تقول الروائية الانكليزية كيت موس: كنت مولعةً في الطفولة بقصص المغامرات المتهورة القديمة الطراز، فكانت هناك على رف مكتبتي أيام المراهقة " نساء صغيرات " للكاتبة لويزا مَي ألكوت، و " مرتفعات وذرنغ " لأيميلي برونتي إلى جنب " كنوز الملك سليمان "، و " رحلة
تقول الروائية الانكليزية كيت موس: كنت مولعةً في الطفولة بقصص المغامرات المتهورة القديمة الطراز، فكانت هناك على رف مكتبتي أيام المراهقة " نساء صغيرات " للكاتبة لويزا مَي ألكوت، و " مرتفعات وذرنغ " لأيميلي برونتي إلى جنب " كنوز الملك سليمان "، و " رحلة إلى مركز الأرض "، و " جزيرة الكنز ". و حين صرت أكبر، تحوّلتُ إلى غيرها. و كنت حتى ذلك الحين، مع هذا، أدرك أن الفتيات ضعيفات على الساحة. فهناك خصائص مميزة مشتركة بالنسبة لأفضل قصص المغامرات، ليس أقلها جميعاً " البطل hero " ــ الشخصية الرئيسة التي تستحوذ على القصة و (على مشاعر القراء .) و سيكون هناك خطر و مهالك، إحساس واضح بالصواب و الخطأ، إحساس قاهر بالمكان. و بالنسبة لي، كانت كلمة " بطلة heroine " تعني على الدوام شخصية مساندة أو ثانوية، و ليست القائدة أو الرئيسة. شخصٌ ما ينتظر من ينقذه، لا الشخص الذي يقوم بالانقاذ. و هذا أمرٌ لا يمنع من أن يكون البطل امرأة، مع هذا.
فهناك في أدب الأطفال الكلاسيكي وفرة من بطلات القصص ، من ماري لينوكس في " الحديقة السرية " إلى لورا في " بيت صغير في البرِيَري " إلى مارش في " نساء صغيرات ". و الحال نفسها في أدب الأطفال القصصي المعاصر : لايرا في " His Dark Materials " أو كيتنيس في " ألعاب الجوع " أو بيج في " موسم العِظام ". هل هن " بطلات "؟ أقول أجل. إنهن مستقلات و لديهن بوصلة أخلاقية واضحة، إنهن شجاعات طبيعياً و في قلب قصصهن.
إن الفتيات و الأولاد في أدب الأطفال ــ الكلاسيكي و المعاصر منه ــ شركاء فعالون على السواء، في حين أن الحب الرومانسي ، في الكثير من قصص الكبار، كما يبدو هو الغرض من مسيرة البطلة. و لقد قالت ويلا كاثر، و هي تتحدث عن روايتها ( أنتونياي My Ántonia ) عام 1918،" ليست هناك فيها أية علاقة حب، و لا مغازلة، و لا زواج، و لا قلب مجروح ... لقد كنت أعرف أنني سوف أُتلف مادتي لو وضعتها في النمط القصصي المعتاد. "
إن واحداً مثل ألان كاتَرمين ( بطل قصص رايدر هغارد )، على سبيل المثال، يمكن أن يجد حباً أو يفقده ، لكن هذا ليس الغرض من قصته. و لو تمعَّنتَ على نحوٍ كافٍ فإنك يمكن أن تجد بعض الفتيات البطلات في عالم أدب الكبار، مثل مسلسل بوديكا للكاتبة السكوتلندية ماندا سكوت. و هن شائعات نسبياً حتى في قصص الجريمة، و لو أن استقلال الموقف، مثلما لدى الكثير من نظرائهن " الذئاب المتوحدين " الذكور، يتحقق بتكلفة شخصية عالية.
و حين بدأتُ أكتب، كنت أتطلع، مستلهمةً، إلى أنواع الروايات التي أحببتها و أنا أكبر: المشاهد الطبيعية المهيمنة لدى ويلا كاثر و أيميلي برونتي، و تحريات رايدر هغارد و جول فيرن و ولتر سكوت. و رحت، و أنا متأثرة بالتاريخ الدموي الواقعي لمقاطعة لونغَدوك الفرنسية القديمة، أكتب ثلاثية ــ المتاهة، الضريح، الحصن ــ التي تجري أحداثها في القرن الثالث عشر، و التاسع عشر، و القرن العشرين. و كان من الطبيعي، أيضاً، أن يكون أبطالي أناثاً، لكوني امرأةً و مهتمة بتواريخ النساء المنسيات. و قد أخذتُ بنصيحة كاثر بتجنب "النمط القصصي المعتاد ". فتجدون ساندرين، بطلة ( الحصن )، على سبيل المثال، قائدةً لوحدة مقاومة جميعها من الأناث في كاراسون الواقعة تحت الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. و هي تقع في الحب و تحافظ عليه ــ و تُحَب بدورها ــ لكن هذا ليس ما يحرك قصتها أو يدفع بها.
و عند انتهاء ساعة أدنبرة المخصصة لنا للنقاش، بدا واضحاً أن كتّاب أدب الكبار يمكنهم أن يتعلموا الكثير من كتّاب أدب الأطفال. و ينبغي لكل مؤلف أو مؤلفة ، بالطبع، أن يكون حراً في كتابة الشخصيات التي يريدها، لكن الأدب بحاجةٍ لأصوات قصصية من كل الأنواع ــ فتيات قويات و أولاد لطفاء بالإضافة إلى فتيات لطيفات و أولاد أقوياء. و بعد هذا كله، فإن ما يصنع البطل ــ ذكراً أم أنثى ــ هو إدراك الهدف من وراء اليومي، و الشجاعة و التصميم، و استقلال الروح. و لا يمتلك الأولاد، سواء كانوا كباراً أو صغاراً، احتكاراً لشيءٍ من ذلك.
عن / The Guardian