تميزت الموسيقى الرومانتيكية في القرن التاسع عشر باستعمال الأوركسترا الكبيرة التي كانت قادرة على ترجمة الأعمال الضخمة كالسيمفونيات والكونشرتات. أما في مجال الأوبرا فنلمس استعمال اوركسترات ضخمة كما هو الحال مع اوبرات فيردي أو فاغنر. لكن برغم ذلك يبقى ا
تميزت الموسيقى الرومانتيكية في القرن التاسع عشر باستعمال الأوركسترا الكبيرة التي كانت قادرة على ترجمة الأعمال الضخمة كالسيمفونيات والكونشرتات. أما في مجال الأوبرا فنلمس استعمال اوركسترات ضخمة كما هو الحال مع اوبرات فيردي أو فاغنر. لكن برغم ذلك يبقى البيانو أهم ما يميز موسيقى القرن التاسع عشر، فهو الأداة الأثيرة لشوبرت وشومان وشوبان وبرامز وديبوسي وكثيرين غيرهم.
مقطوعات البيانو المنفرد القصيرة (كذلك الأغاني التي يرافقها البيانو) غدت عالماً خاصاً ميز الموسيقيين المذكورين، عالماً مليئاً بالعواطف الصادقة والرؤى الحالمة حملتها التجارب الطليعية في مجال استكشاف الصوت والتآلف الموسيقي. من بين أهم وأشهر هذه الأعمال مجموعة روبرت شومان (1810 – 1856) المسماة "مشاهد من الطفولة"، وتتألف من ثلاث عشرة مقطوعة قصيرة لا يتجاوز زمن تقديمها كلها أكثر من 20 دقيقة. ألف شومان هذه المجموعة سنة 1838 وهي مقطوعات انتقاها من بين 30 عملا كتبه، منها المقطوعة رقم 7 التي عنونها "الحلم"، وهي أشهرها، ولربما تعد من أشهر أعمال البيانو التي قدمت بمختلف الترجمات والأساليب والقراءات، ووزعت لمختلف الأدوات الأخرى ودخلت كذلك عالم السينما. تغمرنا هذه المقطوعات الساحرة برقتها وأناقتها وعمق عاطفتها، كتبها في فترة تميزت باشتداد غرامه لكلارا ابنة استاذه فريديريش فيك، والتي لم يتمكن من تزوجها إلا في سنة 1840 بسبب معارضة ابيها لهذه الزيجة. وكلارا فيك (تعرف باسم كلارا شومان) كانت أمهر عازفة بيانو في وقتها على الاطلاق، وهي من أرقى المؤلفين الموسيقيين.