تحدث الكاتب الأميركى ديفيد أجناتيوس عن الحالة المزرية للشرق الأوسط، وقال إنه طرح سؤالا على طلاب كلية كيندى للحكم بجامعة هارفارد حول ما إذا كان الشرق الأوسط سيظل غير مستقر بعد 10 سنوات من الآن، فأجاب نصف الطلاب بالإيجاب، وقالوا إن الأمور ستكون سيئة أو
تحدث الكاتب الأميركى ديفيد أجناتيوس عن الحالة المزرية للشرق الأوسط، وقال إنه طرح سؤالا على طلاب كلية كيندى للحكم بجامعة هارفارد حول ما إذا كان الشرق الأوسط سيظل غير مستقر بعد 10 سنوات من الآن، فأجاب نصف الطلاب بالإيجاب، وقالوا إن الأمور ستكون سيئة أو أسوأ، مهما كان ما تفعله الولايات المتحدة. ويقول أجناتيوس إن هؤلاء الطلاب يشعرون بما بدأ العديد من خبراء الشرق الأوسط يتحدثون عنه، فالمنطقة محاصرة فى دوامة مضطربة من التغيير، والتى من المرجح أن تستمر لسنوات، وربما عقود. والعوامل التى تقود هذا التغيير هى قوى سياسية واجتماعية واقتصادية وديموغرافية ليس لدى الولايات المتحدة أو القوى الخارجية الأخرى سيطرة كبيرة عليها. وبالنسبة للأجيال القادمة، فإن عدم الاستقرار سيكون القاعدة فى الشرق الأوسط وليس الاستثناء. ويتابع الكاتب قائلا إن التنبؤات بالمستقبل التى تستند على الاتجاهات الحالية دائما ما تكون محفوفة بالمخاطر لأن المحللين لا يستطيعون التنبؤ بأحداث "البجعة السوداء" غير المتوقعة، التى تسفر عن تغيير جذرى. فلم يكن أحد أبدا يتوقع أن قيام بائع خضروات تونسى بإشعال النار فى نفسه عام 2010 سيبدأ شلالا من الثورة والحرب الأهلية فى الشرق الأوسط. وبدرجة مماثلة، لا نستطيع أن نتوقع أن الأمور يمكن أن تسفر فى النهاية عن استعادة التوازن. وتشير البيانات الاقتصادية والديموغرافية إلى منطقة مضغوطة بالفعل بسبب بطء النمو وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وتلك المشكلات يعقدها تدفقات اللاجئين من حروب العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتتفاقم بتراجع أسعار النفط الذى يعيق قدرة السعودية على تقديم حاجز. ويشير الكاتب الأمريكى إلى أن أحدث التوقعات الاقتصادية العالمية التى أصدرها صندوق النقد الدولى هذا الشهر تقدم صورة قاتمة. حيث ستصل البطالة إلى 13% فى مصر وتونس هذا العام، وتصل لنحو 12% فى الجزائر. ولا ينمو الاقتصاد بشكل سريع بما يكفى لتوفير وظائف كافية للشباب. ومن المتوقع أن يكون النمو هذا العام 1.3% فى العراق، و2.5% فى لبنان، و2.6% فى الجزائر، و3.8% فى الأردن، و4% فى مصر. وتراجعت توقعات النمو فى السعودية أكثر من 1.5 نقطة لتصل إلى 3% هذا العام، ومن المتوقع ان تواصل التراجع العام المقبل بسبب أسعار النفط. ويشن السعوديون حربا يصفها الكاتب بالدموية فى اليمن، مقتنعين بأن التهديدات لأمنهم خارجية، لكن المشكلات الأصعب ربما تكون داخلية، مع تراجع الميزانية السعودية لما حذر صندوق النقد الدولى من أنه قد يكون عجزا جوهريا هذا العام والعام القادم. ويقول أجناتيوس إن الجسم السياسى للشرق الأوسط الذى أضعفته هذه الاضطرابات، قد دمرته الحروب الأهلية والطائفية. فقدرت اللجنة الدولية للإنقاذ هذا الشهر أن نحو 11.4 مليون سورى، أو نصف الشعب قد فروا من منازلهم. والكارثة السورية أثرت على المنطقة كلها، فالفقر أصبح أكثر من الضعف فى كردستان العراق، وفقا لتقرير أخير صادر عن البنك الدولى. ونتيجة لذلك، التوت هياكل الحكم الضعيفة فى الشرق الأوسط، فأصبحت الجماعات المتطرفة أكثر قوة. وأكثرها فعالية هو تنظيم داعش الذى انبثق من بقايا تنظيم القاعدة فى العراق، لكن العديد من الجماعات الأخرى عبر المنطقة بدأت تثير الغضب الشعب بقواعد دعم طائفية وقبلية. وحتى لو كان هناك إمكانية لإضعاف داعش فى العراق وسوريا خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما يامل الرئيس أوباما، فإن الاضطراب الكامن فى المنطقة يمكن أن يفرخ داعش 2 وداعش 3.