TOP

جريدة المدى > عام > أين البطولة الأنثوية .. في أدب الكبار؟!

أين البطولة الأنثوية .. في أدب الكبار؟!

نشر في: 19 إبريل, 2015: 12:01 ص

تقول الروائية الانكليزية كيت موس: كنت مولعةً في الطفولة بقصص المغامرات المتهورة القديمة الطراز، فكانت هناك على رف مكتبتي أيام المراهقة " نساء صغيرات " للكاتبة لويزا مَي ألكوت، و " مرتفعات وذرنغ " لأيميلي برونتي إلى جنب " كنوز الملك سليمان "، و " رحلة

تقول الروائية الانكليزية كيت موس: كنت مولعةً في الطفولة بقصص المغامرات المتهورة القديمة الطراز، فكانت هناك على رف مكتبتي أيام المراهقة " نساء صغيرات " للكاتبة لويزا مَي ألكوت، و " مرتفعات وذرنغ " لأيميلي برونتي إلى جنب " كنوز الملك سليمان "، و " رحلة إلى مركز الأرض "، و " جزيرة الكنز ". و حين صرت أكبر، تحوّلتُ إلى غيرها. و كنت حتى ذلك الحين، مع هذا، أدرك أن الفتيات ضعيفات على الساحة. فهناك خصائص مميزة مشتركة بالنسبة لأفضل قصص المغامرات، ليس أقلها جميعاً " البطل hero " ــ الشخصية الرئيسة التي تستحوذ على القصة و (على مشاعر القراء .) و سيكون هناك خطر و مهالك، إحساس واضح بالصواب و الخطأ، إحساس قاهر بالمكان. و بالنسبة لي، كانت كلمة " بطلة heroine " تعني على الدوام شخصية مساندة أو ثانوية، و ليست القائدة أو الرئيسة. شخصٌ ما ينتظر من ينقذه، لا الشخص الذي يقوم بالانقاذ. و هذا أمرٌ لا يمنع من أن يكون البطل امرأة، مع هذا.
فهناك في أدب الأطفال الكلاسيكي وفرة من بطلات القصص ، من ماري لينوكس في " الحديقة السرية " إلى لورا في " بيت صغير في البرِيَري " إلى مارش في " نساء صغيرات ". و الحال نفسها في أدب الأطفال القصصي المعاصر : لايرا في " His Dark Materials " أو كيتنيس في " ألعاب الجوع " أو بيج في " موسم العِظام ". هل هن " بطلات "؟ أقول أجل. إنهن مستقلات و لديهن بوصلة أخلاقية واضحة، إنهن شجاعات طبيعياً و في قلب قصصهن.
إن الفتيات و الأولاد في أدب الأطفال ــ الكلاسيكي و المعاصر منه ــ شركاء فعالون على السواء، في حين أن الحب الرومانسي ، في الكثير من قصص الكبار، كما يبدو هو الغرض من مسيرة البطلة. و لقد قالت ويلا كاثر، و هي تتحدث عن روايتها ( أنتونياي My Ántonia ) عام 1918،" ليست هناك فيها أية علاقة حب، و لا مغازلة، و لا زواج، و لا قلب مجروح ... لقد كنت أعرف أنني سوف أُتلف مادتي لو وضعتها في النمط القصصي المعتاد. "
إن واحداً مثل ألان كاتَرمين ( بطل قصص رايدر هغارد )، على سبيل المثال، يمكن أن يجد حباً أو يفقده ، لكن هذا ليس الغرض من قصته. و لو تمعَّنتَ على نحوٍ كافٍ فإنك يمكن أن تجد بعض الفتيات البطلات في عالم أدب الكبار، مثل مسلسل بوديكا للكاتبة السكوتلندية ماندا سكوت. و هن شائعات نسبياً حتى في قصص الجريمة، و لو أن استقلال الموقف، مثلما لدى الكثير من نظرائهن " الذئاب المتوحدين " الذكور، يتحقق بتكلفة شخصية عالية.
و حين بدأتُ أكتب، كنت أتطلع، مستلهمةً، إلى أنواع الروايات التي أحببتها و أنا أكبر: المشاهد الطبيعية المهيمنة لدى ويلا كاثر و أيميلي برونتي، و تحريات رايدر هغارد و جول فيرن و ولتر سكوت. و رحت، و أنا متأثرة بالتاريخ الدموي الواقعي لمقاطعة لونغَدوك الفرنسية القديمة، أكتب ثلاثية ــ المتاهة، الضريح، الحصن ــ التي تجري أحداثها في القرن الثالث عشر، و التاسع عشر، و القرن العشرين. و كان من الطبيعي، أيضاً، أن يكون أبطالي أناثاً، لكوني امرأةً و مهتمة بتواريخ النساء المنسيات. و قد أخذتُ بنصيحة كاثر بتجنب "النمط القصصي المعتاد ". فتجدون ساندرين، بطلة ( الحصن )، على سبيل المثال، قائدةً لوحدة مقاومة جميعها من الأناث في كاراسون الواقعة تحت الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. و هي تقع في الحب و تحافظ عليه ــ و تُحَب بدورها ــ لكن هذا ليس ما يحرك قصتها أو يدفع بها.
و عند انتهاء ساعة أدنبرة المخصصة لنا للنقاش، بدا واضحاً أن كتّاب أدب الكبار يمكنهم أن يتعلموا الكثير من كتّاب أدب الأطفال. و ينبغي لكل مؤلف أو مؤلفة ، بالطبع، أن يكون حراً في كتابة الشخصيات التي يريدها، لكن الأدب بحاجةٍ لأصوات قصصية من كل الأنواع ــ فتيات قويات و أولاد لطفاء بالإضافة إلى فتيات لطيفات و أولاد أقوياء. و بعد هذا كله، فإن ما يصنع البطل ــ ذكراً أم أنثى ــ هو إدراك الهدف من وراء اليومي، و الشجاعة و التصميم، و استقلال الروح. و لا يمتلك الأولاد، سواء كانوا كباراً أو صغاراً، احتكاراً لشيءٍ من ذلك.
عن / The Guardian

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram