حين أطلق رئيس الوزراء شرارة قتال داعش وتحرير محافظة الانبار بالتعاون بين قوات الجيش والعشائر وخرج امام الاعلام ليستعرض عملية تسليح العشائر ، كان يجب ان يضع في الاعتبار تسهيل عملية استقبال سكانها النازحين من بطش داعش ومن تحولهم الى حطب للمعركة المقبلة ...لكن الشرارة انطلقت والمعركة بدأت عرجاء ومحبطة حين تبين ان قوات العشائر ليست على مستوى الاستعداد لمقاومة عدو جاهز وكامل الاستعداد مثل داعش وان بغداد لايسعها استقبال نازحين جدد ....وبعد زحف داعش على مناطق الرمادي والسيطرة على بعضها ، خرج رئيس الوزراء من جديد ليعلن ان العشائر لاتمتلك التسليح الكافي وان قوات الجيش بحاجة الى دعم حقيقي من التحالف الدولي ...ومازال الكبار يطلقون التصريحات ويرد عليهم المسؤولون في المحافظة بتصريحات اخرى بينما يعيش الاهالي الأزمة الحقيقية وهم يزحفون بأمتعتهم البسيطة تجاه العاصمة تاركين وراءهم كل مايملكون ثم يتوقفون امام مدخل الدورة ليبحثوا عمن يكفلهم لدخول العاصمة ...
لنتفق قبل كل شيء ان داعش عدو لكل العراق بل لدول اخرى ايضا وان المتضررين من ابناء المحافظات الغربية يجاهدون ليثبتوا لنا انهم ليسوا جميعا حاضنات لداعش وان ابناءهم يحاولون تأديب هذا العدو الذي استغل بعضهم وشرذمهم لكنهم يفتقدون ثقة الحكومة وشرائح عديدة من الشعب بهم ...انهم يطالبون بأسلحة نوعية وقادرة على صد عدو مثل داعش بينما لاتملك الحكومة التي تطالبهم بالوقوف في وجه العدو القدرة على تسليحهم او دعمهم دوليا لا بأسلوب ( الاستجداء ) الذي يرفضه العبادي ولا بالسياسة الديبلوماسية التي يغلفها الفشل حتى بين الكتل والاحزاب واعضاء البرلمان ...
لم لانتفق ان المتضررين بحاجة الى فرصة ثانية من اشقائهم في العراق قبل الآخرين وان محافظات كبرى فقدت كيانها وعمرانها ومستقبل اولادها وتحولت الى انقاض بسبب اخطاء البعض واطماع الدول الكبرى و(خبث ) الساسة العراقيين ممن عبدوا الطريق لدخول داعش ثم ادعوا مقارعتهم لضمان الفوز في الانتخابات مدفوعين بروح الانتقام الطائفي وتنفيذ اجندات خارجية ...لم لانتساءل مثلا لماذا يركز التحالف الدولي على دعم مناطق بعينها كمصفى بيجي ويهمل الانبار ؟...
أمام مدخل الدورة ، تتكدس العوائل النازحة باحثة عن فرصة ثانية للعيش بأمان ..احدى العوائل اكتشفت بعد مغادرتها الرمادي انها نسيت ابنها الرضيع في سريره فكل فرد من الأسرة اعتمد على الآخر وضاع الطفل بينهم ...كارثة انسانية حقيقية تدل على عمق معاناة النازحين وهلعهم مما جرى في مناطقهم ...ألا يستحق هؤلاء مزيدا من الجدية في التعامل مع تحرير مناطقهم واعادتهم اليها وقبل كل ذلك احتضانهم والتقليل من معاناتهم ريثما يكتمل التحرير الموعود ...ألايستحق ابناء المحافظة المنكوبة الذين فضلوا الدفاع عنها وتطوعوا في الحشد العشائري امتلاك اسلحة متطورة ...
جميعنا بحاجة الى فرصة ثانية لإعادة حساباتنا وادراك فداحة المؤامرة ..جميعنا بحاجة الى التمعن قليلا في مجريات الاحداث لاكتشاف المسيء الحقيقي والفصل بين الاشياء وقبل كل شيء امتلاك القدرة على حب الآخر ...ومحاسبة الخونة ...
فرصة ثانية
[post-views]
نشر في: 17 إبريل, 2015: 09:01 م