مناجيات مع كازانتزاكي 6
يفرد لك كولن ويلسون مقالا مفردا ويصفك بأنك من سلالة عظماء القرن التاسع عشر ويضعك مع دوستويفسكي وتولستوي ونيتشة لوجود روابط كثيرة مع هؤلاء العظماء الثلاثة الذين تحبهم ،وذلك في كتابهThe strength to Dream )
Literature and The Imagination) وهو الكتاب الذي ترجم الى العربية بعنوان (المعقول واللامعقول في الأدب الحديث) ويتحدث عن صبرك الفريد في ترجمتك لقصيدة الأوديسة لليونانية الحديثة وأنك أعدت كتابتها سبع مرات مابين 1924 و1938فأذهلت القصيدة النقاد ، بماذا تعلق؟
- ذلك أمر ممتع وقد قرأت ماكتبه ويلسون حين وضع اسمي بين عظماء القرن التاسع عشر بخاصة هؤلاء الثلاثة الذين اعشقهم ، أما عن الأوديسة فقد قيل الكثير عن هذه القصيدة التي كتبتها بإملاء جديد للغة اليونانية الحديثة وبلغت ابياتها 33333 بيتا وأثارت تعليقات مختلفة وكتب عنها صديقي بريفياكيكتابا بعنوان "كازانتاكي واوديسته" وهو كتاب بديع ومن أجمل ماكتب عن الأوديسة.
- يقول كولن ويلسون ان أوديسة كازانتزاكي تخلق ذلك التأثير الموسيقي العظيم الذي قيل أن رواية " الحرب والسلام" قد أوجدته ، هل ثمة حقيقة في هذا التوصيف ؟؟
- رافقتني الاوديسة طيلة حياتي كمشروع عمر وهي تمثل رؤيتي لرحلة يوليسيس ومكابداته ،ولطالما نظمت فصول حياتي معها و كانت تسري مع انفاسي كسيمفونية عظيمة توازن خطواتي وتحولاتي وأعمالي، يسرني أن يكون لها مثل هذا التأثير الموسيقي الهائل الذي كان لـ"الحرب والسلام".
- يخبرنا كولن ويلسون ان لديك رواية غير منشورة اسمها "إنه يقول ، إنه يريد الحرية ، اقتله" ويصف رواية "الكابتن ميخاليس" بأنها احدى روائعك إذ يقارنها برواية "الحرب والسلام " لتولستوي ويقول انها مهمة لمن يريد فهم كازانتاكي..
- "إنه يقول ، إنه يريد الحرية ، أقتله" رواية توزعت على اعمال عديدة ، اما رواية "الكابتن ميخاليس" فإن عنوانها في البدء كان " أبي " ،الكابتن ميخاليس يماثل أبي في نواح عديدة ، وهي رواية عن ثورة فاشلة قام بها الكريتيون ضد العثمانيين الذين صبوا ظلمهم على أهل جزيرة كريت طوال قرن من الزمان.
- يصفك كولن ويلسون في هذه الرواية بأنك اعظم الفنانين إطلاقا منذ تولستوي لكنك لاتدين القتل والحرب كما أدانهما تولستوي!
- ان حياة الكريتيين والمظالم التي تعرضوا لها من العثمانيين جعلتهم في ثورة دائمة ومواجهات دموية من أجل حرية بلادهم فالكابتن ميخاليس ورفاقه كانوا يفضلون الموت على تسليم انفسهم للاتراك وهذا واقع مختلف عما حدث في روسيا.
- يرى ولسون شبها بين بطلك في "المسيح يصلب من جديد" والامير ميشكين في "الأبله" لدوستويفسكي.
- ربما لأن كليهما ضحيا بنفسيهما من أجل خلاص الآخرين.
- نعرف ان حكومة اليونان اليمينية حرمتك من تجديد جواز سفرك وانت منفي في فرنسا - وفي الوقت الذي كان ادباء اليونان يتآمرون ضدك - رشحك أدباء النرويج بالاجماع لجائزة نوبل وأبدت النرويج استعدادها لمنحك جواز سفر وجنسية نرويجية لكنك رفضت.
- اعتدت أن لا اطلب مساعدة من أحد فضلا عن تمسكي بجنسيتي اليونانية مهما حصل.
- يرى ويلسون انك واجهت ظلما كبيرا عندما لم تنل جائزة نوبل بفارق صوت واحد لصالح الكاتب الفرنسي (البير كامو) سنة 1957 والذي كتب الى زوجتك ايليني انك تستحق هذا الشرف مائة مرة اكثر منه؟
- لقد ارسلت له برقية تهنئة في آخر لحظات حياتي.
يتبع