015: 09:01 م