بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
حيث صمدوا في البقاء فيها ببرغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الثامنة والثلاثين عن مسيرة لاعب فريقي الصناعة والجيش والمنتخبات العراقية السابق ضرغام مهدي الحيدري الذي ولد في مدينة الكاظمية في بغداد عام1951ولعب أكثر من أربعين مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته: بدأ ضرغام الحيدري ممارسة الألعاب الرياضية كرة القدم، السلة، الطائرة، الساحة والميدان منذ نعومة أظفاره، وبعد ان استقر على لعبة كرة القدم انضم الى فريق الكاظمية الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة في بداية سبعينات القرن المنصرم وقبل هذا التحول المهم في حياته كان ضرغام الحيدري من اللاعبين المميزين في الفرق الشعبية، ومن ثم جاءته دعوة من نادي الكهرباء "الصناعة حاليا" عام 1973 ويعود سبب الدعوة إلى السمعة الجيدة التي حصل عليها ضرغام سواء في الفرق الشعبية أم في نادي الكاظمية.وقد لعب أول مبارياته مع هذا الفريق ضد منتخب فلسطين في مباراة ودية جرت في بغداد، وكانت فاتحة خير على ضرغام لأنه ظهر بمستوى جيد وسجل هدف المباراة الوحيد. وبعد ذلك حجز له مكانا أساسياً في فريق الكهرباء ومنه تم ضمه الى منتخب الشباب في عام 1974 وكان ضرغام مميزا جدا مع فريق الكهرباء الذي كان يشرف على تدريبه عادل جرجيس وقد تصدر قائمة هدافي الدوري. يقول الحيدري عن تلك البداية: "لقد ظهرت بمستوى جيد منذ الوهلة الاولى لانضمامي لفريق الكهرباء ولم تكن هناك مباراة لعبناها ولم أكن فيها جيدا او لم أسجل فيها هدفا. اذ في كل مباراة كنت اسجل هدفا او هدفين وقد كان فريقنا يسير على الطريق الصحيح وينتعش ويحقق نتائج جيدة بعد ان انضم اليه لاعبون كبار أمثال سعدي يونس، إياد محمد علي، طارق حفيص، ياسين ياس. والشيء الجيد في هذه المجموعة انها لم تكن تمتلك الشهرة لان كل أعضاء الفريق كانوا في خطواتهم الاولى مع فرق دوري الكبار وكان الانسجام والتآخي بين هذه المجموعة كبيرا جدا وهذه الامور كلها مجتمعة أسهمت في تصدرنا الدوري لمرات عدة". وفي عام 1974 اختاره المدرب ثامر محسن لمنتخب الشباب الذي شارك في بطولة ودية جرت في جنوب إيران وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد الفريق الايراني الذي شارك بثلاثة فرق إضافة الى منتخبي السعودية واليمن، كما شارك مع منتخب الشباب في العام نفسه في مباراة ودية ضد منتخب شباب اوغندا بمناسبة عيد استقلالها وفزنا "2 ـ صفر" سجلهما كاظم وعل. وبعد ذلك وتحديدا في عام 1975 دُعي ضرغام الحيدري الى صفوف المنتخب الوطني وخاض مباراته الدولية ضد المنتخب اليمني. اما آخر مبارياته فكانت ضد منتخب الكويت في بغداد ضمن تصفيات دورة موسكو عام 1980 وانتهت كويتية (3 ـ 2) وصنع فيها ضرغام الهدف الثاني الذي سجله نزار اشرف. وعن اجمل مبارياته يقول ضرغام الحيدري: "خضت اجمل مبارياتي مع فريق الصناعة ضد فريق الزوراء وانتهت بالتعادل (1 ـ 1) وكان هدف التعادل من نصيبي بعد ان تلقيت كرة جانبية من لطيف لبيب اسكنتها بصدري وسددتها قوية في مرمى حارس الزوراء المعروف جلال عبد الرحمن الذي قال لي بعد المباراة أني لم أرَ الكرة على الاطلاق بسبب قوتها، أما مع المنتخبات الوطنية فاعتز كثيرا بمباراة المنتخب العسكري ضد المنتخب العسكري الالماني في بطولة كأس العالم العسكرية في دمشق عام 1977 وسجلت فيها هدفا جميلا، وكذلك اعتز بمباراة العراق وتايلاند ضمن دورة الالعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك حيث كانت هذه المباراة مصيرية لان تعادلنا او خسارتنا تعني خروجنا من الدور الاول وفزنا بهدف واحد مقابل لا شيء وكان الهدف من نصيبي وانتقلنا الى دور الثمانية بعد ان سددت كرة قوية من خارج منطقة الجزاء"، ولعب ضرغام الحيدري آخر مبارياته المحلية مع فريق الجيش الذي انضم اليه وانتهت بالتعادل (3 ـ 3). وعن المدربين الذين انصفوه قال الحيدري: "ان كثيراً من المدربين لم ينصفوني ومنهم شيخ المدربين الراحل عمو بابا برغم احترامي الكبير لشخصه ولتاريخه المميز، لكن الذين انصفوني هم الدكتور جمال صالح ورايشلت الذي كان منصفا جدا لي وعادل جرجيس ومحمد الشيخلي وفوجيك وثامر محسن. وعن اجمل اهدافه يقول الحيدري: "ان جميع الاهداف جميلة خاصة اذا تكون النتيجة النهائية للمباراة هي الفوز وخاصة اذا نقل الفوز الفريق الذي العب له الى مرحلة مهمة. لذلك اعتز كثيرا بالهدف الذي سجلته في مرمى تايلاند". وعن أصعب منافس واجهه يقول الحيدري:" اعتز كثيرا بالمباريات التي تجمعني مع الزوراء، وفي مباريات الصناعة والميناء كنت دائما أكلف بمراقبة النجم هادي احمد لأنه يمثل الثقل الأهم في الفريق البصري، وكان هادي ينزعج من الرقابة
ضرغام الحيدري..اللاعب المنتج في زمن الإبداع
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:27 م