لا أتوقع ولا أتمنى أن يكون صحيحاً ما أشيع أمس بان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أقال، أو قرر إقالة، الناطق باسمه، الزميل رافد جبوري، فقط لأنه في مرحلة المراهقة غنّى أغنية من ذلك النوع الذي ضجّ به فضاء البلاد في عهد الدكتاتور صدام حسين، ولم تُبثّ بعد تسجيلها، ربما لأنها كانت فاشلة أو لأن جبوري كان فاشلاً في أدائها.
لا أتوقع ولا أتمنى أن تتدهور الممارسة السياسية ، وبخاصة على الصعيد الحكومي، الى هذا المنحدر فتبدو القرارات مرتجلة تُتخذ تحت وطأة الضغوط الإبتزازية وحملات التشهير.
جهة ما ، ولسبب ما هو بالتأكيد سياسي يستهدف السيد العبادي أكثر مما يستهدف السيد جبوري، ارتأت أن تنبش في مكب للنفايات لتستخرج ما تعتقد انها قنبلة يُمكن تفجيرها في وجه السيد العبادي وهو يحقق زيارة ناجحة للولايات المتحدة ويتخذ مواقف تتوافق مع الشعور الوطني العام، من تأكيد عدم الاستجداء من واشنطن الى دعوة طهران الى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية.
الزميل جبوري كان في هذه "الأزمة" فارساً شجاعاً، أقرّ في الحال بصحة التسجيل الذي تضمن تلك الأغنية التي لم تُبث من قبل أبداً، وأرفق ذلك باعتذار الى الشعب العراقي والى السيد العبادي .. لم يسعَ الى التكذيب أو التبرير. هذا موقف مفعم بالشهامة والنبل وتحمّل المسؤولية.
الذين سعوا لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بعاصفة من التشهير بالسيد جبوري إنما يقصدون في الواقع التسقيط السياسي في حق السيد العبادي، وإلا فان هؤلاء الذين يطلبون رأس السيد جبوري ليقطعونها على طريقة داعش كان الأولى بهم ، لو كانوا حسني النية، أن يطلبوا مع رأس جبوري رؤوس كاتب الأغنية وملحنها ومخرجها، بل أن يطلبوا قبل رأس جبوري، رؤوس وزراء ونواب ووكلاء وزارات ومدراء ونقباء ومسؤولي دوائر ثقافية وإعلامية وفنية ورؤساء تحرير وأصحاب صحف وإذاعات وتلفزيونات حاليين ومغنين، ممن كتبوا بدل المرة عشرات المرات في مديح الطاغية وتمجيد حروبه العدوانية الكارثية وغنّوا بدل المرة عشرات المرات للطاغية وعيونه، وهتفوا ورقصوا في مهرجانات أعياد ميلاد الطاغية وسواها من المناسبات التي لا تعدّ ولا تحصى، وساهم البعض منهم في تنفيذ جرائم القتل والملاحقة والتعذيب والوشاية وكتابة التقارير في حق الآلاف من أشرف بنات العراق وأبنائه من معارضي الطاغية.
هل تريدون أن أسمّي لكم من أعني وأقصد؟ .. أعطوني تسعة أعمدة، وليست ثمانية فقط، في هذه الصفحة لأعدّد لكم أسماء النواب والوزراء وضباط الجيش والشرطة والمدراء في مؤسسات الحكومة ودوائر الرئاسات الثلاث والمؤسسات الإعلامية والنقابات والكتاب والشعراء والمغنين والرسامين وفناني السينما والمسرح.... ووووووووووو.. ممن رقصوا في عرس الدم الفاشي ويرقصون الآن في عرس الدم الطائفي ويتمتعون بامتيازات تفوق امتيازاتهم في عهد الطاغية، متسلحين بقدر هائل من الصفاقة والصلافة لتصدّر المشهد الثقافي والفني والسياسي والاجتماعي.
الحملة ضد الزميل جبوري تنتمي الى عهود محاكم التفتيش، والى مرحلة النازية والفاشية، والى زمن المكارثية ، يلزم التصدي لها بعزم وحزم لردّها وللحؤول دون انهيار الممارسة السياسية والحكومية الى منحدر سحيق ومستنقع بالغ النتانة.
جميع التعليقات 5
عدنان فارس
رغم كل التبريرات التي أوردها السيد رافد جبوري وهو يتغنّى بصدام حسين، في وقتٍ ما ولظروفٍ ما... ولكن ما كانَ ينبغي لحيدر العبادي أن يعيّنه في منصب الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية.... ولو كان حيدر العبادي قد عرض تعيّين رافد جبوري، بهذا المنصب،
كفاح سمعان توما
قرأت مرة شعرا مكتوبا لتمجيد صصداام بقلم مؤيد اللامي نقيب الصحف؟يين الحالي . هل هذا صحيح
ام رشا
الا ترى ان الطبقة السياسية التي تتحكم بالبلاد ومن يسير في ركابها هم مجموعة من المنافقين والانتهازيين والمنتفعين والسراق و الجهلة وبلا مبادئ واخلاق ..؟ والدليل العراق إلى اين..!
خليلو...
من كان منكم بلا خطيئة فليرم جبوري بحجر .....استحوا فكلكم اولاد ها في الجهاد ! السيا سي
خليلو...
معذرة فالمقصود ب كلكم من توجيه الخطاب ليس كاتب المقال الاستاذ عدنان حسين فلا يتصيدن احد في ماء الغسيل الملوث