TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قلب الكرة الاصطناعي!

قلب الكرة الاصطناعي!

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:41 م

إياد الصالحييعاني اغلب المرضى المصابين بعيوب القلب من مشكلة عدم تقبل اجسادهم القلب الطبيعي المزروع ومع ذلك يصرّ الاطباء على وضع القلب البديل (الاصطناعي ) لانقاذ ما يمكن انقاذه بالرغم من المضاعفات الخطرة التي يتعرض اليها المريض وتؤدي الى عطل الجهاز المعدني ثم توقف دقاته واعلان النهاية !
للاسف هكذا بات حال الكرة العراقية منذ العشرين من الشهر الماضي ، لم نتعامل معها كقيمة مهمة في المجتمع العراقي عموما وليس الرياضي فحسب ، انصرفنا للبحث عن ادارة بديلة وتركنا العلة في ردهة الانعاش! نحاول ان نذر الرماد في عيون الناس ونطمئنهم بان قلب الكرة العراقية مازال معافى بدلالة نجاح اول استعراض (دعائي) للقلب البديل في ملعب الزوراء بحضور شخصيات رفيعة في الحكومة والرياضة وبعض الاصدقاء من اوروبا وكأننا نكذب على انفسنا بحكاية ثم نصدقها ونطالب الاخرين بالتصديق والقناعة بالاكذوبة ! ان تأدية المسؤولية ليست منّة سواء من اللجنة الاولمبية الوطنية ام اتحاد الكرة المنحل ، بل واجب وامانة ينتظر الجمهور العراقي منهما ركن الخلافات والترفع عن المهاترات التي اصبحت مادة دسمة لبعض القنوات الفضائية والصحف الرياضية لاسيما ان الاولمبية والاتحاد المنحل دفعا بشخصين الى الواجهة الاعلامية للتعبير عن حقائق وحلول كل طرف بحسب ثقافتهما واحساسهما ومقدار حرصهما على انضاج مبادرة سليمة تكون مخرجا سهلا وليس معقدا ينهي ازمة الكرة مثلما يترقب الجميع ، لا ان يستمر مسلسل المكابرة يعمّق مشاعر الضغينة ويقلل من مهابة كل طرف امام مرأى ومسمع العراقيين. ففي الوقت الذي احال رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية المبادرة القيمة التي طرحت في الاجتماع الاخير باقليم كردستان على المكتب التنفيذي للجنة والمفترض انه ناقشها يوم امس بترو من دون ضغوط او املاءات من خارج المكتب ، تتواصل بعض الاصوات الناقمة على اي مبادرة وطنية لوأد خلاف داخلي رفع وتيرة الحماسة في خطابها ( الانشائي ) مطالبة الاولمبية بعدم الخضوع لاي حل يثلم قرارها التاريخي وكأنهم اوصياء على عقول وتدابير رعد حمودي واخوته في المكتب التنفيذي او ان ازمة الكرة بين الاولمبية وطرف اخر هو خارجي غريب وعدواني وليس عراقياً غمر هامة اللعبة بالانجازات ايام كان هؤلاء الحماسيون يعبثون في ظلمة البحث عن العمل ويحلمون ببصيص اضواء الكبار قبل ان تدفعهم المحسوبية ليكون لهم صوت وسط ضجيج الازمات! ان ترقيع قلب الكرة العراقية بصمامات ادارية جديدة ضمن وعاء مؤقت ليس الحل المثالي كما اكد اغلب المنصفين ذلك منذ اول يوم باركوا فيه قرار الاولمبية ونحن ايضا لفرض هيبتها وكيانها ودورها الوطني في عملية تصحيح اخطاء اتحاد الكرة المنحل شرط ألاّ يأخذ التدخل الاولمبي اطارا شخصيا يوبخ ويهدد ويقصي ويتعاظم على اشخاص منتخبين من قبل الهيئة العامة مهما كانت نتائج دورتهم الانتخابية على مدى السنوات الخمس الماضية ، يجب ان يعاملوا وفق القانون العراقي من دون اهمال الشروط الدولية ، وعليه لابد من عدم خروج ممثل الاولمبية عن الخط المسموح له في التعبيرعن قوة وارادة مؤسسته ، اما اجتيازالخط وفق اجتهاده فان ذلك يدخله ضمن دائرة النزاع الشخصي مثلما استاء اكثر من متابع سواء كان اعلاميا ام رياضيا داخلا او خارج البلد اثناء مناقشتنا الازمة من جميع ابعادها بلا انحياز للمنحل او البديل. والنقد موصول للاتحاد المنحل عليه ان يلزم ممثله بعدم اضفاء ابعاد شخصية على القضية مثل القول ( هناك من يسلبني حريتي ، ويريد اهانة كرامتي ، ويسيىء الى وطنيتي عندما يطالبني بالاستقالة) !اي حرية او كرامة واي وطنية ارفع من دماء طاهرة جرت كالانهار طوال العقود الماضي من اجل ان يبقى العراق عزيزاً ومهاباً وقامة عالية ، من ضحى بنفسه لم يقرر لحظة الموت ايهما اغلى : روحه ام العراق ، من سيبقى في التاريخ هو ام الوطن ؟ لا حرية لفرد بلا عراق حر. نكرر النداء اليوم على مسمع علي الدباغ وجاسم محمد جعفر ورعد حمودي وحسين سعيد واحمد راضي وسمير الموسوي ومحمد جواد الصائغ وهادي احمد وباسم جمال وكل من يهمه اعادة نبض قلب الكرة العراقية معافى بسرعة بانه بحاجة الى دم نقي من المصارحة لا تفسده حرقة الضغائن!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram