اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كابينات انتظار الحافلات بين الإهمال وعشوائية التنفيذ !

كابينات انتظار الحافلات بين الإهمال وعشوائية التنفيذ !

نشر في: 18 إبريل, 2015: 12:01 ص

ليكن اسمه مواطناً عراقياً، هذا المواطن اتخذ من مظلة أو كابينة أو محطة انتظار نقل الركاب المنتشرة بخجل في شوارع بغداد، ماؤى وسكناً له بعد أن فقد الأمل ولو بغرفة في أتعس أحياء العاصمة. في شارع السيدية قرب جسر الجادرية ألِفَ الناسُ منظراً يومياً، والبعض

ليكن اسمه مواطناً عراقياً، هذا المواطن اتخذ من مظلة أو كابينة أو محطة انتظار نقل الركاب المنتشرة بخجل في شوارع بغداد، ماؤى وسكناً له بعد أن فقد الأمل ولو بغرفة في أتعس أحياء العاصمة. في شارع السيدية قرب جسر الجادرية ألِفَ الناسُ منظراً يومياً، والبعض منهم اعتاد على تقديم المساعدات الغذائية او الملابس وحتى البطانيات، التي زاد عددها على عشر أو أكثر، ناهيك عن مستلزمات أخرى مدفأة صغيرة ومروحة ايضا. وبالطبع الأمر لم يتوقف على ذلك فالكثير من هذه المحطات أو الكابينات تحولت الى أماكن لرمي القمامة والأوساخ او اُستغلت من قبل أحد الباعة او المتسولين، مع عدم اهتمام الجهة المعنية بمتابعة هذه الكابينات وإدامتها والاعتناء بمظهريها الخارجي والداخلي كي تعكس صورة مغايرة ولو بنسبة ضئيلة عن واقع حال العاصمة!

 
نفايات وأتربة
يقول احمد عباس طالب في جامعة بغداد إن هذه الكابينات وُجِدت لراحة المواطنين والطلبة وكل مَن يستقل وسائط النقل العام والخصوصي، مبيناً: مع المعاناة من الاختناقات المرورية التي تمتد لساعات عــدة فإن المظلات ضرورية ومهمة خاصة ان اجواء العراق الجوية قاسية إذ كانت في الصيف أو الشتاء.
مضيفاً: ولكن ما نراه اليوم انها موجودة ولكن على ارض الواقع فقط، فهي لا تصلح ان تكون مكاناً لاستراحة بسبب النفايات والأتربة التي تغطي الجزء الاكبر من مساحاتها ، بالاضافة الى تكسير او انعدام كراسي الجلوس التي من المفترض ان تكون مريحة وثابتة. موضحاً: هذه العوامل وغيرها أدت الى ترك الكابينة فارغة والوقوف بجانبها، وبما أننا اليوم مقبلون على فصل الصيف وشمسه الحارقة فهل تقوم الجهة المعنية بالموضوع بصيانة شاملة لتلك المظلات او الكابينات أم تركها على حالتها المتردية التي سيتحول البعض منها الى مكان لتجمع النفايات والأوساخ؟! وبذلك نكون قد خسرنا مبالغ طائلة وأضفنا صورة أخرى لصور الخراب والدمار للعاصمة بغداد. راجياً من الجهات المعنية اعادة صيانة هذه الكابينات التي وُجدت للمواطنين وخدمة الصالح العام وإعادتها الى العمل من جديد. 
مظاهر وشواهد
اما مهند حسن موظف حكومي يوضح أنه من الضروري ان تكون هناك لجنة خاصة لمتابعة صيانة وتأهيل هذه الكابينات ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تواجه عملها واستخدامها من قبل شرائح وطبقات المجتمع كافة، وتأهيل الأضرار الناجمة عن تهشم النوافذ الجانبية وتلف المقاعد (الكراسي)، لافتاً: نرى الكثير من المواطنين والطلبة يقفون بالقرب من كابينات الانتظار لعدم صلاحيات الكثير منها. حسن أبدى أسفه لهذه الحال التي وصلت اليها مظلات الجلوس الخاصة بنقل الركاب خاصة تلك القريبة من الجامعات او المراكز التجارية، فبدلاً من ان تكون من المظاهر الحضارية والجمالية التي تزيد من رونق العاصمة تحولت الى شواهد تحكي عن حال العاصمة المتردي. 
الخلل والحـل
إن معرفة الخلل هو نصف الحل وهذا ما نتمنى ان تعمل وفقه أمانة بغداد او الجهات المعنية بالشأن. والخلل هنا تتحمله وزارة النقل وامانة بغداد معاً، فتوزيع محطات الانتظار او الكابينات لم يكن بطريقة مخطط لها وفق ما يُمليه واقع النقل وحركة الركاب في العراق وبغداد خاصة، بالاضافة الى وجود قاعدة بيانات ومسح شامل لأحياء وشوارع العاصمة بغداد وخطوط النقل والكثافة السكانية لكل خط ومراحل سيره وتوقفه، كي تكون هناك فائدة من هذه المظلات أو الكابينات.
الأمانة والوزارة 
وأوضح المواطن عمار لطيف: نرى آليات الامانة تقوم بتنظيف الحاويات القريبة من كابينات الانتظار متجاهلة او تاركة تلك الكابينات على الرغم من كثرة النفايات داخلها، مضيفاً: ان اغلب تلك الكابينات لم تعد صالحة او ملائمة للخدمة التي نفذت من أجلها، مؤكداً أن جانب النظافة تتحملها امانة بغداد وجانب الصيانة يقع على وزارة النقل، فلماذا نرى عدم الاتفاق في العمل وانجاز المشاريع التي تهم المواطن وهذا ما تنتجه العلاقة المتناقضة بين البعض من الوزرات التي يرتبط عملها بحياة المواطن؟ متمنياً: ان تتفق الجهات المعنية لإظهار هذه الكابينات بالمظهر اللائق بالعاصمة وشوارعها.
مكـب للنفايات 
المواطن احمد حسين ذكر أن بعض هذه الكابينات تحولت مع مرور الوقت الى مكب لتجمع النفايات بسبب نقل الحاويات التي بقربها او تحطمها او امتلائها، ومنها على سبيل الذكر الكابينة الواقعة في منطقة اليرموك مقابل المستشفى. منوِّها الى ان عمال النظافة يقومون بواجبهم بتنظيف الشارع والرصيف وجمع النفايات لرميها بالحاوية وترك ما بالمظلة، ولا أدري هل هو تعمد او جهل بالامر او تكاسل؟ مطالباً هو الآخر الجهات المعنية بالاسراع لإعادة صيانة الكابينات والاهتمام بها خاصة نحن على مشارف فصل الصيف.
مواقف محرجة !
بعض المواطنين من مستخدمي مواقف نقل الركاب خاصة القديمة منها ذات المقاعد الحديدية والمغطاة بالخشب مَن تمزقت ملابسهم او تعرضهم لجروح في أيديهم او أرجلهم اثناء جلوسهم على هذه المقاعد وهم ينتظرون قدوم الحافلة او الكيا، الأمر الذي سبب لهم مواقف محرجة خاصة اثناء توجههم للعمل او الدارسة الأمر الذي يضطرهم للعودة الى البيت وتغيير ملابسهم! 
علي كريم أحد هؤلاء الذي تعرضوا لهكذا موقف، في اول يوم عمل له انتظر "الكيا" في مظلة انتظار نقل الركاب، وما ان توقفت السيارة وهمَّ بالنهوض حتى سمع صوت تمزق بنطلونه، الامر الذي دعاه للعودة الى البيت وتغيير ملابسه واستاجر سيارة تاكسي، لكن برغم ذلك وصل متأخراً في اول يوم عمل، بالرغم من خروجه مبكراً، كي يتلافى الزحام، لكن كرسي كابينات الانتظار كان له قول آخر.
طرحها للاستثمار
ويقول محمد حسن خبير اقتصادي: من الممكن ان تكون هذه الكابينات بافضل الصور التي يريدها المواطن من حيث الترتيب والنظافة والتأهيل من خلال طرحها للاستثمار وتخصصها لإعادة تأهيلها والمحافظة عليها خصوصا ان هذه الكابينات تحتاج الى إدامة مستمرة بدلا من تركها مكاناً لتجمع النفايات وتهشم نوافذها ومقاعدها، فضلا عن ان صيانتها تقع على عاتق وزارة النقل ونظافتها تقع على امانة بغداد ولا يوجد حل ايجابي لكلا الجانبين او اتفاق وتنسيق بينهما.
ثقافة مجتمعية
بالطبع الأمر لا يتوقف هنا على تقصير امانة بغداد او وزارة النقل، بل يتحمله المجمتع والمواطن الذي تعوزه ثقافة المواطنة والشعور بالانتماء للبلد والمحافظة على المال العام خاصة الذي يدخل في خدمته اليومية. فالكثير منهم للاسف يعبث بهذه الكابينات وممتلكات أخرى تعود للدولة متصوراً ان كل ما في البلد يعود للحكومة وليس للشعب، لذا لابد من اعادة انتاج وتسويق الثقافة المجتمعية والحرص على المال العام بدءاً من دور الروضة مروراً بالمدارس وليس انتهاءً بالكليات مع أهمية الأسرة بهذا الشأن كونها النواة الاولى.
معالجة المشكلة
رئيس لجنة النقل والمواصلات في مجلس محافظة بغداد علي نعمة المحمداوي أوضح: ستتم مفاتحة الجهات المعنية عن هذه الكابينات امانة بغداد ووزارة النقل من اجل تأهيل وصيانة الكابينات المتضررة وإبدال التالف منها، مضيفاً: ان هذه الكابينات وجدت لخدمة الناس وراحتهم لا أن تكون عبئاً آخراً عليهم وعلى العاصمة.
تصاميم هندسية
لو تم التنسيق بين أمانة العاصمة وززارة النقل في اعادة انشاء وتنفيذ مظلات انتظار نقل الركاب وفق دراسة علمية معتمدة على عدد خطوط النقل والشوارع المهمة والكثافة السكنية لكل خط نقل ومراحل توقفه وانطلاقه، في تلك الحال يمكن ان تكون هذه المظلات سمة جمالية من سمات العاصمة من خلال اختيار اشكال وتصاميم هندسية حديثة، تعتمد على الغرابة او ترتبط بالتراث العمراني العراقي مثل الشناشيل. وفي هذا الشأن يمكن الاستفادة من طلاب كليات الهندسة في بحث التخرج او ضمن مسابقة يتم من خلالها اعتماد بعض الأشكال والتصاميم لتنفذ في ما بعد وبهذا يمكن أن نقول "ضربنا عصفورين بحجر واحد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram