احتفى ملتقى الرافدين بصدور المجموعة الشعرية ( متى تتفتح الوردة ) للشاعر فاضل عزيز فرمان والتي تعد المجموعة الشعرية الرابعة له بعد ثلاث مجاميع بدأها بمجموعة ( بيت الشاعر) و(عزف منفرد على وتر الاربعين) وكذلك (دموع الجمل).في بداية الامسية التي قدمها الب
احتفى ملتقى الرافدين بصدور المجموعة الشعرية ( متى تتفتح الوردة ) للشاعر فاضل عزيز فرمان والتي تعد المجموعة الشعرية الرابعة له بعد ثلاث مجاميع بدأها بمجموعة ( بيت الشاعر) و(عزف منفرد على وتر الاربعين) وكذلك (دموع الجمل).
في بداية الامسية التي قدمها الباحث حسن عبيد عيسى اثنى فيها على مقدرة الشاعر ومحافظته على جودة القصيدة وعلاقتهما التي تمتد الى أكثر من 30 عاما ..وقال عيسى ان الامسية الاحتفائية اليوم سنتلقى فيها شحنة من الابداع وقاب قبلتين أو أدنى تجثم كتلة هائلة تكونت من تراكم خصال حسنة وسجايا حميدة في طليعتها الابداع والأخلاق والوفاء ، وهذه الكتلة هي انسان مرهف لفرط انسانيته تصبب شعرا صيّره في طليعة مبدعينا ، انه فاضل عزيز فرمان..وكشف المقدم ان فرمان هو فنان تشكيلي رائع ومهندس مدني مرموق لذا فان مجاميعه الشعرية مترعة بالحب والألم،صار شعره نموذجا يدرس في الكليات المختصة،فالصورة الشعرية التي يحفل بها شعره تفرض نفسها لتكون كذلك..مجموعته الشعرية توهم المتلقي بانها تحتوي على حزمة وورود وأزاهير واسمه يبعث على الامل لكنه كتاب طافح بالأسى والألم والحزن والكآبة..انه يحتوي على صرخات الوطن المستباح..فأين الامل وأين الاوراد والأزاهير واللون الوردي الجميل.
وقال المحتفى به الشاعر فرمان اننا لا نعرف أنفسنا إلا من خلال النظر الى المرايا الصافية فهي التي ترينا انفسنا كما هي لان المرايا لا تجامل..وقال أيضا عن المجموعة ان من يقرأها يتوقع انه سيجد الحب والتأمل كما هي كتاباتي ولكنها تعبير عن الاسى لذا كان العنوان عبارة عن سؤال وفي نهاية المجموعة هناك قصيدة نثرية هي الجواب للسؤال وهي القصيدة التي تختلف عن القصائد الاخرى في المجموعة وهي قصائد تفعيلة..ولفت: انا اشتغل على الشكل الشعري وبنسبة لي الشكل اولا ، الشعر هو مشروع فردي ، الشاعر لوحدة امام الورقة والقلم ، في بداية حياتي كنت ارسم في الابتدائية وحتى الإعدادية هناك عرفت الشعر لذا أحاول جاهدا ان ارسم في شعري وكما الهندسة التي اعمل فيها انا في شعري هندسة ..وتابع:الجميع يتحدث عن الحب والحرب والخسارة والموت ولكن الفن هو كيف تشكل هذه الثنائيات موضحا ان الشعر مشروع جمالي كما السينما والمسرح..موضحا : أحاول أن أرسم واستثمر الهندسة التي حصلت على شهادتها الدراسية في قصيدتي وأحاول كذلك ان أكون تشكيليا ..ويرى ان قصائده ربما تبدأ بالحب وتنتهي بالشجن لان ما حولنا قائم ومحل حروب.
وشهدت الامسية العديد من المداخلات التي بدأها الباحث مهنا آل رباط بقوله ان السؤال الاهم الذي يبرز عند قراءة المجموعة هو السؤال الذي علقه الشاعر في ضوء عنوانه ( متى ) ورغم انه وضع الإجابة على شكل قصيدة في نهاية المجموعة الا ان المتلقي هنا يبقى باحثا عن اسئلته وأجوبته لأنه معني بإيجاد هذا المتفرق من الطرق.
وقال الشاعر علي الفتال ان الشاعر هنا لم يتحدث عن الحب كما في مجاميعه الشعرية الاخرى وكما هو معروف عن فاضل بل هنا كتب لأنه معني ببلده وهذه الحروب التي طال أمدها وتعددت مسبباتها حتى انه طرح السؤال لكي يبحث عن نهاية الحرب والانتباه الى الحياة.
أما الاديب علي لفته سعيد فقال ان الشاعر فاضل عزيز ربما يهتم للوزن في نصوصه الشعرية كونه حتى الان يمارس كتابة التفعيلة لكنه ايضا معني بموسيقى المفردة التي يمكن لها ان تعطي عنوانا آخر للتماهي مع نصه.فهو يحاول من خلال الاسلوب الذي يتبعه أن يجعل المتلقي قريبا من روحه الموسيقية وهذا يمكن ان يحتمل الصعوبة فان يقترب الملتقي من الموسيقى ويبتعد عن الفلسفة الشعرية التي يحاول الشاعر بثها في نصوصه..ورأى الفنان عبدالامير طعمة ان في شعر فرمان ثمة فنا تشكيليا ولوحة داخل النص تعبر عن تراكم الالوان وقدرتها على شد المتلقي / المشاهد..ويضيف ان النص الشعري هو لوحة اخرى مثلما اللوحة هي نمص شعري من وجهة اخرى ، ولهذا فان الموسيقى هنا في قصائد فرمان تعد الاطار العام للألوان المبثوثة..فيما عبر الشاعر محمد عبد فيحان عن فرحه بصور المجموعة عادا فرمان واحدا من الشعراء العراقيين الذين تمكنوا من المحافظة على النص الشعري التفعيلي او الشعر الحر وقال ان الشاعر فرمان ظل أمينا على لوحته الشعرية لم يغادر الجمال الذي يمنحه في روح النص وبالتالي فان قصائده دائما ما اتكون قريبة الى ذائقة المتلقي من جهة ومتماسكة من جهة جوهرها المكنون بالجمال والطيبة والإبداع..
وعبر الشاعر مهدي النعيمي عن سعادته في صدور المجموعة التي قال انها تشكل علامة في الشعرية العراقية وان على النقاد ان ينتبهوا الى هذه المجموعة فهي تحمل فلسفتها من جهة وموسيقاها الجميلة من جهة أخرى.
اما الشاعر عودة ضاحي التميم فقرا ورقة قال انها تحية للشاعر فرمان جاء فيها: بينه وبين النسيم الكثير من الالفة والسكون..له من القمر طلته وبهاؤه ومن النجوم بريقها .ومن الشعر حميميته وتمرده،يتلبسه صدق البداوة ووضوح الصحراء..يمتلك الكثير من اخلاق الفرسان..الابداع والشعر ورشاقة المعاني بعض من صفاته..والوجع أنيسه في مسيرته الحياتية..رافقته الجراح في حله وفي ترحاله،طاردته الغربة في الداخل فهرب منها اليها في الخارج..له منجزه الابداعي الكبير وله البصمات الواضحة.