مثلما أحتار في قراءة عقل من يرفض ضرب الدواعش من قبل طائرات التحالف الدولي، أحتار أيضا في قراءة عقل من يرفض ضربهم من قبل الحشد العشبي، معمما كان هذا الرافض أم افنديا. لو كان داعش ضعيفا او قليل عدد وعدة ولم يحتل مدننا وقرانا ويسبي نساءنا ويذبح شبابنا، لسهل علي قراءة الذي اسمعه او أراه. لا ننكر حدوث أخطاء من قبل طائرات التحالف. ونعم هناك انتهاكات من قبل بعض المندسين في صفوف الحشد الشعبي اقرت بها الحكومة وادانتها ووعدت بمحاسبة من قام بها وحذّرت من يحاول تكرارها. لكنه جحود ما بعده جحود ان نعمم هذا الانتهاكات على الحشد كله ولا نعترف له بالفضل المبين في تحرير تكريت. لو كان رفض تدخل الحشد الشعبي لإنقاذ اهل الأنبار يؤدي الى تأخير انقاذهم من الدواعش ساعتين، ولا أقول ليلتين، فتلك مسألة تحملني مرغما على الشك بنوايا من يروج له كائنا من يكون.
لست بصدد الدفاع عن قوات الحشد الشعبي. فالذي قدمه للعراق، وفي تكريت بالذات، لا ينكره الا محترف بالجحود. لكني حقا اتألم عندما أجد ابواقا إعلامية، خارجية ومحليه، تعامله كما السمك: مأكول مذموم.
أول من أمس، نسي الاعلام العربي مذابح داعش: من سبايكر الى سنجار الى آخر مجزرة في سلسلة مجازره المتواترة في البو فرّاج، وخبص الدنيا بسبب مقطع في لطمية على اليوتيوب. نبشوا في كل قوائمهم عن أسماء تعينهم على تهويل هذا المقطع دون ان يتعبوا انفسهم للبحث عن مختص واحد بالشعائر الحسينية التي قلنا في اكثر من مرة انها تحمل بعدا شعبيا وليس دينيا او مذهبيا فقط. في النهاية انها شعر ملحّن. ولو حاسبنا شعراء العرب بشهادة الشعر وفي مقدمتهم المتنبي فسوف نجده يستحق حرق قصائده وتحريمها بتهمة العنصرية ضد السود. احد مذيعي قناة عربية كاد أن يمزق قميصه من الغيظ لأنه سمع رادودا يقول: بعد شمرة عصا وندخل الفلوجة. ألم تقل القناة نفسها ذات يوم ان القوات العراقية ستدخل تكريت بعد ساعات؟ وهذا هو معنى "شمرة العصا" أيها المتباكون. ثم من هم الذين يسيطرون على الفلوجة اليوم؟ أهلها النجباء أم الدواعش؟ فمن هو المطلوب للثأر؟ هل غير داعش يا حضرات؟ أحرام على العراقي ان يثأر لضحاياه؟ وهل حرام أن يثأر الشيعي العراقي لأخيه السني والكردي للإيزيدي مثلا؟
قبل اكثر من خمسين سنة كان فاضل الرادود يقول "وبعصر الصواريخ .. خل يشهد المريخ". فهل نفسرها على انه هدد باحتلال المريخ ونهبه؟!
أكبر مصائبنا اننا صرنا سلعة للمتاجرة مِن قبل مَن لا يعرفنا. والمصيبة الأكبر اننا نمنح هذا الذي لا يعرفنا فرصة ليزيدنا فُرقة ويدّعي الحرص على وحدتنا وعروبتنا كذباً وبهتاناً.
إنها لطمية لا أكثر
[post-views]
نشر في: 14 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
محمد فريد
يا أخ العقابي مالك ومال هؤلاء التعبانين أنت رجل عاقل ماهو (الرادود)وأمثالهم بالنسبة لك وأي دور شعبي أنهما أدوات للمهازل والفتن والتدني ما يحققه الر ادود غير الضحك علة ذقون البسطاء من الناس وأنا معتقد أنك والفكر الديمقراطي الهادف لاترغب بنلك التردي يا
ام رشا
شكرا محمد فريد لأنك قلت كل الذي وددت قوله والأولى للمثقف ومدعي اللبرالية و العلمانية ان يتحرر هو نفسه من هذه الممارسات لا ان يسعى ال تبريرها والدفاع عنها بحيث يفقد ثقة الجمهور الساعي إلى بلد متطور امين تعمه المحبة والأخوة عنوانه الثقافه.