TOP

جريدة المدى > رياضة > ستويتشكوف عبقري متمرِّد وأسطورة عالمية بمزاج حـاد

ستويتشكوف عبقري متمرِّد وأسطورة عالمية بمزاج حـاد

نشر في: 23 أكتوبر, 2012: 05:45 م

عبقري بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. إنه خريستو ستويتشكوف الذي يُعد أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم البلغارية.
خفايا مسيرة هذا الساحر الذي عُرف بمزاجه المتقلب وسلوكه الذي يكاد يصل حد التطرف في بعض الأحيان، إلى درجة جعلت الناس ينقسمون على صنفين عند استحضار مشواره في ملاعب كرة القدم: فإما أن تكون من أكبر المعجبين به وإما أن تكون من أشد الساخطين عليه، بينما لا توجد فئة تقف في منزلة بين المنزلتين.
يكفي إلقاء نظرة خاطفة على سجل ستويتشكوف لكي يدرك المرء أنه بصدد الحديث عن أسطورة من أساطير الساحرة المستديرة ، فقد عُرف هذا المهاجم الدولي السابق بسرعته الفائقة وتسديداته القوية وأهدافه الساحرة، لكنه اشتهر أيضاً بطبعه المتقلب داخل الملعب وخارجه، وهو ربما ما جعل منه ذلك اللاعب صاحب الشخصية القوية، ذلك الذي كان يحمل على عاتقه فريقاً بأكمله في السراء والضراء، والذي كان يقاتل بكل ما أُوتي من قوة على كل الكرات طوال الدقائق التسعين من عمر كل مباراة.
وُلد خريستو في بلوفديد يوم 8 شباط 1966، وقد بدأت أولى عينات تألقه بالكرة تظهر منذ نعومة أظافره، وخاصة في أيام مراهقته عندما كان يبلي البلاء الحسن فوق ملاعب الدرجة الثانية في بلاده ، وسرعان ما أثار انتباه زعيم الأندية البلغارية، سيسكا صوفيا، الذي ضمه إلى صفوفه وهو لا يزال في ربيعه الثامن عشر.
وبعد عام واحد فقط على انتقاله إلى عملاق العاصمة، شوهد ستويتشكوف في شجار عنيف خلال نهائي كأس بلغاريا، ما كاد يؤدي إلى إيقافه مدى الحياة، بيد أن العقوبة تقلصت إلى شهر واحد، وبعد عودته إلى أجواء المباريات، أظهر للعالم وجهه الآخر، وجه الهداف المتألق الذي لا يُشق له غبار، حيث فاز بالحذاء الذهبي الأوروبي عام 1989 بعد تسجيله 38 هدفاً في 30 مباراة.
وفي سنة 1990، انضم إلى نادي برشلونة، حيث أصبح يحمل القميص رقم 8، ليُصبح فيما بعد واحداً من نجوم "فريق الأحلام" الذي أتى على الأخضر واليابس تحت إمرة يوهان كرويف، حيث شهدت تلك الحقبة فوز العملاق (الكاتالوني) بكأس أوروبا للأندية للمرة الأولى في تاريخه.
وظل خريستو في قلعة (الكامب نو) حتى عام 1998 (باستثناء موسم 1994-1995، الذي خاضه مع بارما الإيطالي)، كانت تلك أفضل سنوات مسيرته الرياضية، ولو أن مشواره مع كتيبة (البلاوغرانا) بدأ بعقوبة إيقاف دامت شهرين كاملين بعدما داس عمداً على أحد الحكام.
وبرغم مزاجه الحاد، إلا أنه تمكن من الفوز بكل الألقاب الممكنة خلال فترة مقامه في برشلونة، بل وإنه أصبح من أعز النجوم إلى قلوب مشجعي الفريق (الكاتالوني) بفضل انطلاقاته السريعة وتسديداته اليسارية الساحقة وقدرته الهائلة على المراوغة أثناء الركض.
بلغ خريستو أوج مسيرته في عام 1994 عندما توُّج بالكرة الذهبية التي كانت تمنحها مجلة فرانس فوتبول، كما شهدت تلك السنة تربعه على عرش الأبطال القوميين في بلاده، عندما قاد المنتخب الوطني إلى تحقيق أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم البلغارية ببلوغه نصف نهائي الولايات المتحدة الأمريكية 1994، قبل أن يسقط 1-2 على يـــد إيطاليا ثم يخسر (0-4) أمام السويد في مباراة تحديد المركز الثالث ، وبرغم أن نهاية تلك المغامرة لم تتم بالشكل الذي تمناه ستويتشكوف، إلا أنه عاد إلى دياره متوجاً بجائزة هداف البطولة، مناصفة مع الروسي أوليج سالينكو.وبعدها بعامين، نجح ذلك الجيل في الصعود بالفريق البلغاري إلى كأس الأمم الأوروبية 1996 بعد غياب دام 28 سنة، صحيح أن منتخب بلاده سقط في الدور الأول، بيـد أن خريستو تمكن من هز الشباك في جميع مباريات مرحلة المجموعات، ليكون ذلك آخر فصل من فصول الحقبة الذهبية في تاريخ الكرة البلغارية.
وبعد 13 سنة متواصلة من العطاء، خاض فيها 83 مباراة بقميص المنتخب الوطني الذي سجل معه 37 هدفاً بالتمام والكمال، قرر ستويتشكوف وضع حد لمسيرته الدولية عام 1999، وبالنبرة المتعالية التي ميزته دائماً، كان خريستو يقول " لن يصل أي بلغاري إلى الحـد الذي بلغته أنا في مسيرتي."بعد انتهاء مشواره في برشلونة، عاد ستويتشكوف إلى سيسكا صوفيا، حيث أمضى فترة وجيرة، قبل أن ينتقل بين النصر السعودي وكاشيوا ريسول الياباني والدوري الأمريكي للمحترفين، ليقرر في سنة 2004 تعليق حذائه بشكل نهائي، لكنه لم يبتعد عن ملاعب كرة القدم، إذ سرعان ما شرع في تعلـُّم مبادئ التدريب في النادي الأعز على قلبه، بعدما قرر الإستقرار في برشلونة، وفي  تموز 2004، استلم دفة المنتخب البلغاري لكن سرعان ما طفت على السطح بعض المشاكل بسبب الصراعات الداخلية وأسلوبه العصبي في التعامل مع بعض اللاعبين، وبعد الإخفاق في التأهل إلى كأس أوروبا 2008، اضطر ستويتشكوف إلى الإستقالة من منصبه عام 2007، ليتسنم إدارة سيلتا فيغو بهدف إبقائه ضمن أندية الدرجة الأولى في إسبانيا، لكنه فشل في مهمته ليغادر فريق منطقة جاليسيا بعد ستة أشهر فقط من قدومه إليه.
ثم انتقل إثر ذلك إلى جنوب أفريقيا، حيث استلم دفة ماميلودي صنداونز، الذي دربه موسماً واحداً قبل أن يعود إلى بلغاريا للإشراف على فريق ليتيكس لوفيتش، بيد أن النجاح الذي لم يفارقه خلال مسيرته فوق المستطيل الأخضر يبدو وكأنه ما زال يدير له ظهره منذ أن انتقل إلى خارج خط التماس. ومع ذلك، فإن مزاجه ما زال لم يتغير، إذ ما زال يحث لاعبيه بالنبرة الحادة  والعبارات القوية والطريقة العصبية نفسها التي كان يُشجع بها رفاقه أو يحتج بها على الحكام في السابق، إذ يُمكن تلخيص شخصية خريستو ستويتشكوف في جملة قالها يوماً: هل أنا نادم على شيء، على أشياء كثيرة؟ لكنـَّي سأظل دائماً محتاطاً وحذراً، لأن هناك دائماً مَن يُريد أن يقضي عليك، وخاصة الحُسَّاد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

حدث كروي تأريخي.. 18 مباراة بتوقيت واحد الليلة

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مقالات ذات صلة

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030
رياضة

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

رياضة/ المدى أعلن نادي برشلونة الإسباني، اليوم الخميس، عن تجديد عقد نجمه الدولي الإسباني بيدري، حتى عام 2030. ووفقا لما ذكره برشلونة عبر موقعه الإلكتروني، وقع بيدري على عقده الجديد مساء الخميس، بحضور رئيس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram